جمع بين أطيب شيء في الدنيا
جمع في قوله في الحديث
( أسألك لذة النظر إلى وجهك ، وأسألك الشوق إلى لقائك )
جمع بين أطيب شيء في الدنيا ، وهو الشوق إلى لقائه سبحانه ،
وأطيب شيء في الآخرة ، وهو النظر إلى وجهه سبحانه .
ما المراد بالتعذيب في قوله تعالى
{ فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهم كافرون } ؟
قال الحسن البصري : يعذبهم بأخذ الزكاة منها والإنفاق في الجهاد
واختاره ابن جرير .
وقالت طائفة : تعذيبهم بها أنهم يتعرضون بكفرهم لغنيمة أموالهم ،
وسبي أولادهم ، فإن هذا حكم الكافر ، وهم في الباطن كذلك .
والصواب – والله أعلم – أن يقال تعذيبهم بها هو الأمر المشاهد
من تعذيب طلاّب الدنيا ومحبيها ومؤثريها على الآخرة ،
بالحرص على تحصيلها والتعب العظيم في جمعها ، ومقاساة أنواع
المشاق في ذلك ، فلا تجد أتعب مَنْ الدنيا أكبر همِّه ،
وهو حريص بجهده على تحصيلها
من أبلغ العذاب في الدنيا :
تشتيت الشمل وتفرق القلوب ، وكون الفقر نُصب عيني العبد
لا يفارقه ، ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا
من هذا العذاب
محب الدنيا لا ينفك من ثلاث :
همٍّ لازم ، وتعب دائم ، وحسرة لا تنقضي ، وذلك أن محبها لا ينال
منها شيئاً إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما في الحديث عن النبي :
لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً .
قال بعض السلف : من أحب الدنيا فليوطن نفسه
على تحمل المصائب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق