أسرار الزواج
فيما يلي أهم الأبحاث حول فوائد الزواج وأنه نعمة من الله تعالى
فلا ينبغي لمؤمن أن يعزف عنه فهو سنة مؤكدة
من سنن النبي الأعظم....
الزواج مودة ورحمة
في دراسة أجريت على 34500 شخص تبين أن الزواج يساعد على
الاستقرار النفسي، ويخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب. وارتكزت
الدراسة على مسح لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع
البلدان النامية والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي [CNN].
يقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو"
في نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من
الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب
المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."
وتؤكد هذه الدراسة جملة أبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل
و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن الطلاق قد يؤدي لانتكاسات
صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.
ونقول دائماً إن كل ما جاء في كتاب الله عز وجل صحيح ومطابق للعلم.
فالزواج سنّة نبوية وشريعة إلهية، فمن أعرض عن الزواج فإنه يخالف
بذلك تعالم الخالق وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
يقول تبارك وتعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21].
فهذه المودة والرحمة والهدوء والاستقرار النفسي... تنشأ بفعل الزواج،
ولكننا كمسلمين نعتقد أن الله تعالى هو الذي وضع هذا النظام
وليست الطبيعة!
إن الملحدين عزفوا عن الزواج ولجؤوا إلى الصداقة والشذوذ والفاحشة،
فكانت الأمراض الجنسية المعدية، وكان الاكتئاب الذي يعصف بالمجتمع
الغربي، حتى إن أحدث دراسة تقول إن 13 % من أطفال أمريكا مصابون
باضطرابات نفسية!
وتعالوا معي إلى المجتمعات الإسلامية، وعلى الرغم من التخلف العلمي
إلا أننا نجد نسبة الاكتئاب والانتحار والأمراض الجنسية أقل بكثير جداً
من أي بلد "إباحي"، وهذا دليل مادي على قوة تعاليم الإسلام
وصدق هذه التعاليم وفائدتها بالنسبة للمجتمع.
إذاً نستطيع القول بأن علماء الغرب اليوم وبعد دراسات طويلة ينادون
بالزواج كضرورة ماسة لصحة الفرد وزيادة دخله واستقرار حالته
النفسية، ويؤكدون من خلال أبحاثهم العلمية أن الزواج أفضل من
الرهبانية... ونقول: أليس هذا ما جاء به الإسلام بقبل أربعة عشر قرناً؟!!
أليس النبي الكريم هو القائل:
( لا رهبانية في الإسلام )
أليس هذا النبي الرحيم هو الذي قال لذلك الشاب الذي عزف عن الزواج:
( فمن رغب عن سنتي فليس مني )؟
الحديث الشريف:
( يا عثمان ! إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي؟! قال:
لا يا رسول الله! قال: إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم
وأطعم، وأنكح وأطلق؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني.
يا عثمان! إن لأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً )
(السلسلة الصحيحة).]
إذاً يا صديقي الملحد: لماذا ترفض تعاليم
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟
العلماء يعودون لمبادئ الإسلام: الزواج هو الأفضل
يعترف الباحثون اليوم وبعد تجارب مريرة ومشاهدات قاسية تكبدتها
المجتمعات الغربية، أن الزواج هو التصرف الطبيعي الذي يمكن للإنسان
أن يقوم به، وليست العلاقات غير المشروعة. وكما نعلم فإن علماء الغرب
في العصر الحديث كانوا يؤكدون أنه لا ضرورة للزواج، ويمكن للمرء
أن يختار شريكته ويعيش معها دون زواج، ويمكن أن ينجبا الأطفال، ولن
تحدث أية مشاكل. وبناء على هذا الاعتقاد سارع الكثيرون للعزوف عن
الزواج، واختيار شريكة تعيش كأنها زوجة له، ولكن دون أن يعقد عليها
أو يلتزم تجاهها بأي شيء.
لقد بدأت أولى سلبيات هذا النظام عندما حسب العلماء عدد حالات العنف
المنزلي وأدركوا أن معظمها تحدث في بيوت غير المتزوجين، والذين
يقيمون علاقات غير شرعية. ثم درسوا نسبة القلق والإحباط فوجدوها
أعلى ما يمكن في هذه البيوت غير الشرعية. ولكن الدراسة الأخيرة كانت
على أطفال هؤلاء "الأزواج" غير الشرعيين، فقد كانت المفاجأة.
في مقالة نشرت على جريدة ديلي ميل البريطانية بتاريخ 19/12/2008
اعترفوا بأن الزواج أفضل للأطفال. فقد اعترف الباحثون بأن الزواج
ينعكس بشكل أفضل على الأطفال وأن العلاقات الزوجية تكون أكثر
استقراراً، وبالتالي تنعكس على استقرار الأطفال في المنزل. لقد
وجدوا أن 70 % من المجرمين يأتون من بيوت غير شرعية!
إن الأطفال يتأثرون كثيراً عندما يعيشون في بيت غير شرعي، وبالتالي
يؤثر ذلك على سلوكهم وعلى حالتهم النفسية، وحتى على المستوى
التعليمي لهم. كما وجدوا أن العلاقات غير الشرعية لا تعمر طويلاً، على
عكس الزواج الذي يدوم أطول، ويعطي نتائج إيجابية في تربية الأطفال
وسعادة الزوجين.
الزواج سنَّة نبوية شريفة!
كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( فمن رغب عن سنَّتي فليس مني )
ولو تأملنا القرآن الكريم لا نرى أي ذكر لصديقة أو حبيبة أو عشيقة،
بل نرى أن الله منذ سيدنا آدم قال:
{ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
[البقرة: 35]،
فالزواج سنَّة إلهية منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام، واستمرت هذه
السنة آلاف السنين ولم يكن هناك أي خطأ أو نتائج سلبية لعملية الزواج،
ولكن الإنسان عندما غيَّر هذه السنَّة، بدأت المشاكل بالظهور وبدأت
النتائج السلبية تطفو على السطح، وبدأ الباحثون ينادون بضرورة
العودة إلى الزواج كفطرة طبيعية.
ولذلك قال تعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21]
. وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا من خلال هذه الآية على ضرورة
الالتزام بقانون الزواج وعدم مخالفته، وأن "الزواج" بحدّ ذاته هو آية
ومعجزة تستحق التفكر
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
، فماذا يحدث لو أن الإنسان تخلى عن الزواج! ستبدأ الاضطرابات ويبدأ
التفكك الأسري، وتبدأ الجرائم، وسيظهر جيل من المجرمين،
فالحمد لله الذي أنعم علينا بهذه السنة الرائعة.
دراسة تؤكد سنَّة النبي الأعظم: المتزوجون أكثر صحة
جاء في دراسة حديثة حسب موقع CNN أن المتزوجين في صحة أفضل
من تلك التي يتمتع بها العازبون، رغم أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة
لزيادة الوزن أو البدانة من الرجال الآخرين، وذلك في إحصاء قام به
المركز القومي لإحصاءات الصحة.
والحقيقة لم يحدد التقرير الذي نشر بتاريخ 16/12/2004 واستند على
مقابلات مع أكثر 125 ألف شخص، الأسباب لذلك. وقالت تشارلوت
شونبورن الخبيرة في إحصاءات الصحة وهو أحد مراكز السيطرة على
الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، والتي قادت فريق الدراسة،
إن هناك نظريتين لما خلص له التقرير، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
النظرية الأولى هي نظرية حماية الزواج Marriage Protection
وترى أن المتزوجين قد يتمتعون بإيجابيات أكثر بمفهوم المصادر
الاقتصادية والدعم الاجتماعي والنفسي والتشجيع لاعتماد أسلوب
حياة صحي.
أما النظرية الأخرى فهي نظرية اختيار الزواج Marital selection
ومفادها أن الناس الأكثر صحة يتزوجون ويظلون متزوجين، في حين
لا يقدم الأقل صحة على الزواج أو من المرجح أن يصبحوا أكثر عرضة
للانفصال أو الطلاق أو يصبحوا أرامل إذا تزوجوا.
ووجد التقرير أن بين الراشدين بسن الـ 18 وما فوق، 11.9 بالمئة منهم
قالوا إنهم في صحة سيئة. وقال قرابة 10.5 بالمئة من المتزوجين إنهم
في صحة سيئة، فيما كانت نسبة باقي المجموعات أعلى. فالأرامل يبدو
أنهم بين الأعلى في هذه المجموعات عند نسبة بلغت 19.6 بالمئة.
نتائج الدراسة
اعتمد التقرير الذي أعده المركز القومي لإحصاءات الصحة على مقابلات
جرت بين 1999 و 2000 مع 127545 بالغا تزيد أعمارهم عن 18
عاما. وأظهر التقرير أن 58.2 في المئة من البالغين متزوجون، و10.4
في المئة منفصلون أو مطلقون، و6.6 في المئة أرامل و19 في المئة لم
يسبق لهم الزواج و5.7 في المئة يعيشون مع شريك. ووجد التقرير أن
حوالي 61 في المئة من البيض و58 في المئة من ذوي الأصول الإسبانية
و38 في المئة من السود متزوجون.
ووجدت الدراسة أن من يعيشون معاً دون زواج أكثر عرضة للمعاناة
من مشكلات نفسية مقارنة مع البالغين المتزوجين.
في دراسة قام بها المكتب الإحصائي الأسترالي تبين أن المتزوجون أطول
عمراً من غير المتزوجين، ويقول البروفسور بيتر ماكدونالد من معهد
البحث السكاني والاجتماعي: إن المتزوجين لهم معدلات عمر أعلى من
أولئك الذين فضلوا العيش وحيدين، وربما يكون سبب ذلك أن المتزوج
يجد من يعتني به ويضفي على حياته السعادة ويعطيه النصائح.
وقد لاحظت الدراسة أن النساء المتزوجات أيضاً تزيد أعمارهن عن
العازبات. ويؤكد الباحثون على أهمية الزواج وأنه يمنح الإنسان قدرة
على السعادة والتفكير الإيجابي وبالتالي يمنحه مناعة أكبر، وهذه العوامل
تساهم في أن المتزوجين يعيشون أكثر.
وقد أكدت بعض الدراسات على أهمية العلاقات الاجتماعية، فقد لاحظوا
أن الإنسان الذي يتمتع بعلاقات أقوى ولديه روابط اجتماعية وخصوصاً
مع أقاربه يعيش أكثر من ذلك الإنسان الانعزالي! وهونا نتذكر قول حبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال:
(من أحب أن يُنسأ له في عمره فليصل رحمه،)
فهذا الحديث يربط بين صلة الرحم وطول العمر، وهو ما يراه العلماء
اليوم من خلال أبحاثهم، فسبحان الله.
وهنا يا أحبتي
نتذكر قاعدة نبوية رائعة سنَّها الحبيب الأعظم وذلك عندما جاءه رجل
يريد ألا يتزوج أبداً، فقال له:
( من رغب عن سنَّتي فليس مني )!
فالنبي صلى الله عليه وسلم سنَّ الزواج وجعله عملاً يُثاب المؤمن عليه،
فانظروا كيف تأتي التعاليم النبوية الشريفة دائماً لفائدتنا ومنفعتنا،
فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم؟
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }
إنها آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن
هذه الآية خُتمت بقوله تعالى
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
فما هي الأشياء التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها؟ لنتأمل هذه الآية
العظيمة، يقول تبارك وتعالى
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21].
دائماً عندما نسمع قول الحق (وَمِنْ آَيَاتِهِ) يجب أن ندرك أن هناك معجزة
ما سوف يحدثنا عنها الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزة هي
"معجزة الزواج".
لقد استغرقت مني هذه الآية وقتاً طويلاً وأنا أتساءل: ما هو السر الذي
أودعه الله تبارك وتعالى في الزوجين، وما هو التأثير المتبادل للأزواج،
وما الذي يدعو للتفكر في هذا الموضوع؟ وبما أننا تعودنا على الخطاب
بأسلوب الحقائق العلمية فلا بد أن هذه الآية تخفي وراءها أسراراً علمية
كثيرة ينبغي علينا كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف
ونتأمل ونتدبر حتى نزداد إيماناً وتسليماً لله عز وجل كما قال تعالى:
{ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 22].
كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة،
ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل
كبير وتخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما
يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن
احتمال أن يُصاب بأمراض القلب تنخفض جداً عندما يكون
بصحبة زوجته!
وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما
المرأة المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة غير
المتزوجة، وفي ظل العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة،
فإن العلماء يؤكدون أن معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج
الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة
يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.
زيادة الإنتاج العلمي والقدرة على الإبداع
تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن
العالم المتزوج أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب،
ولكن الدراسة تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء
المتزوجات بسبب انشغالهن بشؤون المنزل وتربية الأطفال
ومسؤولية الزوج.
ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها
وبيتها وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة
تامة. ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش
وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي
والنوبات القلبية!
التأثير المذهل للكلام الطيب!
الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام،
هذا إذا كانت الكلمة الطيبة لشخص غريب فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج،
كم سيكون أجرها وثوابها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام
المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين،
ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما.
لقد نشرت الصحف منذ أيام خبراً اعتبره الأطباء بمثابة معجزة في عالم
الطب، فقد أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي ودخلت في حالة
غيبوبة، واستمرت على هذه الحال عدة أشهر، ولكن زوجها كان يجلس
كل يوم بجانبها وهو يكلمها كلاماً لطيفاً ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص
عليها، ومع أن الأطباء سخروا منه إلا أن هذا الزوج أكد لهم
أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.
العجيب أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!!
ووقف الأطباء مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة التي كانوا يتوقعون لها
أن تبقى هكذا عدة سنوات، ولكن الكلام له تأثيره المذهل
الذي تعجز عنه وسائل الطب.
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام
يكثر من الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل
وختم بها وصاياه كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك
أعظم من هذا النبي الكريم؟ ليت علماء الغرب يعرفون هذه الحقيقة! إنهم
يصرفون اليوم بلايين الدولارات لعلاج العنف المنزلي والاغتصاب
والشذوذ ولكن دون فائدة، لذلك يا أحبتي هل علمتم لماذا اهتم النبي الكريم
بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟ لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك
خطورة الابتعاد عن وصية النبي وبلغة الأرقام.
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج
إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة،
ولكن هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره،
ولا يقدر هذه النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه
الإحصائيات في بلاد الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع
دقيقة هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا!
وتقول الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا
تعرضت لحادثة عنف منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل
(Council of Europe 1992).
ـــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
فيما يلي أهم الأبحاث حول فوائد الزواج وأنه نعمة من الله تعالى
فلا ينبغي لمؤمن أن يعزف عنه فهو سنة مؤكدة
من سنن النبي الأعظم....
الزواج مودة ورحمة
في دراسة أجريت على 34500 شخص تبين أن الزواج يساعد على
الاستقرار النفسي، ويخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب. وارتكزت
الدراسة على مسح لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع
البلدان النامية والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي [CNN].
يقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو"
في نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من
الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب
المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."
وتؤكد هذه الدراسة جملة أبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل
و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن الطلاق قد يؤدي لانتكاسات
صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.
ونقول دائماً إن كل ما جاء في كتاب الله عز وجل صحيح ومطابق للعلم.
فالزواج سنّة نبوية وشريعة إلهية، فمن أعرض عن الزواج فإنه يخالف
بذلك تعالم الخالق وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
يقول تبارك وتعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21].
فهذه المودة والرحمة والهدوء والاستقرار النفسي... تنشأ بفعل الزواج،
ولكننا كمسلمين نعتقد أن الله تعالى هو الذي وضع هذا النظام
وليست الطبيعة!
إن الملحدين عزفوا عن الزواج ولجؤوا إلى الصداقة والشذوذ والفاحشة،
فكانت الأمراض الجنسية المعدية، وكان الاكتئاب الذي يعصف بالمجتمع
الغربي، حتى إن أحدث دراسة تقول إن 13 % من أطفال أمريكا مصابون
باضطرابات نفسية!
وتعالوا معي إلى المجتمعات الإسلامية، وعلى الرغم من التخلف العلمي
إلا أننا نجد نسبة الاكتئاب والانتحار والأمراض الجنسية أقل بكثير جداً
من أي بلد "إباحي"، وهذا دليل مادي على قوة تعاليم الإسلام
وصدق هذه التعاليم وفائدتها بالنسبة للمجتمع.
إذاً نستطيع القول بأن علماء الغرب اليوم وبعد دراسات طويلة ينادون
بالزواج كضرورة ماسة لصحة الفرد وزيادة دخله واستقرار حالته
النفسية، ويؤكدون من خلال أبحاثهم العلمية أن الزواج أفضل من
الرهبانية... ونقول: أليس هذا ما جاء به الإسلام بقبل أربعة عشر قرناً؟!!
أليس النبي الكريم هو القائل:
( لا رهبانية في الإسلام )
أليس هذا النبي الرحيم هو الذي قال لذلك الشاب الذي عزف عن الزواج:
( فمن رغب عن سنتي فليس مني )؟
الحديث الشريف:
( يا عثمان ! إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي؟! قال:
لا يا رسول الله! قال: إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم
وأطعم، وأنكح وأطلق؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني.
يا عثمان! إن لأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً )
(السلسلة الصحيحة).]
إذاً يا صديقي الملحد: لماذا ترفض تعاليم
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟
العلماء يعودون لمبادئ الإسلام: الزواج هو الأفضل
يعترف الباحثون اليوم وبعد تجارب مريرة ومشاهدات قاسية تكبدتها
المجتمعات الغربية، أن الزواج هو التصرف الطبيعي الذي يمكن للإنسان
أن يقوم به، وليست العلاقات غير المشروعة. وكما نعلم فإن علماء الغرب
في العصر الحديث كانوا يؤكدون أنه لا ضرورة للزواج، ويمكن للمرء
أن يختار شريكته ويعيش معها دون زواج، ويمكن أن ينجبا الأطفال، ولن
تحدث أية مشاكل. وبناء على هذا الاعتقاد سارع الكثيرون للعزوف عن
الزواج، واختيار شريكة تعيش كأنها زوجة له، ولكن دون أن يعقد عليها
أو يلتزم تجاهها بأي شيء.
لقد بدأت أولى سلبيات هذا النظام عندما حسب العلماء عدد حالات العنف
المنزلي وأدركوا أن معظمها تحدث في بيوت غير المتزوجين، والذين
يقيمون علاقات غير شرعية. ثم درسوا نسبة القلق والإحباط فوجدوها
أعلى ما يمكن في هذه البيوت غير الشرعية. ولكن الدراسة الأخيرة كانت
على أطفال هؤلاء "الأزواج" غير الشرعيين، فقد كانت المفاجأة.
في مقالة نشرت على جريدة ديلي ميل البريطانية بتاريخ 19/12/2008
اعترفوا بأن الزواج أفضل للأطفال. فقد اعترف الباحثون بأن الزواج
ينعكس بشكل أفضل على الأطفال وأن العلاقات الزوجية تكون أكثر
استقراراً، وبالتالي تنعكس على استقرار الأطفال في المنزل. لقد
وجدوا أن 70 % من المجرمين يأتون من بيوت غير شرعية!
إن الأطفال يتأثرون كثيراً عندما يعيشون في بيت غير شرعي، وبالتالي
يؤثر ذلك على سلوكهم وعلى حالتهم النفسية، وحتى على المستوى
التعليمي لهم. كما وجدوا أن العلاقات غير الشرعية لا تعمر طويلاً، على
عكس الزواج الذي يدوم أطول، ويعطي نتائج إيجابية في تربية الأطفال
وسعادة الزوجين.
الزواج سنَّة نبوية شريفة!
كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( فمن رغب عن سنَّتي فليس مني )
ولو تأملنا القرآن الكريم لا نرى أي ذكر لصديقة أو حبيبة أو عشيقة،
بل نرى أن الله منذ سيدنا آدم قال:
{ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
[البقرة: 35]،
فالزواج سنَّة إلهية منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام، واستمرت هذه
السنة آلاف السنين ولم يكن هناك أي خطأ أو نتائج سلبية لعملية الزواج،
ولكن الإنسان عندما غيَّر هذه السنَّة، بدأت المشاكل بالظهور وبدأت
النتائج السلبية تطفو على السطح، وبدأ الباحثون ينادون بضرورة
العودة إلى الزواج كفطرة طبيعية.
ولذلك قال تعالى:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21]
. وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا من خلال هذه الآية على ضرورة
الالتزام بقانون الزواج وعدم مخالفته، وأن "الزواج" بحدّ ذاته هو آية
ومعجزة تستحق التفكر
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
، فماذا يحدث لو أن الإنسان تخلى عن الزواج! ستبدأ الاضطرابات ويبدأ
التفكك الأسري، وتبدأ الجرائم، وسيظهر جيل من المجرمين،
فالحمد لله الذي أنعم علينا بهذه السنة الرائعة.
دراسة تؤكد سنَّة النبي الأعظم: المتزوجون أكثر صحة
جاء في دراسة حديثة حسب موقع CNN أن المتزوجين في صحة أفضل
من تلك التي يتمتع بها العازبون، رغم أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة
لزيادة الوزن أو البدانة من الرجال الآخرين، وذلك في إحصاء قام به
المركز القومي لإحصاءات الصحة.
والحقيقة لم يحدد التقرير الذي نشر بتاريخ 16/12/2004 واستند على
مقابلات مع أكثر 125 ألف شخص، الأسباب لذلك. وقالت تشارلوت
شونبورن الخبيرة في إحصاءات الصحة وهو أحد مراكز السيطرة على
الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، والتي قادت فريق الدراسة،
إن هناك نظريتين لما خلص له التقرير، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
النظرية الأولى هي نظرية حماية الزواج Marriage Protection
وترى أن المتزوجين قد يتمتعون بإيجابيات أكثر بمفهوم المصادر
الاقتصادية والدعم الاجتماعي والنفسي والتشجيع لاعتماد أسلوب
حياة صحي.
أما النظرية الأخرى فهي نظرية اختيار الزواج Marital selection
ومفادها أن الناس الأكثر صحة يتزوجون ويظلون متزوجين، في حين
لا يقدم الأقل صحة على الزواج أو من المرجح أن يصبحوا أكثر عرضة
للانفصال أو الطلاق أو يصبحوا أرامل إذا تزوجوا.
ووجد التقرير أن بين الراشدين بسن الـ 18 وما فوق، 11.9 بالمئة منهم
قالوا إنهم في صحة سيئة. وقال قرابة 10.5 بالمئة من المتزوجين إنهم
في صحة سيئة، فيما كانت نسبة باقي المجموعات أعلى. فالأرامل يبدو
أنهم بين الأعلى في هذه المجموعات عند نسبة بلغت 19.6 بالمئة.
نتائج الدراسة
اعتمد التقرير الذي أعده المركز القومي لإحصاءات الصحة على مقابلات
جرت بين 1999 و 2000 مع 127545 بالغا تزيد أعمارهم عن 18
عاما. وأظهر التقرير أن 58.2 في المئة من البالغين متزوجون، و10.4
في المئة منفصلون أو مطلقون، و6.6 في المئة أرامل و19 في المئة لم
يسبق لهم الزواج و5.7 في المئة يعيشون مع شريك. ووجد التقرير أن
حوالي 61 في المئة من البيض و58 في المئة من ذوي الأصول الإسبانية
و38 في المئة من السود متزوجون.
ووجدت الدراسة أن من يعيشون معاً دون زواج أكثر عرضة للمعاناة
من مشكلات نفسية مقارنة مع البالغين المتزوجين.
في دراسة قام بها المكتب الإحصائي الأسترالي تبين أن المتزوجون أطول
عمراً من غير المتزوجين، ويقول البروفسور بيتر ماكدونالد من معهد
البحث السكاني والاجتماعي: إن المتزوجين لهم معدلات عمر أعلى من
أولئك الذين فضلوا العيش وحيدين، وربما يكون سبب ذلك أن المتزوج
يجد من يعتني به ويضفي على حياته السعادة ويعطيه النصائح.
وقد لاحظت الدراسة أن النساء المتزوجات أيضاً تزيد أعمارهن عن
العازبات. ويؤكد الباحثون على أهمية الزواج وأنه يمنح الإنسان قدرة
على السعادة والتفكير الإيجابي وبالتالي يمنحه مناعة أكبر، وهذه العوامل
تساهم في أن المتزوجين يعيشون أكثر.
وقد أكدت بعض الدراسات على أهمية العلاقات الاجتماعية، فقد لاحظوا
أن الإنسان الذي يتمتع بعلاقات أقوى ولديه روابط اجتماعية وخصوصاً
مع أقاربه يعيش أكثر من ذلك الإنسان الانعزالي! وهونا نتذكر قول حبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال:
(من أحب أن يُنسأ له في عمره فليصل رحمه،)
فهذا الحديث يربط بين صلة الرحم وطول العمر، وهو ما يراه العلماء
اليوم من خلال أبحاثهم، فسبحان الله.
وهنا يا أحبتي
نتذكر قاعدة نبوية رائعة سنَّها الحبيب الأعظم وذلك عندما جاءه رجل
يريد ألا يتزوج أبداً، فقال له:
( من رغب عن سنَّتي فليس مني )!
فالنبي صلى الله عليه وسلم سنَّ الزواج وجعله عملاً يُثاب المؤمن عليه،
فانظروا كيف تأتي التعاليم النبوية الشريفة دائماً لفائدتنا ومنفعتنا،
فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم؟
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }
إنها آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن
هذه الآية خُتمت بقوله تعالى
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
فما هي الأشياء التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها؟ لنتأمل هذه الآية
العظيمة، يقول تبارك وتعالى
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الروم: 21].
دائماً عندما نسمع قول الحق (وَمِنْ آَيَاتِهِ) يجب أن ندرك أن هناك معجزة
ما سوف يحدثنا عنها الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزة هي
"معجزة الزواج".
لقد استغرقت مني هذه الآية وقتاً طويلاً وأنا أتساءل: ما هو السر الذي
أودعه الله تبارك وتعالى في الزوجين، وما هو التأثير المتبادل للأزواج،
وما الذي يدعو للتفكر في هذا الموضوع؟ وبما أننا تعودنا على الخطاب
بأسلوب الحقائق العلمية فلا بد أن هذه الآية تخفي وراءها أسراراً علمية
كثيرة ينبغي علينا كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف
ونتأمل ونتدبر حتى نزداد إيماناً وتسليماً لله عز وجل كما قال تعالى:
{ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 22].
كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة،
ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل
كبير وتخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما
يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن
احتمال أن يُصاب بأمراض القلب تنخفض جداً عندما يكون
بصحبة زوجته!
وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما
المرأة المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة غير
المتزوجة، وفي ظل العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة،
فإن العلماء يؤكدون أن معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج
الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة
يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.
زيادة الإنتاج العلمي والقدرة على الإبداع
تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن
العالم المتزوج أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب،
ولكن الدراسة تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء
المتزوجات بسبب انشغالهن بشؤون المنزل وتربية الأطفال
ومسؤولية الزوج.
ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها
وبيتها وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة
تامة. ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش
وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي
والنوبات القلبية!
التأثير المذهل للكلام الطيب!
الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام،
هذا إذا كانت الكلمة الطيبة لشخص غريب فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج،
كم سيكون أجرها وثوابها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام
المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين،
ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما.
لقد نشرت الصحف منذ أيام خبراً اعتبره الأطباء بمثابة معجزة في عالم
الطب، فقد أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي ودخلت في حالة
غيبوبة، واستمرت على هذه الحال عدة أشهر، ولكن زوجها كان يجلس
كل يوم بجانبها وهو يكلمها كلاماً لطيفاً ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص
عليها، ومع أن الأطباء سخروا منه إلا أن هذا الزوج أكد لهم
أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.
العجيب أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!!
ووقف الأطباء مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة التي كانوا يتوقعون لها
أن تبقى هكذا عدة سنوات، ولكن الكلام له تأثيره المذهل
الذي تعجز عنه وسائل الطب.
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام
يكثر من الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل
وختم بها وصاياه كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك
أعظم من هذا النبي الكريم؟ ليت علماء الغرب يعرفون هذه الحقيقة! إنهم
يصرفون اليوم بلايين الدولارات لعلاج العنف المنزلي والاغتصاب
والشذوذ ولكن دون فائدة، لذلك يا أحبتي هل علمتم لماذا اهتم النبي الكريم
بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟ لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك
خطورة الابتعاد عن وصية النبي وبلغة الأرقام.
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج
إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة،
ولكن هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره،
ولا يقدر هذه النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه
الإحصائيات في بلاد الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع
دقيقة هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا!
وتقول الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا
تعرضت لحادثة عنف منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل
(Council of Europe 1992).
ـــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق