الصابر والجازع
إن المؤمن الواثق لا يفقد صفاء العقيدة ونور الإيمان إن هو فقد من صافيات الدنيا ما فقد،
أما الإنسان الجزوع فإن له من سوء الطبع ما ينفره من الصبر،
ويضيق عليه مسالك الفرج إذا نزلت به نازلة، أو حلت به كارثة أو ضاقت عليه الأرض بما رحبت،
وتعجل في الخروج متعلقاً بما لا يضره ولا ينفعه.
إن ضعف اليقين عند هؤلاء وأمثالهم يصدهم عن الحق،
ويضلهم عن الجادة؛ فيخضعون ويذلون لغير رب الأرباب ومسبب الأسباب،
يتملقون العبيد، ويتقلبون في أنواع هذه الملذات،
ويكيلون من المديح والثناء ما يعلمون من أنفسهم أنهم فيه كذبةً أفاكون،
بل قد يرقى بهم تملقهم المقيت أن يطعنوا في الآخرين،
ويقعوا في الأبرياء من المسلمين.
إن أي مخلوق مهما بلغ من عز أو منزلة فلن يستطيع قطع رزق، أو رد مقدور، أو انتقاصاً من أجل:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
[الروم:40] .
في حديث عن أبي سعيد مرفوعاً: {إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله،
وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله} .
الجمعة، 14 يناير 2022
الصابر والجازع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق