أسرار الكون بين العلم والقرآن (23)
حقائق علمية يقينية
والآن ينبغي علينا أن نتعرّف على الكيفية التي جعلت علماء الفلك
يجزمون بهذا النسيج، بل ويجمعون على ذلك. وتبدأ القصة عندما بدأ
علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولاحظوا وجود مناطق
تتجمع فيها هذه المجرات بما يسمى عناقيد المجرات ووجدوا بأن هذا
الكون يحوي أكثر من مئتي ألف مليون مجرة!
وعندما توفرت إمكانية الحسابات الضخمة باستخدام السوبر كومبيوتر
فكَّر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللازمة إلى هذا الكومبيوتر العملاق
والتي تتضمن بيانات رقمية حول موقع المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية
وشدة إشعاعها، بالإضافة إلى معلومات حول التجمعات المجرية
الضخمة ومعلومات أخرى تشمل أكثر من مليون مجرة.
وعندما نفّذ الكومبيوتر العمليات الرقمية كانت الصورة الناتجة تشبه
النسيج، وهذا ما جعل العلماء مباشرة يطلقون عليها اسم النسيج
الكوني.
والآن...
لو توجهنا اليوم بسؤال لهؤلاء العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج المعقد،
وصرفوا بلايين الدولارات في سبيل رسم هذه الصورة الكونية،
وقلنا لهم:
ما رأيكم أن الشيء الذي تكتشفونه في القرن الحادي والعشرين،
قد تحدث عنه كتاب موجود منذ القرن السابع الميلادي!
إنهم سيسارعون للقول بأن ذلك سيكون مستحيلاً، والسبب هو أن التنبؤ
بوجود بنية نسيجية للكون والحديث عن الرتق والفتق، يحتاج إلى
عدسات مكبرة ومراصد تتوضع في مختلف أنحاء العالم، ويحتاج لآلاف
الباحثين لرسم خرائط لملايين المجرات، وتحديد أماكنها وتحليل أطيافها.
وسوف يتطلَّب ذلك وجود أجهزة سوبر كومبيوتر عملاقة، وإلى تكاليف
باهظة. وهذه الإمكانيات لم تتوفر إلا في نهاية القرن العشرين،
فأنى لبشرٍ أن يتنبَّأ بنسيج كهذا؟؟
ونقول لهم نعم! إن قولكم صحيح لو كان القرآن من صنع بشر، ولكن هذا
القرآن هو كلام ربّ البشر تبارك وتعالى! فهل تخشع قلوبكم أمام هذه
المعجزة التي هي دليل مادي على صدق كتاب الله عز وجل وصدق
رسالة الإسلام؟
إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي:
﴿وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: 37].
من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
للدكتور عبد الدائم الكحيل
الخميس، 26 أغسطس 2021
أسرار الكون بين العلم والقرآن (23)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق