الأربعاء، 25 فبراير 2015

الأحوال الشيطانية


الأحوال الشيطانية :
هي الخوارق التي تحدث على أيدي الدجاجلة والمشعوذين وأضرابهم،
وهي ليست كرامات بل هي أحوال شيطانية تعتريهم وتعينهم على إحداث
مثل هذه الخوارق. وبين الكرامات والأحوال الشيطانية فروق عديدة،
ولعل أشدها وضوحا قول يزيد البسطامي:
( لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى
تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي) اهـ.
[ومن هؤلاء] :
الأسود العنسي الذي ادعى النبوة، كان له من الشياطين من يخبره ببعض
الأمور المغيبة، فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون من الشياطين أن
يخبروه بما يقولون فيه، حتى أعانتهم عليه امرأته لما تبين لها كفره
فقتلوه. وكذلك مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات
ويعينه على بعض الأمور.
وأمثال هؤلاء كثير مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن
عبد الملك بن مروان وادعى النبوة وكانت الشياطين يخرجون رجليه من
القيد، وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان
يرى الناس رجالا وركبانا على خيل في الهواء ويقول: هي الملائكة،
وإنما كانوا جنا، ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم
ينفذ فيه، فقال له عبد الملك: إنك لم تسم الله، فسمى الله فطعنه فقتله.
ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما
لا يكون في ذلك الموضع، ومنهم من يطير بهم الجني إلى مكة أو بيت
المقدس أو غيرهما، ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته
فلا يحج حجا شرعيا، بل يذهب بثيابه، ولا يحرم إذا حاذى الميقات، ولا
يلبي ولا يقف بمزدلفة ولا يطوف بالبيت، ولا يسعى بين الصفا والمروة،
ولا يرمي الجمار، بل يقف بعرفات بثيابه ثم يرجع من ليلته،
وهذا ليس بحج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق