السؤال
♦ الملخص:
فتاة لديها أُخت تخاف من الخسارة والفشل، ليس لديها هِمَّة في الدراسة
أو غيرها من الأمور، وتَكرَه الطلاب الناجحين، ولديها ردودُ فعلٍ قاسيةٌ
وعنيفةٌ، وليس لديها ثقةٌ في نفسها، وتسأل: كيف يُمكن مساعدتها
وإيجاد حلٍّ لها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي أُختٌ تَوءَمٌ لأُختها، شخصيتها ضعيفة إلى حدٍّ ما، تخاف جدًّا من
الخسارة والفشل، ليس لديها هِمَّة في الدراسة أو غيرها من الأمور،
لديها اعتقادٌ جازمٌ بأنها فاشلة، ولكن إن واجَهها أحدٌ بفشلها، قالت له:
أنا ممتازة وناجحة، لكنها لا تَفعَل شيئًا يُثبت ذلك، وعندما تبدأ الدراسة
يزيد عندها الضغطُ النفسي، وتأتيها حساسية جلدية لا تَنتهي إلا بانتهاء الدراسة،
تُبغض كثيرًا الطلابَ الناجحين؛ لأنهم لا يُحبون مخالطة الفاشلين، ودائمًا في
حالة اضطرابٍ نفسي مع الطلاب، فهي لا تَفهَمهم جيدًا،
وهذا الأمر يُضايقها بشدةٍ.
لا تَثِقُ بنفسها، وأَظُنُّ أن هذا سببُه أبي؛ لأنه يُفرِّق بيننا كثيرًا، فهو
يفرِّق بينها وبين تَوْءَمتِها، ويقول لها أنه يَكرهها، وأنها لا تَفهَم،
وكلامًا كثيرًا لا تَنسى منه شيئًا، وقد حاوَلنا أكثر مِن مرة إقناعَ أبي
بتغيير أسلوبه وكلامه معها، فلم يَقتنع، وحاوَلنا إقناعها بألَّا تتأثَّرَ
بكلام أبيها، لكنها لم تستطع ذلك، دائمًا تبحث عن صداقةٍ ناجحة،
لكن لا أَعرِف لماذا؟!
إذا أخطأ أحدٌ في حقِّها أو سبَّها، فإنها تَرُدُّ بطريقةٍ عنيفة وبالسبِّ نفسِه
وهي في قمة السعادة؛ لذا فإن أمي تُحاول جاهدةً تعديلَ أسلوبها ورَدَّةَ
فِعلها، وقد استخدَمنا معها أسلوبَ التعزيز والتشجيع، لكن لا جَدْوى؛
مما أثَّر كثيرًا على دراستها.
وسؤالي هو: كيف نَستطيع تحديدَ مشكلتها؟! وأين يَكمُن الحلُّ؟!
وهل يُمكن القيامُ به؟!
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أختي الكريمة في موقع الألوكة، ونتمنى أن نكون عند حُسن
ظنِّك بنا، وأن نكون خيرَ معينٍ لكِ بعدَ الله في تُجاوُزِ ما تَمرين به.
أُخيَّتي، إن ما تَمرُّ به أُختُك الآن ما هو إلا نتيجةٌ للأسلوب التربوي
المستخدَم ضدها للأسف، وهو أسلوب المقارنة بينها وبين تَوْءَمَتِها؛
مما ولَّد عندها الغيرةَ والنقصَ، وعدمَ الثقة بالنفس، بمعنى أنها
تعرَّضت لأسلوب تربوي مناقضٍ تمامًا لأُختها، ومن الطبيعي أن يَنعكس
على تعامُلها وأسلوبها معكم، فضلًا عن أن طفلَ هذه المرحلة يَمُرُّ بعدةِ
أمورٍ تنعكس كذلك على نفسيَّته وأسلوبِ تعامُله مع أقرانه وأهله، فيبدأ
الطفلُ في هذه السن بالاستقلالية التي تَسبِقُ مرحلةَ المراهقة، وتكوين
رأيه وفرضه على أهله وزُملائه؛ لأنه انسلَخ مِن مرحلة الاستجابة
والتقليد، وتجاوَزها إلى بداية مرحلة الاستقلال بالأسلوب والرأي والشخصية
كاملةً، وبذلك لا يَستجيب لأي توجيهٍ أو أمرٍ؛ لذا يجب
على والديك توحيدُ أسلوب التعامل مع إخوتك - وخاصة التَّوْءَم –
وِجدانيًّا؛ أي: بالمشاعر والأحاسيس،
مع الأخذ بمبدأ الفروق الفردية بينهم في المعرفة العقلية والمهارات،
والتحصيل الدراسي، فهما وإن كانا تَوْءَمًا فإنهما قد يَختلفان في القدرات
الذهنية والعقلية، وأحيانًا الجسمية! وعلى والديكِ معرفة طُرق وأساليب
التعامل مع هذه الفروق، وتأكَّدي أن كل شخصٍ لديه قدرات ومهارات،
ومن الواجب على الوالدين اكتشافُها وتعزيزُها منذ الصِّغر، حتى
وإن تظاهَر الابن بالكسل!
مِن المهم جدًّا عمل الفحوصات الطبية لها؛ لأن نقصَ بعضِ الفيتامينات
قد يُسبب الكسلَ، فعليكم التأكُّد من ذلك، بالإضافة إلى تعزيز ثقتِها بنفسها،
عن طريق حضورها دوراتٍ تدريبية عن الثقة بالنفس، والمشاركة في
الحفلات والإذاعة المدرسية والأنشطة، ودورات فن الإلقاء، ومن المهم
أيضًا تعزيزُ الدور القيادي لها، وإسناد المسؤوليات التي تناسب عُمرَها إليها،
والاعتماد عليها اعتمادًا كُليًّا في بعض الأمور مع المتابعة عن بُعدٍ؛
مثل: إلزامها بالقيام ببعض التكليفات المدرسية، أو بعضِ الأعمال
المنزلية، وهكذا.
وكذلك مِن المهم البُعد عن أسلوب المقارنة مع أي شخصٍ كان –
وخاصةً تَوْءَمَتَها - حتى وإن كنتُم تُقِرُّون بينَكم وبين أنفسِكم أَفضليَّةَ
تَوْءَمَتِها عليها، فلا تُصرِّحوا به؛ لأنه مُحطِّمٌ جدًّا لها في هذه المرحلة.
ما زالتْ لديكم الفرصة لأن تُعيدوا لها ثقتَها بنفسها، وخاصةً
داخل المنزل، فإذا عادَت الثقةُ انعكَست آثارُها عليها داخل المدرسة، وبينها وبين
زميلاتها!
أتمنَّى لكِ مستقبلًا ناجحًا وحياةً مُشرقةً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق