خواطرمنتقاه (227 )
من الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
الدعاء رسالة أرضية للذات العلية بأن هناك عبد ضعيف ملهوف يُقر لنفسه
بضعف العبودية ولربه بسلطان الربوبية راجياً العون والنصرة والتأييد.
فالأبواب مُوصدة والوجوه مُعرضة والقلوب مُتحجرة والأمور مُستعصية،
ولا رافع للبلوى ولا سامع للنجوى إلا من لا يغلق بابه أمام من أتاه مُقراً
بذنبه مُعترفاً بضعف قوته وقلة حيلته.
الدعاء - لكي لا يكون صرخة في واد ولا نفخة في رماد - يحتاج للهفة القلب
قبل هندام القالب، وطيب الجوهر قبل طيب المظهر.
فلابد أن يُرِي العبد ربه من نفسه خيراً، فيتحرى في مأكله ومشربه
وملبسه الحلال، ويحفظ جوارحه عن الحرام في جميع الأحوال،
ثم يلقي بنفسه بين يدي ربه خائفاً متضرعاً راجياً الرضا والقبول.
الدعاء خلوة بين العبد وربه دون اعتبار لبُعد ولا لمسافات،
ودون اعتبار لوقت ولا مشقات، ودون اعتبار لقدر ما اقترف من سيئات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق