1
- انفصال الأسرة في العيد يفقدها طعم الفرح
.
2 - حضور العائلة
مجتمعين في مناسبة العيد
أفضل من بيت أهلي أو
أهلك
العيد
مناسبة دينية واجتماعية مميزة ؛ يلتقي فيها الأهل ،
ويتبادلون
التهاني في تواصل اجتماعي حقيقي بين أفراد
الأسرة
والأقارب والأصدقاء ،
ولكن إصرار الزوجين على أن يقضي كل
منهم
أول أيام العيد عند أهله
أدى إلى انفصال الأسرة ،
حيث
يذهب الأبناء مع أبيهم ؛ لتبقى الزوجة عند أهلها وحيدة
،
أو يشارك الزوج والديه
وإخوته فرحة العيد دون زوجته وأبنائه
.
مواقف
متباينة
وقال
«ع » - موظف
حكومي
أحرص دائماً أن يكون أول
أيام العيد مع والدتي حفظها الله
وأقدر تماماً أن زوجتي
لديها الرغبة نفسها في رؤية أهلها ؛
لذلك نقضي بداية اليوم
عند أهلي وباقي اليوم عند أهلها ،
اما نايف العنزي
متزوج
منذ خمس سنوات ولديه أربعة أبناء يرفض أن يكون
العيد
عند أهل زوجته ؛ لأن
أهله لهم الحق والأولوية في رؤية
أبنائه
والعيد معهم ، مشيراً
إلى أن زوجته تحترم رأيه وتؤيده .
وأضافت
«ن» - معلمة -:
زوجي
يصرّ على البقاء لدى أهله أول وثاني أيام العيد
،
وحاولت كثيراً تغيير
وجهة نظرة ، ولكن فشلت ؛
لذلك
الصمت أفضل من المشاكل في أيام كلها فرح وسرور
أما
« ر» - موظفة قطاع خاص
وتتفق معها من أن العيد
فرحة لا يمكن إفسادها بمشاجرات
لا ضرورة لها ؛ فزوجي
لديه عدالة، حيث يحترم مشاعري ،
ويعلم جيداً مدى مشاركة
الأهل فرحة العيد ؛ لذلك قضينا العيد الماضي
عند
أهله وهذا العيد لأهلي .
و
أما «س» - معلمة منذ عشر سنوات
أشارت إلى أنها تقضي
العيد عند أهل زوجها ، وتكتفي بتهنئة
عائلتها
عبر الاتصال بهم ، ولا تلتقي بهم إلاّ آخر أيام العيد
؛
مما
يفقدها حقيقة معنى الفرح بالعيد ، موضحة أن زوجها عنيد
والنقاش
معه يؤدي للمزيد من الخلافات الأسرية ،
وأنا
حريصة على أن ينشأ أبنائي في جو عائلي مستقر
.
ظاهرة
سلبية
أما
« د.خالد بن عمر الرديعان »
أستاذ علم الاجتماع
بجامعة الملك سعود
فعلّق عن ظاهرة قضاء
الزوج العيد مع أسرة والديه ، والزوجة
وأطفالها مع أسرة
والديها ، واصفاً ذلك بالسيئ ،
مشيراً
إلى أنها برزت في السنوات الأخيرة ، وتنم عن عدة
أسباب
أهمها فتور العلاقة
والوشائج بين الزوج وأسرة زوجته ، أو العكس
،
وهو ما يعود في جزء منه
إلى طغيان الجانب الرسمي في العلاقات
بين الطرفين، خاصة عندما يكون الزوجان
من غير الأقارب ؛
أي أن الزوجة ليست ابنة
عم للزوج أو قريبة له ، ومن ثم تنشأ
علاقة
رسمية بين الزوج وأهل زوجته.
وقال
:
هذا
الأمر تحديداً قد يدفع بالزوج للطلب من زوجته أن تُعيّد مع أهلها
وهو
يُعيّد مع أهله ، وقد يكون الزوج معذوراً فهو لا يريد منع الزوجة
من
رؤية أهلها في العيد ، لكنه في الوقت نفسه لا يشعر بالراحة
والأنس
مع أهلها حتى في العيد ؛
مما يدفعه إلى الذهاب إلى أسرة والديه
للاحتفال بالعيد مع
والديه وأخوته ، وكذلك أخواته المتزوجات
.
وأضاف
إن من أسباب هذه الظاهرة زيادة وتيرة الحضرية
عند
الأسر السعودية ؛ فالظاهرة تتفشى في المدن أكثر منها في
الريف
والقرى ، وذلك لأن
المدينة بشروطها المعروفة تقلل من فرص
العلاقات الحميمة حتى
بين الأقارب ؛ إما بسبب تباعد المسافات بين
الأحياء
في المدينة ، أو بسبب
انشغال الناس وعدم إعطاء العلاقات القرابية أهمية
كافية
كما هو الحال عليه في القرى والريف ، حيث العلاقات البسيطة
وغير
المتكلفة بين الأقارب والمعارف ، ناهيك عن حقيقة أن سكان
الريف
يغلب عليهم تأثير النسق
القرابي بشروطه المعروفة التي تستلزم
حميمية
العلاقات وبساطتها ، وشدة التقارب بين الأفراد مكانياً ونفسياً
وهي
الأمور التي تختفي غالباً في المدن ، خاصة عندما تكون الزيجات
من
غير الأقارب ، موضحاً أننا كنا نعتقد أن هذه الظاهرة قد تكون
أكثر
وضوحاً عندما يكون الزوج
والزوجة غير أقارب ؛ في حين أنها تخف
أو تختفي الظاهرة إذا
كان الزوجان أقارب ، خاصة من الدرجة الأولى
.
وأشار
إلى أن الحد من سلبيات هذه الظاهرة يقع على رب وربة الأسرة ،
وعليهما
مسؤولية مضاعفة خلق علاقات قوية كل مع أهل شريكه
؛
فالزوجة يلزم أن تكون
علاقتها مع أهل زوجها قوية ، وتسهم بشكل
قوي
في التقارب مع أهل زوجها
، وفي الوقت نفسه فإنه يلزم على الزوج
كذلك
أن تكون علاقته مع أهل زوجته قوية وبعيدة عن الرسمية
؛
فهذا كله في نهاية
المطاف ينعكس إيجاباً على الأبناء في الأسرة ،
مؤكداً
على أن ما يسهل هذه الأمور هي الزيارات المتبادلة بصورة
مستمرة
حتى نضفي على علاقاتنا نوعا من الحميمية ،
كما
يفترض أن يتجنب الزوج السفر مع أصدقائه خلال إجازات الأعياد
،
وأن تكون الإجازة مخصصة
لقضائها مع أفراد الأسرة داخل المملكة
،
وأن تكون تقوية العلاقات
مع الأقارب والأنساب والأرحام ضمن
أولوياتنا الدائمة ؛
فهذا مطلب ديني قبل أن يكون مطلباً دنيويا
ً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق