السؤال
♦ الملخص:
فتاة لا تُصلِّي، وتقضي كل وقتها في متابعة الإنترنت، كما أنها تكره
كلَّ مَن حولها، تريد أن تَتَخَلَّص مِن هذه العادات والمشاعر،
وتُحسِّن من نفسها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ مِن العمر ١٧ عامًا، دائمًا أسأل نفسي: هل أنا قاسية؟
خَطَر لي هذا السؤال عندما وجدتُ أن الكراهية أيسر عندي مِن الحب!
فأيُّ شخصٍ أُحبُّه إذا صدر منه أمرٌ أغضبني وأهان كرامتي فإني
سرعان ما أكرهه، وأتمنَّى له الموت
هذا الأمرُ يحدُث أيضًا مع أبي الذي أُحبه أكثر مِن أي شخصٍ آخرَ،
فقد أكرهه أحيانًا إذا أغضبَني، لكني أعود إلى حبِّه مرة أخرى،
بخلاف أمي وأختي اللتين أُكنُّ لهما شعورًا بالكراهية.
لي صديقةٌ كنتُ أُحبها منذ المرحلة الإعدادية، والآن أَكرهها جدًّا،
ولا أُطيق وُجودها، ولا أعلم ما السبب!
أنا لا أُصلي، وأسمع الأغاني، وأقضي وقتي كله في متابعة
الإنترنت والتفاهات!
أرغب في التخلي عن هذه العادات، لكني لا أستطيع، وأريد التخلي
عن شعور الكراهية الذي بات يُعكِّر مزاجي.
نفسيتي حاليًّا سيئة جدًّا، وكل ما أريده حاليًّا أن أُحطمَ كل شيء حولي،
وأتساءل: هل مِن الممكن أن يُهدئ اختلاطي بالناس خارج
المنزل من نفسيَّتي؟ أشعر أني مصابة بمرض نفسي.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُرحب بك في شبكة الألوكة،
وبعدُ:
عزيزتي، الأفكار التي تُفكرين فيها هي أفكار شريرة، وأقول:
(الأفكار) لا (أنتِ)؛ لأنك ولله الحمد تضيقين بها، وتَسعَين إلى
طلب المساعدة للتخلص منها، وهذا يدلُّ على رفضكِ لها.
هناك سببٌ واحد لما تعانين منه، وهو البُعد عن الله تعالى، وأنت اعترفتِ
أنك تاركةٌ للصلاة، ومواظبةٌ على سماع الأغاني والتلهِّي طول الوقت
بأمور لا تنفع في الإنترنت؛ لذلك تأكدي أنَّ في بُعْدك عن الله تعالى
التعبَ والمعيشةَ الضنكَ؛ فالله تعالى قال في كتابه الكريم:
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }
[طه: 124].
عزيزتي، إن ما تعانين منه إنما هو وسوسة شياطين ليُضلُّوك عن الطريق؛
{ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى
الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الأنعام: 71].
عليك أولًا الإقبال على الله تعالى، وذلك بالمُداوَمة على الصلوات الخمس،
والامتناع عن سماع الغناء، وكل ما فيه معصية لله تعالى، وملء
وقتك بما يُفيد؛ مِن مطالعةٍ، وسماع محاضرات دينية تتحدث عن
حقوق الوالدين وواجب بِرِّهما، والاختلاط بصُويحبات صالحات
يُساعِدْنَك على التقرب إلى الله تعالى.
مِن الطبيعي أن تشعرَ الفتاة المراهِقة بالضيق مِن والدتها القائمة على
تقويم سلوكها؛ لذلك فهي دائمة الانتقاد لها، أما الأب فهو بعيدٌ قليلًا
عن التربية بسبب انشغاله بالعمل خارج المنزل؛ لذا فانتقادُه لك وطلبُه
التغييرَ يكون أقلَّ من الأم الملازمةِ لك، المطَّلِعةِ على كل تصرُّفاتك،
وهذا ما يؤدي إلى شعورك بكراهية أمِّك التي تحاول مساعدتك،
وأخذك إلى الطريق الصحيح.
لا يوجد أحدٌ في هذه الدنيا يريد أن يكون أحدٌ أفضلَ منه مثل الوالدين؛
فهما يريدان من أولادهما أن يكونوا أفضل منهما، حتى الإخوة قد
يُريدون أن يكون إخوانُهم ناجحين مثلهم، ولكن لا يريدونهم أفضلَ منهم!
فإن اقتربتِ مِن الله تعالى، وابتعدتِ عن الشيطان، وأغلقتِ جميع مداخله،
فستتغيَّرين تمامًا، وستتغيَّر نظرتُك لوالدتك وأُختك والآخرين؛
لأنَّ متابعة أُمك لك وانتقاداتها ستقلُّ كثيرًا؛ لأنه لن يكون هناك
داعٍ لذلك وأنت قد سرتِ على الصراط المستقيم!
عزيزتي، علاجُك في أمر واحد فقط هو: القرب من الله تعالى،
فحاولِي وسترينَ ما يسرُّك!
استعيني في التغلُّب على الشيطان بالصحبة الصالحة، والمُداوَمة
على سماع القرآن والمحاضرات، والمواظبة على الصلوات
في أوقاتها.
والله تعالى الموفِّق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♦ الملخص:
فتاة لا تُصلِّي، وتقضي كل وقتها في متابعة الإنترنت، كما أنها تكره
كلَّ مَن حولها، تريد أن تَتَخَلَّص مِن هذه العادات والمشاعر،
وتُحسِّن من نفسها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ مِن العمر ١٧ عامًا، دائمًا أسأل نفسي: هل أنا قاسية؟
خَطَر لي هذا السؤال عندما وجدتُ أن الكراهية أيسر عندي مِن الحب!
فأيُّ شخصٍ أُحبُّه إذا صدر منه أمرٌ أغضبني وأهان كرامتي فإني
سرعان ما أكرهه، وأتمنَّى له الموت
هذا الأمرُ يحدُث أيضًا مع أبي الذي أُحبه أكثر مِن أي شخصٍ آخرَ،
فقد أكرهه أحيانًا إذا أغضبَني، لكني أعود إلى حبِّه مرة أخرى،
بخلاف أمي وأختي اللتين أُكنُّ لهما شعورًا بالكراهية.
لي صديقةٌ كنتُ أُحبها منذ المرحلة الإعدادية، والآن أَكرهها جدًّا،
ولا أُطيق وُجودها، ولا أعلم ما السبب!
أنا لا أُصلي، وأسمع الأغاني، وأقضي وقتي كله في متابعة
الإنترنت والتفاهات!
أرغب في التخلي عن هذه العادات، لكني لا أستطيع، وأريد التخلي
عن شعور الكراهية الذي بات يُعكِّر مزاجي.
نفسيتي حاليًّا سيئة جدًّا، وكل ما أريده حاليًّا أن أُحطمَ كل شيء حولي،
وأتساءل: هل مِن الممكن أن يُهدئ اختلاطي بالناس خارج
المنزل من نفسيَّتي؟ أشعر أني مصابة بمرض نفسي.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُرحب بك في شبكة الألوكة،
وبعدُ:
عزيزتي، الأفكار التي تُفكرين فيها هي أفكار شريرة، وأقول:
(الأفكار) لا (أنتِ)؛ لأنك ولله الحمد تضيقين بها، وتَسعَين إلى
طلب المساعدة للتخلص منها، وهذا يدلُّ على رفضكِ لها.
هناك سببٌ واحد لما تعانين منه، وهو البُعد عن الله تعالى، وأنت اعترفتِ
أنك تاركةٌ للصلاة، ومواظبةٌ على سماع الأغاني والتلهِّي طول الوقت
بأمور لا تنفع في الإنترنت؛ لذلك تأكدي أنَّ في بُعْدك عن الله تعالى
التعبَ والمعيشةَ الضنكَ؛ فالله تعالى قال في كتابه الكريم:
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }
[طه: 124].
عزيزتي، إن ما تعانين منه إنما هو وسوسة شياطين ليُضلُّوك عن الطريق؛
{ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى
الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الأنعام: 71].
عليك أولًا الإقبال على الله تعالى، وذلك بالمُداوَمة على الصلوات الخمس،
والامتناع عن سماع الغناء، وكل ما فيه معصية لله تعالى، وملء
وقتك بما يُفيد؛ مِن مطالعةٍ، وسماع محاضرات دينية تتحدث عن
حقوق الوالدين وواجب بِرِّهما، والاختلاط بصُويحبات صالحات
يُساعِدْنَك على التقرب إلى الله تعالى.
مِن الطبيعي أن تشعرَ الفتاة المراهِقة بالضيق مِن والدتها القائمة على
تقويم سلوكها؛ لذلك فهي دائمة الانتقاد لها، أما الأب فهو بعيدٌ قليلًا
عن التربية بسبب انشغاله بالعمل خارج المنزل؛ لذا فانتقادُه لك وطلبُه
التغييرَ يكون أقلَّ من الأم الملازمةِ لك، المطَّلِعةِ على كل تصرُّفاتك،
وهذا ما يؤدي إلى شعورك بكراهية أمِّك التي تحاول مساعدتك،
وأخذك إلى الطريق الصحيح.
لا يوجد أحدٌ في هذه الدنيا يريد أن يكون أحدٌ أفضلَ منه مثل الوالدين؛
فهما يريدان من أولادهما أن يكونوا أفضل منهما، حتى الإخوة قد
يُريدون أن يكون إخوانُهم ناجحين مثلهم، ولكن لا يريدونهم أفضلَ منهم!
فإن اقتربتِ مِن الله تعالى، وابتعدتِ عن الشيطان، وأغلقتِ جميع مداخله،
فستتغيَّرين تمامًا، وستتغيَّر نظرتُك لوالدتك وأُختك والآخرين؛
لأنَّ متابعة أُمك لك وانتقاداتها ستقلُّ كثيرًا؛ لأنه لن يكون هناك
داعٍ لذلك وأنت قد سرتِ على الصراط المستقيم!
عزيزتي، علاجُك في أمر واحد فقط هو: القرب من الله تعالى،
فحاولِي وسترينَ ما يسرُّك!
استعيني في التغلُّب على الشيطان بالصحبة الصالحة، والمُداوَمة
على سماع القرآن والمحاضرات، والمواظبة على الصلوات
في أوقاتها.
والله تعالى الموفِّق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق