فتأمل
أطيب الكلمات بعد القرآن :-
كيف
لا تنبغي إلا لله ؟
و
هي : سبحان الله
و الحمد لله
و
لا إله إلا
الله
و
الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله
،
فإن " سبحان الله
"
تتضمن تنزيهه عن كل نقص
و عيب
و سوء عن خصائص
المخلوقين و شبههم .
و " الحمد لله
"
تتضمن إثبات كلّ كمال له
قولاً ، و فعلاً ،
و وصفاً على أتمِّ
الوجوه ، و أكملها أزلاً و أبداً .
و " لا إله إلا الله
"
تتضمن انفراده بالإلهية
، و أن كل معبود سواه باطل ،
و أنه وحده الإله الحق ،
و أن من تأله غيره فهو بمنزلة من اتخذ
بيتاً
من بيوت العنكبوت ، يأوي
إليه ، و يسكنه من الحرِّ و البرد ،
فهل يغني عنه ذلك شيئاً
؟
و
" الله أكبر "
تتضمن
أنه أكبر من كلِّ شيء ، و أجل ، و اعظم ،
و
أعز و أقوى و أمنع ، و أقدر ، و اعلم ، و أحكم
،
فهذه الكلمات لا تصح هي
و معانيها إلا لله وحده .
إذا
عظم القلب الرب خرج تعظيم الخلق
وكلما
استولى على قلبه تعظيم الربِّ ،
و
قوى خرج منه تعظيم الخلق ،
و
ازداد تصاغره هو عند نفسه فالركوع للقلب بالذات
،
و
القصد و الجوارح بالتبع و التكملة.
ثم
شرع له أن يحمد ربه ، و يثني عليه بآلائه عند
اعتداله
و انتصابه و رجوعه إلى
أحسن هيئاته ، منتصب القامة معتدلها
فيحمد ربه و يثني عليه
بآلائه عند اعتداله و انتصابه
و رجوعه إلى أحسن تقويم
، بأن وفقه و هداه لهذا الخضوع
الذي
قد حرمه غيره .
أسرار
الصلاة للإمام العلامة ابن قيم
الجوزية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق