موسوعة المؤرخين (85)
ابن حيان القرطبي..شيخ مؤرخي الأندلس (10)
خصائص وأسلوب الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان:
كان أسلوب ابن حيان يمتاز بالسهولة والوضوح والتعبير الدقيق
عن الحقائق، وقوة التدليل والتفسير والتعليل، وامتاز بترابط الفكرة،
وتخير المفردات والتراكيب العربية السليمة، وتخلص من قيود السجع
ومحسنات البديع المتكلفة، وتدلنا كتاباته التاريخية على أدبه الرفيع
مع التزام الدقة والأمانة التاريخية.
وبالاطلاع على ما أمكن من هذه المادة، نجد أنه حقا أديب متمكن
واسع المعرفة جزل العبارة قوي الأسلوب، بحيث يعد من بلغاء كتاب
عصره، إلا أنه سلم من آفة السجع الذي كان قد أصبح حلية الكتاب
وعلامة البراعة. وهذه المكانة الأدبية هي التي جعلته متميزا بين
المؤرخين بصفاء ديباجته وعلو لغته، لأن طبع الأديب فيه يغلب
على طبع المؤرخ، حتى إنه يقع في كلامه بعض الألفاظ الغريبة أحيانا.
ومع ذلك فهو في التاريخ نسيج وحده في عصره وبلده، استوعب تواريخ
من سبقه لعهد الولاة وخلافة قرطبة إلى حين سقوطها. وسجل ما شهده
من أحداث التاريخ الكبرى كأخبار الدولة العامرية، والفتنة البربرية وقيام
ملوك الطوائف، وغير ذلك بدقة متناهية واستقصاء كامل، مما جعله
المرجع الوحيد في هذه الفترة الخطيرة من تاريخ الأندلس الذي
لا غنى عنه لكاتب أو باحث.
كماكان ابن حيان مفسرا للتاريخ، فطن إلى أهمية التفسير والتعليل
في مجال كتابة التاريخ؛ وذكر السبب بالحدث قد استمد تفسيراته من
الاستقراء الواعي للأحداث حيث قام بتعليل وتفسير العديد من الأحداث،
وقد عول في تفسيره على عدة محاور منها: التعويل على العقل
والاستقراء الواعي للأحداث، وكذلك على البعد المذهبي، ونراه أيضًا يعول
على التفسير الإثني أو العرقي، كما استند في تفسيراته
على البعدين الديني والأخلاقي.
ابن حيان القرطبي..شيخ مؤرخي الأندلس (10)
خصائص وأسلوب الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان:
كان أسلوب ابن حيان يمتاز بالسهولة والوضوح والتعبير الدقيق
عن الحقائق، وقوة التدليل والتفسير والتعليل، وامتاز بترابط الفكرة،
وتخير المفردات والتراكيب العربية السليمة، وتخلص من قيود السجع
ومحسنات البديع المتكلفة، وتدلنا كتاباته التاريخية على أدبه الرفيع
مع التزام الدقة والأمانة التاريخية.
وبالاطلاع على ما أمكن من هذه المادة، نجد أنه حقا أديب متمكن
واسع المعرفة جزل العبارة قوي الأسلوب، بحيث يعد من بلغاء كتاب
عصره، إلا أنه سلم من آفة السجع الذي كان قد أصبح حلية الكتاب
وعلامة البراعة. وهذه المكانة الأدبية هي التي جعلته متميزا بين
المؤرخين بصفاء ديباجته وعلو لغته، لأن طبع الأديب فيه يغلب
على طبع المؤرخ، حتى إنه يقع في كلامه بعض الألفاظ الغريبة أحيانا.
ومع ذلك فهو في التاريخ نسيج وحده في عصره وبلده، استوعب تواريخ
من سبقه لعهد الولاة وخلافة قرطبة إلى حين سقوطها. وسجل ما شهده
من أحداث التاريخ الكبرى كأخبار الدولة العامرية، والفتنة البربرية وقيام
ملوك الطوائف، وغير ذلك بدقة متناهية واستقصاء كامل، مما جعله
المرجع الوحيد في هذه الفترة الخطيرة من تاريخ الأندلس الذي
لا غنى عنه لكاتب أو باحث.
كماكان ابن حيان مفسرا للتاريخ، فطن إلى أهمية التفسير والتعليل
في مجال كتابة التاريخ؛ وذكر السبب بالحدث قد استمد تفسيراته من
الاستقراء الواعي للأحداث حيث قام بتعليل وتفسير العديد من الأحداث،
وقد عول في تفسيره على عدة محاور منها: التعويل على العقل
والاستقراء الواعي للأحداث، وكذلك على البعد المذهبي، ونراه أيضًا يعول
على التفسير الإثني أو العرقي، كما استند في تفسيراته
على البعدين الديني والأخلاقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق