صَدَق مع المَلِك فماذا وجد ؟
يقول أحد الدعاة : أن أحد الصالحين ولا أزكي علي الله أحداً ما عنده
إلا سبحان الله , والحمد لله ، ولا إله إلا الله , والله اكبر .. ما تسمع منه
إلا ذكر الله , فيُذكِّرك بالله جلا وعلا .
قلت له : يا عم فلان لقد منّ الله عليك بنعمة عظيمة
وهي دوام الذكر فعلِّمني كيف صنعت ؟
قال : جاهدت نفسي يا بُنيَّ علي ذكر الله مدة طويلة حتى فتح الله عليّ ..
وأبشرك الآن .. والله إني لأذكر الله وأنا لا أشعر وإني لأذكره حتى أنام
وإني أرى الرؤيا في المنام وأنا أذكر الله وإني أدخل بيت الخلاء وأعضُّ
لساني حتى لا أذكر الله في هذا المكان .
وقفة : يقول الله تعالى :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرً } ..
ويقول عليه الصلاة والسلام :
( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم
وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى ، قال : ذكر الله )
وللذكر ثمرات كثيرة منها :
يطرد الشيطان ، يرضي الرحمن ، يزيل الهم والغم ، يورث محبة الله للعبد
، يورث محبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع إليه والقرب منه ،
يورث ذكر الله للذاكر ، يحط السيئات ، يجلب الرزق .
سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة ، إنه مع البكاء في الخلوة سبب
لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،
إنه غراس الجنة ، الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته . يوجب صلاة
الله وملائكته ، إنه أمان من النفاق ، إنه يؤمن من الحسرة يوم القيامة .
للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع
من الذكر ، سبب للنصر على الأعداء ، الذاكرون هم السابقون يوم القيامة
انه أيسر العبادات واقلها مشقة ، ومع ذلك فهو يعدل عتق الرقاب ويرتب
عليه من الجزاء مالا يرتب على غيره ، للذكر لذة من بين الأعمال
لا يعدلها لذة .
فأقول : يا أيها الأحبة والله لو استشعرنا هذه الثمرات وغيرها من فضائل
الذكر ما فتر لساناً عن ذكر الله , ولوجدنا إننا نفرط ونحرم أنفسنا
أجور ودرجات وفضائل لا حصر لها .
من كتاب ( قصص من الأشرطة النافعة ) بتصرف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق