الخميس، 26 فبراير 2015

لَم تُخبرني جَدتي



َ لم تُخبرني جَدتي حينمـا كُنت صغيرةً أجلس فوق حجرها
أنني سأكبر وسأكون فتـاة
وأنهـا ستكبر مَعي ولن تبقى بعُمرِهــا
لَم تُخبرني أنني :
سأكبر وسأجد ملامحها تُخالطهـا التجاعيد التي كلما أمعِنُ فيها أشعر
بحجم المسؤولية والكفاح التي مرَت بِه
لم تُخبرني جدتي :
حينَ كـانت تحتوويني وأنا طفلة صغيرة في حُضنهـا ,, أنني حينما أكبر
سأكون أنا مَن احتضنهـا ولكن بدمعة في عيووني على حـالها ,
وسأقوم انا بتغيير ملابسها وسأُمشِط شعرها تمامًا كما كـانت تفعل لي !
لَم تُخبرني أنني :
سآتيهـا يومًا بِشهاده تخرجي وستبتسِم وتضعهـا دُون وعي ولن تَفرح
بِها كما كـانت تفعل أيام مدرستي ! ,, بل وكـانت الفرحَة تغمرها فـتُخبر
الجميع عن نجـاح حفيدتهـآ! أحاديثها معي أحب الى قلبي والدلع الذي
كانت تُحطيني بِه ويُثير غَيرَة أبنـائهـا وأحفادهـا البَقية يجعلني افتخر
وأمتلأ بالسعادة
ولكنها لَم تُخبرني بأنني :
لابد أن أدافِع عن نفسي حين أكبر بعد أن كـانت تُدافع عليّ وتُخبىء
لي من حصتهـا فِي الطعــام لأحظى بِه بمفردي وأخفَــت عني أنها قَد
تُصاب بالزهـايمَــر الذي قَد يُنسيهـا حُروف اسمي فتحتار حين تناديني
أي الأسماء أكون !
وكذلك لَم تُخبرني أنني :
حينَ أحزن وآتيهـامُسرعة كَي أشكو لها واستعطفها فإن ضُعف حواسها
سيكون المانِع بيننا ,, بعد أن كــانت ملاذي فِي الشكوى بَعد الله !
نعم أؤمن بأن هذا مَا ذكره الرحمن الرحيم في كتابِه ,, ونحمدُه عليه
ولكِن حِينَ يكون الجَدة كالأم يكون التصديق صعبًا ,
أحبُك جدتي وسأظل بجـانبِك :
نعم كُنت أنا طِفلتَك فِي صغري والآن أنتِ هيَ طِفلتي المُدللة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق