أن الدعوة نوعُ إحسان , والله يقول :
{ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[البقرة :١٩٥]
وإذا كان نفع الناس بتوفير الطعام لديهم وأمور حياتهم فيه من الأجور
مافيه , فكيف بإطعام قلوبهم وتغذية أرواحهم بزاد الإيمان الذي به
حياتهم الحقيقية .
. أنها سبب لثناء الرب عز وجل واستغفار الملائكة وسائر المخلوقات ,
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله و ملائكته حتى النملة في جحرها و حتى الحوت
في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ).
[صحيح الجامع 1838 ).
قال العلماء :
الصلاة من الله تعني ( الثناء ) ومن الملائكة وغيرهم من المخلوقات
تعني ( الاستغفار ) , وما أعجب هذا الحديث لمن تأمله , أن تفوز بثناء
الرب تعالى , واستغفار الملائكة الذين لايعلم عددهم إلا الله تعالى وتفوز
أيضا باستغفار المخلوقات كبارها وصغارها , كل هذا بسبب أنك قمت
ببرنامج دعوي وتعليمي لعباد الله , يا الله , ما أعظم هذه الفضائل ,
ولكن أين المتنافسون والباحثون عن المعالي ؟
أنها سبب للفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم القائل :
( نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره )
[صحيح الجامع 6763 ].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية
المتضمنة لجمال الظاهر والباطن .
أنها سبب لإنقاذ الناس من النار، قال صلى الله عليه وسلم :
( مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش
و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها و جعل يحجزهن و يغلبنه
فيقتحمن فيها فذلك مثلي و مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار :
هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني فتقتحمون فيها ) .
[ رواه مسلم : 4234 ).
وانظر مثلاً: دعوة الجاليات كم أنقذت ناساً من النار ؟ ولعلك سمعت
بجهود بعض الدعاة الذين تاب على أيديهم بعض الشباب الذين لم يكونوا
يصلون سنوات عديدة , فكم كانت جهود الدعاة حماية من النار ,
ولكن أين من يتأمل؟.
أنها من أكبر أسباب زيادة الحسنات , كما قال صلى الله عليه وسلم :
( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده
من غير أن ينقص من أجورهم شيء )
. [رواه مسلم 4830 . ].
أن الدعوة سبب لحفظ الشريعة وبقاءها , وهذا مما يحبه الله ويرضاه ,
ومما تواترت نصوص الشريعة بالدعوة إليه، ولذلك انظر للبلاد التي تغيب
فيها معالم الدعوة , كيف تغيب فيها العقائد الصحيحة
والعبادات الشرعية والسنن النبوية .
أنها توقف تيار الفساد أو تقلل منه , لأن الحق قوي وفيه عوامل التأثير
ولكن أين من يحمله للناس ؟ وكما أن هناك تيارات وجهود لأهل الفساد
كالمنصرين وأصحاب الديانات الأخرى وغيرهم من المفسدين
من أصحاب الشهوات الذين ينشرون الشهوات في القنوات والمواقع
الإلكترونية والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإفساد , فيجب أن
يقوم الدعاة بالدعوة على كافة المستويات وفي جميع الأبواب المتاحة
لإيقاف هذا المدّ الإفسادي المعلن في العالم بأسره .
أن الدعوة تعبيدُ الخلق للخالق, وتقويةً لعلاقتهم به, وهذا من أحسن
الأعمال وأشرفها , وهل كانت وظيفة الرسل إلا ذلك ؟ وهنيئا لمن كانت
حياته في تحقيق المراد الرباني من خلق الخلق وإيجادهم .
أن الدعوة نوع من الجهاد الذي يحبه الله ،
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ غفر الله له :
ولهذا في مكة قبل أن يشرع الجهاد بالسنان بالقتال، كان الجهاد جهاد
دعوة وجهاد حجة وجهاد بيان، قال الله جل وعلا في سورة الفرقان
{ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }
[الفرقان : ٥٢]
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
جاهدهم به يعني بالقرآن وهو جهاد الحجة والبيان . أهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق