ولقد ابتلى الله سليمان وألقى على كرسيه شق وَلَد,
وُلِد له حين أقسم
ليطوفنَّ على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل
الله, ولم يقل:
إن شاء
الله، فطاف عليهن جميعًا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت
بشق ولد,
ثم رجع
سليمان إلى ربه وتاب،قال :
رب
اغفر لي ذنبي, وأعطني ملكًا عظيمًا خاصًا لا يكون مثله لأحد من
البشر بعدي، إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء.
فاستجاب الله تعالى له,
وذلل له الريح تجري بأمره طيِّعة مع قوتها وشدتها حيث
أراد. وسخَّر له
الشياطين يستعملهم في أعماله : فمنهم البناؤون
والغوَّاصون في
البحار،وآخرون, وهم مردة الشياطين, موثوقون في
الأغلال.
يقول
الله تعالى لسليمان عليه السلام : هذا المُلْك العظيم والتسخير
الخاص عطاؤنا لك يا سليمان, فأعط مَن شئت وامنع مَن
شئت,
لا
حساب عليك. وإن لسليمان عندنا في الدار الآخرة لَقربةً
وحسن مرجع.
تفسير الجلالين
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى
كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ
{34}
قَالَ
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ
مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ
الْوَهَّابُ {35}
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاء حَيْثُ
أَصَابَ {36}
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ
{37}وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي
الْأَصْفَادِ{38}
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ
أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {39}
وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ
{40}
ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق