اعلم
أن على كل عضو من أعضاء الإنسان توبة
:
فتوبة
العين كفها عن النظر إلى المحارم
وتوبة اليد كفها عن
تناول المحرم
وتوبة السمع كفه عن سماع
المحرم
وتوبة
الفرج كفه عن الزنا .... وهكذا .
وأن
يستدرك العبد ما فاته ، فيؤدي كل فرض ضيعه ،
ويريد
إلى كل ذي حق حقه من المظالم ، ويشغل البدن الذي
استعمله
في السحت والحرام بطاعة
الله تعالى وامتثال أوامره والتغذي بالحلال
،
والبعد عن مواطن الشبهات
والحرام .
التوبة
النصوح :
عرفها ابن كثير رحمه
الله تعالى بقوله
:
[ توبة صادقة جازمة تمحو
ما قبلها من السيئات
وتلم
شعث التائب وتجمعه وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات
].
من
أهم ثمار التوبة :
1- رضي الله تبارك وتعالى
2
- طمأنينة النفس
3
- اجتناب سخط الله
عز وجل:
1-
رضي الله تبارك
وتعالى
التائب
إلى الله سبحانه محبوب عند الله ،
مؤيد بعونه ، مصان محفوظ
من كل سوء وبلية ،
تتنزل
عليه الرحمات ، وتتغشاه البركات ، وتستجاب له الدعوات
.
قال تعالى في الحديث
القدسي :
(
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به
،
ويده التي يبطش بها ،
ورجله التي يمشي بها ،
وإن
سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذنه
)
رواه البخاري
.
2
- طمأنينة النفس
إن
ضرر المعاصي على الأزواج والنفوس أخطر من ضرر
الأمراض
على الأجساد , بل إن ضرر
المعصية يشمل الروح والبدن ,
فترى
العاصي قد اجتمعت عليه أنواع الهموم والغموم
،
وألوان الوساوس والهواجس
، فلا تجده إلا قلقا فزعا خائفا ،
وما
ذلك إلا بسبب ما اقترفه من المعاصي والخطيئات
،
لذلك كانت التوبة
طمأنينة للنفس ، وسعادة للقلب ،
قال
الإمام الحسن البصري رحمه الله-:
[ الحسنة نور في القلب
وقوة في البدن ، والسيئة ظلمة في
القلب
ووهن في البدن ، فالتوبة
دواء لأمراض النفس والبدن تقتضي الصبر
ومطالعة الثواب من عند
الله , فهي دواء يصقل القلوب ويجلي
عنها
أسباب الضيق والضنك وهو
الران .
قال
تعالى :
{
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
}
[
المطففين : 14 ]
والقلوب
إذا أزيل عنها الران أصبحت خفيفة مرحة
لا
تعرف اليأس ولا يصيبها النكد .
]
3
- اجتناب سخط الله
عز وجل:
إن التوبة وقاية من عذاب
الله وعقابه ، ذلك لأن الذنوب موجبة
للسخط
والنكال ، والتوبة ماحية
للذنوب ناسخة لها .
قال تعالى عن يونس عليه
السلام :
{ فَلَوْلَا أَنَّهُ
كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى
يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
[
الصافات : 143 , 144 ]
وإنما كان تسبيح يونس
:
{ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
}
[
الأنبياء : 87 ] .
فوائد
من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
لمصطفى شيخ إبراهيم حقي
- الجزء الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق