الســــؤال :
تعلمون فضيلتكم ما يعانيه المسلمون في بلاد الكفار من مشاكل
ومصاعب، وذلك لضبط وتسيير حياتهم وأمور معيشتهم ومماتهم
على نهج الإسلام الصحيح، ومن بين الأمور التي يعاني منها
المسلمون في بلاد الولايات المتحدة الأمريكية هي: تجهيز ودفن
الموتى على الطريقة التي يريدها ويأمر بها الإسلام، وقد رأى
بعض الإخوة المسلمين من أهل هذه البلاد محاولة المطالبة لدى
السلطات الحاكمة هناك لغرض تسهيلات وإجراءات خاصة
بالموتى المسلمين لكي يتم تغسيلهم ودفنهم على نهج الإسلام
السليم، ولكي يتم ذلك فإنه لا بد من إثبات وفتوى من مرجع معتمد
حتى يثبتوا لمن بيدهم السلطة أن هذه المطالب هي أمور تقتضيها
شريعة الإسلام، وذلك لأن دستور أمريكا ينص على حرية التدين
والأديان، ولهذا فالمطالبة من هذا الباب قد تكون مجدية ومثمرة؛
لذا نرجو من فضيلتكم التكرم بكتابة ما يلزم ويجب في حق المسلم
عند الدفن والتجهيز، وأيضًا كتابة ما يستحب في هذا الباب أيضًا،
وإن استطعتم ترجمة ذلك كله باللغة الإنجليزية وختمها وتصديقها
لكي تكون معتمدة فإن هذا سيكون أفضل كثيرًا.
الإجابة
إذا تبين موت المسلم شرع لمن حوله تغميض عينيه، وشد لحييه،
وتسجيته، والإسراع في تجهيزه، ابتداء بغسله الغسل الشرعي، فيغسل
يديه، ثم ينجيه ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه ولحيته بماء
وسدر أو نحوه من صابون أو أشنان، ثم يفيض الماء على شقه الأيمن،
ثم الأيسر، ثم يغسله كذلك مرة ثانية، وثالثة، وإن لم ينق زاد إلى خمس
أو سبع، ويجعل في الأخيرة كافورًا إن تيسر، ويجعل الطيب بعد في
مغابنه، ومواضع سجوده، وإن طيبه كله فحسن، وإن اكتفى بغسلة واحدة
جاز ذلك، والمرأة يضفر رأسها ثلاثة قرون، وتجعل من ورائها، ثم يكفن
في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، يدرج فيها إدراجًا،
ويجوز أن يكفن في قميص وإزار ولفافة أو لفافة فقط. والمرأة تكفن
في خمسة أثواب: في درع ومقنعة وإزار ولفافتين، وإن كفنت في لفافة
واحدة جاز. ويصلى عليه الصلاة الشرعية: يكبر ويقرأ الفاتحة، ثم يكبر
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يكبر ويدعو للميت، وإن جاء
بنص الدعاء المأثور فهو حسن، ومنه: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا
وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، اللهم من أحييته فأحيه على
الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا
بعده، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب
الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله،
وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار ، ثم يكبر الرابعة ويسلم تسليمة
واحدة عن يمينه، ولا يجوز أن يتبع بأنوار ولا أن ترفع الأصوات معه
بدعوات، ولا تهليلات. ويوضع في لحد إن أمكن، وإلا قص شق، وبعد
تسوية قبره يستحب أن يقف الحاضرون عليه، ويستغفرون له، ويدعون
له بالثبات، ولا يجوز أن يؤخر إلا في حدود حاجة تجهيزه أو انتظار
حضور أقاربه، أو جيرانه إذا لم يطل ذلك عرفًا؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( أسرعوا بالجنازة )
الحديث،
ولا يجوز أن يقام له مأتم، سرادقات ونحوها، بما يسمى بمراسم العزاء،
ويصلي على قبره من لم يحضر الصلاة عليه إذا كان في المدينة التي
هو فيها، إلى حدود شهرين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على
قبر أم سعد وقد مضى على دفنها شهر . ولا يجوز دفن المسلم في مقابر
النصارى ولا غيرهم من الكفرة كاليهود والشيوعيين وعباد الأوثان.
و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق