نسبة5% من سكان العالم العربى
يعانون ضعف السمع.. وتأخر الكشف المبكر يزيد المشكلة
توصلت دراسة حديثة لرصد نسب الإصابة بضعف وفقدان السمع على
مستوى مصر والشرق الأوسط إلى وجود شخص على الأقل من كل 25
في المنطقة يعاني من صعوبات سمعية، أي ما بين 4 و5% من تعداد
السكان يعانون من صعوبات التواصل مع مجتمعهم والالتحاق بالتعليم
مثل أقرانهم بسبب ضعف حاسة السمع .
وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي تقدره منظمة الصحة العالمية
بنحو 3% من السكان. وطبقا للدراسة والتى شارك فيها أطباء الأنف
والأذن والحنجرة على مستوى العالم العربى وفئات مجتمعية مختلفة
وتم الإعلان عنها مؤخرا خلال المؤتمر الدولى الخامس لطب الأنف
والأذن والحنجرة بمدينة دبى بالإمارات فإن فقدان السمع يأتى ضمن أهم
المشكلات الصحية فى العالم العربى والمرتبطة بالقدرة على التعلم وتنمية
المهارات حيث تتفاقم مشكلة ضعف السمع فى حالة إهمالها وعدم
اكتشافها مبكرا، خاصة فى الأطفال مما قد يؤدى إلى عدم قدرة الطفل
على تعلم الكلام أو الانخراط فى المجتمع وهو ما قد يزيد من احتمالات
انعزاله عن أقرانه ودخوله فى أعراض قد تتشابه مع بعض الأمراض
مثل التوحد.
ويقول د.أحمد سامح فريد، الأمين العام للاتحاد العربي
لجمعيات الأنف والأذن والحنجرة والأستاذ بطب قصر العينى:
إن غياب الوعى المجتمعى بأهمية الكشف المبكر عن احتمالات الإصابة
خاصة بين المواليد يؤدى إلى تفاقم المشكلة الصحية وتأخر فرص التعلم
والتغلب على الإعاقة مبكرا. ويعد نقص التوعية هو العائق الأساسي الذي
يمنع الأسر من طلب المساعدة لعلاج مشاكل السمع لدى أطفالهم،
بالإضافة إلى المفاهيم المغلوطة السائدة في الثقافة الشعبية حول التعامل
مع هذه الإعاقات. وبالنسبة للأطفال المبتسرين فإنه من الوارد خلال
تواجدهم لفترات طويلة بالحضانة أن يتسبب الإفراط فى منح بعض
العلاجات الدوائية والمضادات الحيوية فى التأثير على حاستى السمع
والإبصار وهو ما تم رصده بإحدى الدراسات التى أجريت بطب قصر
العينى وأوصينا بتفعيل البروتوكولات العلاجية للمبتسرين وضرورة
الكشف والمتابعة الدورية لحاستى السمع والإبصار خلال تواجدهم
بالحضانات لتجنب إصابتهم بأى إعاقة. إلى جانب ذلك فإنه من المهم
تفعيل الفحص الإلزامى للسمع للأطفال خاصة فى السنة الأولى من العمر
لاكتشاف حالات ضعف السمع مبكرا وتجنب العديد من المشكلات الصحية
والنفسية على الطفل وأسرته وكذلك تكلفة تهيئة وتدريب الطفل للانخراط
فى المجتمع.
وقد خلصت الدراسة إلى أن :
مشاكل الصمم والإعاقات السمعية لا تحظى بالاهتمام المطلوب في منطقة
الشرق الأوسط، فيما رصدت الدراسة عدة أرقام منها أن 87% من
الخبراء والمختصين في المنطقة يؤكدون أن الصمم والمشاكل السمعية
هي بين المشاكل الصحية الخمس الأولى التي توثر على صحة سكان
المنطقة إلى جانب مرض السكر، والالتهاب الكبدى الفيروسى والسرطان،
ومضاعفات السمنة على القلب ووظائف الجسم. كما أوصت الدراسة
بضرورة دعم الدولة والهيئات الدولية لبرامج التأهيل الطبى والنفسى
للأطفال ضعاف السمع وذويهم وبضرورة تفعيل الكشف المبكر على
السمع خاصة للفئات الأكثر عرضه للإصابة مثل الأطفال المبتسرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق