السؤال
:
الله
هو الذي يهدي ويضل أم الأنسان الكافر أو
العاصي
هو الذي يختار الهداية
والضلال ؟؟
الجواب
:
الحمد
لله أولا والتوفيق والهداية بيد الله عز وجل ،
من
شاء الله أن يهديه هداه ، ومن شاء أن يضله أضله
قال
الله تعالى :
{
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ
يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
}
[
الزمر : 73 ]
والمسلم
يدعو في صلاته :
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ }
[ الفاتحة : 6
]
لعلمه أن الهداية بيد
الله تعالى ، ومع ذلك ؛ فالعبد مطالب
بالأخذ بأسباب الهداية ،
مُطالَب بالصبر والثبات والبدء بطريق الاستقامة
،
فقد وهبه الله عز وجل
عقلا منيرا ، وإرادة حرة ، يختار بها الخير من
الشر،
والهدى من الضلال ، فإذا
بذل الأسباب الحقيقية ،
وحرص
على أن يرزقه الله الهداية التامة جاءه التوفيق من الله تعالى
.
قال تعالى
:
{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ
مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ
}
[
الْأَنْعَام : 153 ]
وقد أطال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في بيان هذه المسألة
التي تشكل على بعض الناس ،
فقال
:
[
إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى ،
وأن
الأمر كله بيده ،
فما طريق الإنسان إذن ،
وما
حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قَدَّر عليه أن يضل ولا
يهتدي ؟
]
فنقول
:
الجواب عن ذلك أن الله
تبارك وتعالى إنما يهدي من كان أهلاً للهداية
،
ويضل من كان أهلاً
للضلالة ،
ويقول
الله تبارك وتعالى :
{
فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
}
[
الصف : 5 ]
ويقول
تعالى :
{
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ
وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
وَنَسُوا
حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ }
[
المائدة : 13 ]
فبين
الله تبارك وتعالى أن أسباب إضلاله لمن ضل
إنما
هو بسبب من العبد نفسه ، والعبد لا يدرى ما قَدَّر الله تعالى له
،
لأنه لا يعلم بالقدر إلا
بعد وقوع المقدور .
فهو
لا يدري
هل قدر الله له أن يكون ضالا أم أن يكون مهتديا
؟
فما
باله يسلك طريق الضلال ، ثم يحتج بأن الله تعالى قد أراد له ذلك
!
أفلا
يجدر به أن يسلك طريق الهداية ثم يقول
:
إن الله تعالى قد هداني
للصراط المستقيم .
والله أعلم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق