الأحد، 27 ديسمبر 2015

ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ

 ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ أربعة ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ
 ﺍﻟﻤﺮﺗــﺒﺔ الأﻭﻟــﻰ:  ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺨوﻑ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:
ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻧﺐ ، ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭﻳﻨﻈﺮﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻧﺨﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻺ‌ﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺇﻳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺬﻟﻪ ،
ﻭﺧﻠﻰ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻣﻨﻊ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻣﻊ ﺗﻴﻘﻨﻪﻧﻈﺮ ﺭﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻭﺍﻃﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ . ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ .
 
 اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الثانــــية؛ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ :
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ، ﺗﺤﻮﻝ ﺧﻮﻑﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻭﺣﺰﻧﻪ ﺇﻟﻰ
ﻓﺮﺡ ﻋﻨﺪ ﻇﻔﺮﻩ ﺑﺸﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺩﻟﻴﻞﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﺴﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻘﺪﺭ
ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﻠﻴﺘﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ، ﻭﻟﺒﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ
، ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
 
  ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الثالثــــة:  ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍلا‌ﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ:
ﻓﺈﻥ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ولا‌ ﺑﺪ ﺇﻟﻰ الإﺻﺮﺍﺭ ، ﻭالإ‌ﺻﺮﺍﺭ
 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ  الأ‌ﻭﻝ ﺑﻜﺜﻴﺮ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﻴﻞ: ﻻ‌ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ الإﺻﺮﺍﺭ ، ﻭﻼ‌ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ الا‌ﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
 
 ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الــرابعــــة: 
ﻣﺮﺗﺒﺔﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﺘﻮﻋﺪﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ، ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
 ﺃﻥ  ﺍﻟﻨﺒﻲﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:
 
( ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ إلا‌ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ ) .
 
 ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ؟؟ ،
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﺟﻼ‌ﻟه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻓﺈﻥ ﺁﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻓﻬﻮﻗﻠﺔ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻔﺮ ، ﻭﺍﻧﺴﻼ‌ﺥ
ﻣﻦ ﺍﻺ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .
 
 ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮ ﺩﺍﺋﺮ ﺑﻴﻦ أ‌ﻣﺮﻳﻦ :
ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺔ الحياء
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭالإ‌ﻧﺴﻼ‌ﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺎﺫﺍً ﺑﺎﻟﻠﻪ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق