قال بعض البلغاء:
الزم الصَّمت؛ فإنَّه يُكسبك صفو المحبَّة، ويُؤمِّنك سوء المغبَّة،
ويُلبسك ثوب الوَقَار، ويكفيك مئونة الاعتذار
وقال بعض الفُصَحاء:
اعقل لسانك إلَّا عن حقٍّ توضِّحه، أو باطلٍ تدحضه،
أو حكمةٍ تنشرها، أو نعمةٍ تذكرها
وقال الشَّاعر:
رأيــــت الــعـــزَّ فــــي أدبٍ وعــقـــلٍ
وفــي الـجـهــل الـمـذلَّــة والـهــوانُ
ومـا حُـسْـن الـرِّجـال لـهـم بـحـسـنٍ
إذا لــم يُـسـعِــد الـحُــســنَ الـبــيــانُ
كــفــى بـالــمــرء عـيــبًــا أن تـــراه
لـــه وجــــهٌ ولــيـــس لــــه لــســـان
ُلذلك حَمَدت العرب آراء الشُّيوخ، حتى قال بعضهم: المشايخ أشجار الوَقَار
وقالوا:
إنَّ رداء الوَقَار والحِلْم، أَزْيَن ما تعطَّف به ذو العلم،
فتحلَّم وتوقَّر وإن لم يكونا من جَدَائلك
ويقال:
لا تُخلِّق نفسك بالحرص، فتُذهب عنك بهجة الوَقَار
ويقال:
العجلة تسلب الوَقار
ويقال:
مِن صفة النَّاسك الوَقَار، والاستتار بالقُنُوع، ورفض الشَّهوات
للتخلِّي من الأحزان، وترك إخافة النَّاس؛ لئلَّا يخافهم
وقيل:
الوَقَار في الـنُّزْهة سَخَفٌ
ويقال:
كأنَّ على رؤوسهم الطَّير
ويقال:
الشَّيب حلية العقل، وسِمَة الوَقَار
وقال حكيم:
ليس التَّاج الذي يفتخر به علماء الملوك فضة ولا ذهبًا،
لكنَّه الوَقَار المكلَّل بجواهر الحِلْم. وأحقُّ الملوك بالبسطة عند ظهور السَّقطة،
من اتَّسعت قدرته
وقالوا:
المشايخ أشجار الوَقَار، ومنابع الأخبار، لا يطيش لهم سهم،
ولا يُسفَّه لهم فهمٌ، إن رأوك على قبيحٍ صدُّوك، وإن رأوك على جميل أمدُّوك
وقيل:
إن جالست الملوك فالزم الصَّمت، واستعمل الوَقَار، واحفظ الأسرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق