معنى
الشهادتين في التحيات : -
ثم
شرع له أن يشهد شهادة الحق التي بنيت عليها الصلاة ،
و
الصلاة حق من حقوقها ، و لا تنفعه إلا بقرينتها
و
هي الشهادة للرسول صلى الله عليه و سلم بالرسالة ،
و
ختمت بها الصلاة
كما قال عبد الله بن
مسعود :
[
فإذا قلت ذلك فقد
قضيت صلاتك ،
فإن شئت فقم و إن شئت
فاجلس ].
و
هذا إما أن يحمل على انقضائها إذا فرغ منه حقيقة ،
كما
يقوله الكوفيون ،
او
على مقاربة انقضائها و مشارفته ،
كما يقول أهل الحجاز و
غيرهم ،
و
على التقديرين فجعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة
.
كما شرع أن تكون هي
خاتمة الحياة .
( مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ
)
و
كذلك شرع للمتوضئ أن يختتم وضوءه بالشهادتين
،
ثم لما
قضى صلاته أذن له أن يسأل حاجته
ما
بين الصلوات الخمسة تحدث الغفلة
:-
و
ما بين الصلاتين تحدث للعبد الغفلة و الجفوة و القسوة
،
و الإعراض و الزَّلات ،
و الخطايا ، فيبعده ذلك عن ربه ،
و ينحّيه عن قربه ،
فيصير بذلك كأنه أجنبيا من عبوديته
،
ليس من جملة العبيد ، و
ربما ألقى بيده إلى أسر العدو له فأسره
،
و غلَّه ، و قيَّده ، و
حبسه في سجن نفسه و هواه .
فحظه
ضيق الصدر ، و معالجة الهموم ، و الغموم ، و الأحزان
،
و الحسرات ، و لا يدري
السبب في ذلك .
فاقتضت
رحمه ربه الرحيم الودود أن جعل له من
عبوديته
عبودية جامعة ، مختلفة
الأجزاء ، و الحالات بحسب
اختلاف الأحداث التي
كانت من العبد ، و بحسب شدَّة
حاجته
إلى نصيبه من كل خير من
أجزاء تلك العبودية
أسرار
الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم
الجَوزيَّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق