الســــؤال :
الواجب على من استطاع
السبيل المبادرة بالحج والعمرة
.
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء
والمرسلين . وبعد :
فإني أوصي إخواني
المسلمين الذين لم يؤدوا فريضة الحج أن يبادروا
بحجة الإسلام ، فهذا هو
الواجب على كل من استطاع السبيل إلى ذلك ؛
لأن الله سبحانه وتعالى
يقول :
{ وَلِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا
}
ويقول النبي - صلى الله
عليه وسلم - :
( بني الإسلام على خمس
: شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ،
وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة
،
وصوم رمضان ، وحج البيت
)
ويقول - عليه الصلاة
والسلام - :
( إن الله قد فرض عليكم
الحج فحجوا )
فالواجب على كل مسلم
ومسلمة يستطيع مئونة الحج إذا كان مكلفا
أن يبادر بذلك وألا
يؤخره ؛ لأن الله جل وعلا أوجب ذلك على الفور ،
ولا يجوز لأي مسلم مكلف
مستطيع الحج أن يتأخر عن ذلك ، بل يبادر
ويسارع إلى هذا الخير
العظيم ويقول الرسول - عليه الصلاة والسلام –
في الحديث الصحيح :
( من حج فلم يرفث ولم
يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
ويقول - عليه الصلاة
والسلام - في الحديث الآخر :
( العمرة إلى العمرة
كفارة لما بينهما ،
والحج المبرور ليس له
جزاء إلا الجنة )
فهذه نعمة عظيمة وخير
عظيم ينبغي للمسلم أن يحرص عليه ، ويشرع له
مع ذلك أن يتحرى
الأعمال الخيرية في طريقه وفي مكة ، من صدقة
على الفقراء والمساكين
، والإكثار من قراءة القرآن الكريم وذكر الله
تعالى ، والإكثار من
التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ،
والإكثار
من الصلاة في المسجد
الحرام والطواف إن تيسر له ذلك
اغتناما
للزمان والمكان ؛ فإن
الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ،
وفريضة فيه خير من مائة
ألف فيما سواه ، والصدقات فيه مضاعفة
،
وهكذا مثلها التسبيح
والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والأمر
بالمعروف والنهي عن
المنكر والدعوة إلى الله ، وتعليم الحاج ما قد
يجهل
، كل هذا مما يشرع
للمسلم ، ومن ذلك أن يجتهد في تعليم إخوانه
الحجاج - إن كان يوجد
عنده علم- بالحلم والرفق والأسلوب الحسن
،
مع اغتنام الفرصة في
وجوده بمكة بعمل أنواع الخير كما تقدم من صلاة
وطواف ودعوة إلى الله
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب
الحسن والرفق والكلام
الطيب .
وأنصح ولاة أمر
المسلمين في كل مكان بأن يسهلوا أمر الحج لرعاياهم
وأن يعينوهم عليه ؛ لأن
ذلك من باب التعاون على البر والتقوى
،
والله عز وجل يقول
:
{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى
الْبِرِّ وَالتَّقْوَى }
فإعانتهم وتسهيل أمرهم
هذا من باب الإعانة على الخير ، ومن باب
التواصي بالحق والصبر
عليه ، وفيه الأجر العظيم ، كما أوصيهم بأن
يحكموا شرع الله في
جميع الشئون وأن ينصروا دين الله في كل الأمور ،
نسأل الله أن يوفق ولاة
المسلمين لكل خير ، وأن يصلح أحوالهم
وأن يمنحهم التوفيق ،
وأن يعينهم على كل خير . كما أوصي كل من
يتولى أمور الحجيج
بتقوى الله تعالى ، وأن يرفقوا بالحجيج وأن يعينوهم
على كل خير ، وأن
يحتسبوا الأجر والمثوبة عند الله ، فلهم بهذا الأجر
العظيم إذا أعانوا
الحجاج وسهلوا أمورهم ، لهم في هذا الفضل الكبير ،
نسأل الله عز وجل أن
يتقبل من الجميع ، وأن يوفق المسلمين في كل
مكان إلى ما يرضيه ،
وأن يمنحهم الفقه في دينه وأن يجعلنا
وإياهم
من الهداة المهتدين ،
وأن يعين إخواننا الحجاج على أداء مناسكهم على
الوجه الذي يرضيه ، وأن
يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ،
إنه سميع قريب ،
المصدر: فتاوى سماحة
الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله
و بالله التوفيق
،
و صلى الله على نبينا محمد و على
آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق