روائع الإعجاز النفسي (32)
العلاج بالرحمة
من وقت لآخر يخرج الغرب بنتائج جديدة بعد قيامه بتجارب مضنية، ونجد
علماء الغرب يؤكدون على ضرورة تطبيق هذه الاكتشافات من أجل سعادة
البشر. والعجيب يا أحبتي أنني كلما تأملتُ اكتشافاً علمياً فيه النفع والفائدة
وجدت الإسلام قد سبقهم إليه بأربعة عشر قرناً!
ومن آخر ما وصلت إليه أبحاثهم وبعد ما فقدوا الحب والرحمة والعاطفة
بسبب المادية المفرطة التي وصلوا إليها أنهم اكتشفوا أهمية "الرحمة" في
سعادة الإنسان، وإمكانية تعلم الرحمة منذ الطفولة، وأنه ينبغي على الناس
أن يعلموا أولادهم "الرحمة"، فكيف بدأت القصة؟
في بداية عام 2008 استخدم الباحثون تقنية المسح بالرنين المغنطيسي
الوظيفي fMRI من أجل دراسة تأثير الرحمة لدى الإنسان على نظام
المناعة لديه وعلى نظام عمل الدماغ. وقد كشف هذا الجهاز عن نشاط كبير
يحدث في الجزء الأمامي من الدماغ الذي يلعب دوراً أساسياً في عاطفة
الإنسان. وخرجوا بعدة نتائج سوف نلخصها لندرك يقيناً أن ديننا الحنيف
قد أمرنا بهذه النتائج مسبقاً، بل هي جزء من عقيدتنا وإيماننا.
1- إذا أردت أن تكون سعيداً فما عليك إلا أن تتمنى السعادة للآخرين:
هذه القاعدة يؤكدها العلماء اليوم، فقد وجدوا بنتيجة أبحاثهم أن السعادة
لا تتحقق بمجرد تحقيق رغبات الإنسان لنفسه، بل لابد أن يسعى في تحقيق
رغبات غيره بما يحبه الآخرون، وأن الذي يسعد الآخرين يكون أكثر سعادة
من الذي يهتم بنفسه فقط.
ويؤكد الباحثون على قاعدة ذهبية من أجل سعادة أكبر وعمر مديد، وهي أن
تحب الخير للآخرين! فقد وجدوا بعد سؤال العديد من الناس أن الإنسان
الذي يتمنى الخير لغيره هو أكثر سعادة من أولئك الذين تمنوا زوال النعمة
عن غيرهم.
وقد لا نعجب عندما نعلم أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى
ذلك قبل قرون طويلة بل اعتبر إيمان المؤمن لا يكتمل إلا بتحقيق هذه
القاعدة، عندما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)،
سبحان الله! القاعدة التي وصلوا إليها ولم يستطيعوا تطبيقها هي جزء
من إيماننا، ألسنا أولى منهم بتطبيق هذه القاعدة النبوية الشريفة؟
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الاثنين، 4 يناير 2021
روائع الإعجاز النفسي (32)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق