ﻗﺪ ﺫﻛﺮ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ أربعة ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻊ
ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ
ﺍﻟﻤﺮﺗــﺒﺔ
الأﻭﻟــﻰ: ﻣﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻟﺨوﻑ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:
ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻧﺐ ، ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭﻳﻨﻈﺮﺇﻟﻰ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻧﺨﻼﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻺﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺇﻳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻛﻴﻒ
ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺬﻟﻪ ،
ﻭﺧﻠﻰ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻣﻨﻊ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻣﻊ ﺗﻴﻘﻨﻪﻧﻈﺮ
ﺭﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻭﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ . ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻮﻉﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ .
اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الثانــــية؛
ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ :
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ، ﺗﺤﻮﻝ
ﺧﻮﻑﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻭﺣﺰﻧﻪ ﺇﻟﻰ
ﻓﺮﺡ ﻋﻨﺪ ﻇﻔﺮﻩ ﺑﺸﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺩﻟﻴﻞﻋﻠﻰ
ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﺴﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻘﺪﺭ
ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﻠﻴﺘﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ،
ﻭﻟﺒﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ
، ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
.
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
الثالثــــة:
ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍلاﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺬﻧﺐ:
ﻓﺈﻥ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ولا ﺑﺪ ﺇﻟﻰ الإﺻﺮﺍﺭ ،
ﻭالإﺻﺮﺍﺭ
ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ الأﻭﻝ ﺑﻜﺜﻴﺮ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ الإﺻﺮﺍﺭ ، ﻭﻼ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ
الاﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
الــرابعــــة:
ﻣﺮﺗﺒﺔﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﺘﻮﻋﺪﺑﻌﺪﻡ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ، ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ
ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:
( ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ إلا ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ )
.
ﻛﻴﻒ
ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ؟؟ ،
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﺟﻼﻟه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻓﺈﻥ ﺁﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻓﻬﻮﻗﻠﺔ ﺣﻴﺎﺀ
ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻔﺮ ،
ﻭﺍﻧﺴﻼﺥ
ﻣﻦ ﺍﻺﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮ ﺩﺍﺋﺮ ﺑﻴﻦ أﻣﺮﻳﻦ :
ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺔ الحياء
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭالإﻧﺴﻼﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺎﺫﺍً ﺑﺎﻟﻠﻪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق