عن حفص بن حميد قال :
قال لي زياد بن جرير : اقرأ علي ، فقرأت عليه :
{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ( 1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ( 2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ }
فقال : يا ابن أم زياد أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فجعل يبكي كما يبكي الصبي .
كان عمر بن ذر رحمه الله : إذا قرأ هذه الآية :
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
قال : يا لك من يوم ، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين .
عن سعيد قال : لحن أيوب السختياني عند قتادة ،
فقال : أستغفر الله .
قال مطرف بن عبدالله : إني لأستلقي من الليل على فراشي :
فأتدبر القرآن ، وأعرض عملي على عمل أهل الجنة ،
فإذا أعمالهم شديدة :
{ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ،
{ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } ،
{ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا } .
فلا أراني فيهم ؛ فأعرض نفسي على هذه الآية :
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }
فأرى القوم مكذبين ، وأمر بهذه الآية :
{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا }
فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم .
قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ : شيئان إذا عملت بهما :
أصبت بهما خير الدنيا والآخرة ، ولا أطول عليك ؛ قيل : وما هما ؟
قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتكره ما تحب إذا كرهه الله عز وجل .
عن قتادة قال : ابن آدم ، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط ؛
فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة ، وإلى الملل أميل ؛
ولكن المؤمن : هو المتحامل ، والمؤمن المتقوي ؛
وإن المؤمنين : هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار ،
وما زال المؤمنون يقولون : ربنا ؛ في السر والعلانية ،
حتى استجاب لهم .
عن أبي حازم ـ سلمة بن دينار ـ قال :
لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه
وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يعور
فيما بينه وبين الله تعالى : إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ،
ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ؛
إنك إذا صانعت الله : مالت الوجوه كلها إليك ، وإذا أفسدت ما
بينك وبينه : شنئتك الوجوه كلها .
قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ :
إن بضاعة الآخرة كاسدة ، فاستكثروا منها في أوان كسادها ،
فإنه لو قد جاء يوم نفاقها : لم تصل منها ، لا إلى قليل ،
ولا إلى كثير .
عن أبي إدريس عن حصين قال : كان من كلام إبراهيم التيمي ،
أنه يقول : أي حسرة أكبر على امرئ ، من أن يرى عبدا كان له ،
خوله الله إياه في الدنيا : هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة ؟
وأي حسرة على امرئ أكبر : من أن يصيب مالا ، فيورثه غيره ،
فيعمل فيه بطاعة الله تعالى ، فيصير وزره عليه ، وأجره لغيره .
وأي حسرة على امرئ أكبر ، من أن يرى من كان مكفوف البصر :
ففتح له عن بصره يوم القيامة ، وعمي هو ؟.
عن قتادة قال : ذكر لنا : أن هرم بن حيان لما حضره الموت ،
قيل له : أوص ؛ قال : ما أدري ما أوصي ، ولكن : بيعوا درعي ،
فاقضوا عني ديني ؛ فإن لم يفن ، فبيعوا غلامي ؛
وأوصيكم بخواتيم النحل :
{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ } .
قال أحمد بن عاصم : كتب رجل إلى أخيه :
ما ظنك بالتواب الرحيم الكريم : الذي يتوب على من يعاديه ،
فكيف بمن يعادى فيه ؛ والذي يتفضل على من يسخطه ويؤذيه ،
فكيف بمن يترضاه ويختار سخط العباد فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق