الشيطان أساليبه ومكائده
الشيطان أعظمُ خطر يجب الحذر منه ومن أساليبه ومكائده، فهو يعمل ليلًا
ونهارًا، لا يكل ولا يمل؛ لإغواء بني آدم بأساليبه المتنوعة وطرقه المختلفة،
لديه صبر لا ينفد، وكيد لا يُستهان به، إن أُغلق عليه طريق، سلك طرقًا
أخرى يفتن بها الناس، فهو العدو الأول لبني آدم، وهو السبب الذي أخرج
أبونا آدم من الجنة إلى الشقاء والتعب، وهو الشر المطلق الذي لا خير فيه؛
فقد أقسم لرب العزة ليفتنن بني آدم، وليزيننَّ لهم كل باطل:
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص: 82]،
ولا يمكن تجنبه إلا بالاعتصام بالله، والاستعانة به من شرِّه ومكره؛ فإنه
عندئذ لا يكون له سلطان عليه أو طريق للنفاذ إلى قلبه؛ كما قال تعالى:
{ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [ص: 83]؛
أي: إلا من أخلصته منهم لعبادتك، وعصمته من إضلالي،
فلم تجعل لي عليه سبيلًا؛ فإني لا أقدر على إضلاله وإغوائه.
وأساليب الشيطان كثيرة ومتنوعة، كلٌّ بحسب إيمانه وقوة ثباته؛ فما ينفع
مع شخص قد لا ينفع مع آخر، ولكن أبرزها مما قصه الله علينا في كتابه
المبين: الإضلال؛ فقال تعالى:
{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا }
[النساء: 119]،
ومن طرقه: التزيين للمنكر، وإظهاره بغير حقيقته؛ قال تعالى:
{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
[الحجر: 39]، وقوله:
{ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }
[النمل: 24]،
ومنها: الوسوسة؛ حيث يأتي إلى النفس فيلقي فيها الشبهات، ويحبب إليها
المنكرات؛ قال تعالى:
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا
وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ }
[الأعراف: 20]،
ومن طرقه الناجعة في الغواية: التدرج، فهو يسحب المسلم خطوة فخطوة
حتى يقع فيما يريد، ويفعل ما يتمنى، وهو الكفر بالله والشرك في عبادته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق