فوائد
قيل لحاتم الأصم :
مالنا نستمع ولا ننتفع ؟
قال :
بخلال خمسة فيكم :
ما أنعم الله عليكم لم تشكروا ،
وما علمتم من العلم لم تعلموا ،
وبمن صحبتم من الأخيار لم تقتدوا ،
وفيما دفنتم من الأموات لم تعتبروا ،
وعما أذنبتم إليه لم تتوبوا .
عن أبي نصر الحدادي صاحب البساطين أنه قال :
يقول الجوزجاني :
أصل التوبة خمسة أشياء :
الندامة بالقلب مع الاستغفار باللسان ،
وإصلاح الأمور في موافقة القرآن ،
ومجاهدة النفس في مرضاة الرحمن ،
ومفارقة الإخوان الذين هم حزب الشيطان ،
والخوف الدائم على ما مضى من العصيان .
عن أبي عثمان أنه قال :
قال شاه :
إذا صحح العبد مقام التوبة نقل إلى مقام الخوف ،
ثم إلى مقام الرجاء ، ثم إلى مقام الصالحين ،
ثم إلى مقام المريدين ، ثم إلى مقام المطيعين ، ثم إلى مقام المحبين ،
ثم إلى مقام المشتاقين ، ثم إلى مقام الأولياء ، ثم إلى مقام المقربين .
قال بعض المفسرين :
الذنوب كلها على ثلاثة أوجه :
ذنب بينك وبين الحق ،
وذنب بينك وبين الخلق ،
وذنب في ترك الأوامر .
فالتوبة في الكل الرجوع من الكل ، والتضرع والابتهال ،
وتقديم أمر الله ، حتى يأتيك اليقين .
في الزبور :
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام -:
أنا الله معطي كل سائل ، وغافر كل مستغفر ، وصريخ كل مستصرخ ،
وكاشف كل مكروب ، ومحب كل تائب . فأحب التائبين . وبشر المحسنين ،
وأنذر الخاطئين.
قال –عليه الصلاة والسلام :
( لو عملتم بالخطايا حتى تبلغ السماء ،
ثم تبتم تاب الله عليكم )
رواه الحاكم في المستدرك وحسنه الألباني .
قال أبو طالب المكي رحمه الله :
لقد حصرت الذنوب من أقوال الصحابة فوجدتها
أربعة في القلب وهي :
الإشراك بالله ،
والإصرار على المعصية ،
والقنوط من رحمة الله ،
والأمن من مكر الله
وأربعة في اللسان وهي :
شهادة الزور ،
وقذف المحصنات ،
واليمين الغموس ،
والسحر
فالسحر لا يقتصر على اللسان ، بل تشترك الجوارح في عمله .
وثلاثة في البطن وهي :
شرب الخمر ،
وأكل مال اليتيم ،
وأكل الربا .
واثنين في الفرج :
الزنا
اللواط
واثنين في اليدين :
القتل
السرقة.
وواحدًا في الرجلين وهو :
الفرار من الزحف
وواحدًا يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
[ التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود ]
وقال أيضا :
[ باب التوبة مفتوح ، وهي مقبولة من كل أحد إلا من ثلاثة :
إبليس رأس الكفرة ،
وقابيل بن آدم رأس الخطائين ،
ومن قتل نبيا من الأنبياء ].
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم قال :
( قال إبليس أي رب لا أزال أغوي بني آدم
ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،
فقال الرب عز وجل : لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )
أخرجه أحمد والحاكم .
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :
[ حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب ، وترك ما يكره ،
فهي رجوع من مكروه إلى محبوب ، فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها ،
والرجوع عن المكروه الجزء الآخر ].
فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
لمصطفى شيخ إبراهيم حقي - الجزء الثاني
قيل لحاتم الأصم :
مالنا نستمع ولا ننتفع ؟
قال :
بخلال خمسة فيكم :
ما أنعم الله عليكم لم تشكروا ،
وما علمتم من العلم لم تعلموا ،
وبمن صحبتم من الأخيار لم تقتدوا ،
وفيما دفنتم من الأموات لم تعتبروا ،
وعما أذنبتم إليه لم تتوبوا .
عن أبي نصر الحدادي صاحب البساطين أنه قال :
يقول الجوزجاني :
أصل التوبة خمسة أشياء :
الندامة بالقلب مع الاستغفار باللسان ،
وإصلاح الأمور في موافقة القرآن ،
ومجاهدة النفس في مرضاة الرحمن ،
ومفارقة الإخوان الذين هم حزب الشيطان ،
والخوف الدائم على ما مضى من العصيان .
عن أبي عثمان أنه قال :
قال شاه :
إذا صحح العبد مقام التوبة نقل إلى مقام الخوف ،
ثم إلى مقام الرجاء ، ثم إلى مقام الصالحين ،
ثم إلى مقام المريدين ، ثم إلى مقام المطيعين ، ثم إلى مقام المحبين ،
ثم إلى مقام المشتاقين ، ثم إلى مقام الأولياء ، ثم إلى مقام المقربين .
قال بعض المفسرين :
الذنوب كلها على ثلاثة أوجه :
ذنب بينك وبين الحق ،
وذنب بينك وبين الخلق ،
وذنب في ترك الأوامر .
فالتوبة في الكل الرجوع من الكل ، والتضرع والابتهال ،
وتقديم أمر الله ، حتى يأتيك اليقين .
في الزبور :
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام -:
أنا الله معطي كل سائل ، وغافر كل مستغفر ، وصريخ كل مستصرخ ،
وكاشف كل مكروب ، ومحب كل تائب . فأحب التائبين . وبشر المحسنين ،
وأنذر الخاطئين.
قال –عليه الصلاة والسلام :
( لو عملتم بالخطايا حتى تبلغ السماء ،
ثم تبتم تاب الله عليكم )
رواه الحاكم في المستدرك وحسنه الألباني .
قال أبو طالب المكي رحمه الله :
لقد حصرت الذنوب من أقوال الصحابة فوجدتها
أربعة في القلب وهي :
الإشراك بالله ،
والإصرار على المعصية ،
والقنوط من رحمة الله ،
والأمن من مكر الله
وأربعة في اللسان وهي :
شهادة الزور ،
وقذف المحصنات ،
واليمين الغموس ،
والسحر
فالسحر لا يقتصر على اللسان ، بل تشترك الجوارح في عمله .
وثلاثة في البطن وهي :
شرب الخمر ،
وأكل مال اليتيم ،
وأكل الربا .
واثنين في الفرج :
الزنا
اللواط
واثنين في اليدين :
القتل
السرقة.
وواحدًا في الرجلين وهو :
الفرار من الزحف
وواحدًا يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
[ التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود ]
وقال أيضا :
[ باب التوبة مفتوح ، وهي مقبولة من كل أحد إلا من ثلاثة :
إبليس رأس الكفرة ،
وقابيل بن آدم رأس الخطائين ،
ومن قتل نبيا من الأنبياء ].
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم قال :
( قال إبليس أي رب لا أزال أغوي بني آدم
ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،
فقال الرب عز وجل : لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )
أخرجه أحمد والحاكم .
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :
[ حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب ، وترك ما يكره ،
فهي رجوع من مكروه إلى محبوب ، فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها ،
والرجوع عن المكروه الجزء الآخر ].
فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
لمصطفى شيخ إبراهيم حقي - الجزء الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق