روائع الإعجاز النفسي (07)
خطوات علمية وعملية لعلاج الانفعال المزمن
خطوات علاجية من القرآن
ولكن ماذا عن المقطع الثاني من الآية؟
{ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ }
هذه الكلمات المليئة بالرحمة والتفاؤل والحيوية كانت تغير فيّ الكثير أيضاً.
فقد كنتُ في كثير من الأوقات أعاني من قلق وخوف حول أشياء سوف
تحدث أو أتخيلها أنها ستحدث، مثل توقع الفشل في عمل ما أو توقع الخطأ
في تصرف ما. بل كنتُ أتردد كثيراً في عمل شيء ما: هل أفعله أم لا؟
وعندما قرأتُ هذه الكلمات الإلهية أدركتُ بأن أي خير سيصيبني لا يمكن أن
يأتي خارج إرادة الله عز وجل! وأدركتُ أيضاً بأن أي خير سيأتي، لن
يستطيع أن يردّه أو يبعده عني أحد إلا الله تعالى!
وقلتُ إذا كان الخير كله من عند الله فلماذا أنا قلق وخائف؟ إذا كان الشيء
الذي سأقوم بفعله وأنا قلق حول نتائجه، إذا كانت هذه النتائج بيد الله وهو
الذي سيعطيني الخير ولن يمنعه أحد من ذلك، إذن لماذا التردد في فعل
هذا الأمر مادام الأمر فيه الخير ورضا الله ؟
وبالنتيجة ساهَمت هذه الآية في القضاء على التردد والخوف والقلق،
لقد أحدثَت هذه الكلمات الربانية تغييراً في سلوكي أيضاً. فلم يعد لدي
حسابات كثيرة أجريها قبل القيام بعمل ما، ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني التوفير
في الوقت أيضاً، لقد أصبح لدي وقت كبير أستطيع الاستفادة منه في
تطوير معرفتي وعلمي.
{ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
هذا هو المقطع الثالث من الآية الكريمة، وهذا يعني أن الله تعالى هو من
يختار من البشر من يشاء ليصيبه بالخير، إذن كيف أضمن أن الله تعالى
سيصيبني بهذا الخير؟ يجب قبل كل شيء أن أصلح علاقتي
مع الله تبارك وتعالى.
إن أول خطوة في إصلاح علاقتك مع الله هي أن تتوجه بإخلاص كامل إلى
الله ليس هنالك أي مصلحة إلا رضا الله تعالى، وعندها خرجتُ بنتيجة وهي
أن هذه الآية وعلى الرغم من قصر كلماتها إلا أنها ممتلئة بالتوجيهات التي
تغير سلوك إنسان بالكامل، هذه الآية هي إعادة لبرمجة الدماغ وتغيير
المعلومات المختزنة فيه من معلومات يسيطر عليها التردد والخوف والقلق
إلى معلومات مليئة بالقوة والتفاؤل والاطمئنان.
والآن يا أحبتي نقول:
يجب أن نعلم بأن أفضل وأقصر طريق لإعادة برمجة الدماغ هو أن تبدأ
بقراءة آيات من القرآن، بل وتصمم على حفظ القرآن دون النظر إلى النجاح
أو الفشل في ذلك، أنت فقط صمم ولا تلتفت للتعليمات السلبية التي يمارسها
الشيطان عليك، فقط قل: "إنني أنوي حفظ هذا القرآن وسوف أعمل على
ذلك وأرجو من الله أن يعينني". بل وكرر هذه الرسالة قبل النوم
وبعد الاستيقاظ.
وأنا على ثقة تامة بأنك سوف تحفظ القرآن (وهذا ما حدث معي)، وسوف
ترى التحولات الكبرى في حياتك نتيجة لهذا الحفظ، وسوف ترى أيضاً كيف
تبدأ مشاعر الخوف والقلق والتردد والحزن بالاضمحلال، وكيف تُستبدل
بمشاعر من التفاؤل والاطمئنان والسعادة والنجاح.
سوف ترى حالما تبدأ بعملية الحفظ كيف تتطور لديك القدرات الذهنية، كيف
تصبح ذاكرتك أفضل بمئة مرة، كيف تصبح أكثر قدرة على التعامل مع
الآخرين بل وأكثر كسباً لثقتهم، وسوف تجد نفسك أكثر قدرة على خطاب
الآخرين وأكثر قدرة على التعبير عما تريد بكل يسر وسهولة (وهذا ما حدث
معي أيضاً)! والسؤال أخي الحبيب: هل اقتنعت معي أخي العزيز بالبرمجة
القرآنية الإلهية؟
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الخميس، 10 ديسمبر 2020
روائع الإعجاز النفسي (07)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق