السؤال
♦ الملخص:
فتاة لديها وسواس الطعام، فإذا أكَلَتْ طعامًا خارج بيتها تَتَقَيَّأ، وساءتْ
حالتَها حتى بدأتْ تتقيَّأ دمًا، وتُريد بعضَ النصائح التي تستطيع بها
تخفيف حدة الوساوس عليها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 29 عامًا، لديَّ وساوس في طعام الآخرين؛ أي:
لا أستطيع أن آكل الطعام خارج البيت مطلقًا، وإذا تناولتُ أي طعام
أذهب إلى الحمام لأتقيأ!
تأتيني وساوس أني إذا أكلتُ سأصاب بشيء، حتى بدأتُ أتقيَّأ دمًا!
مِن كثرة رفضي للطعام خارج البيت، بدأ الناس ينظرون لي على أني
مُتكبِّرة، فتعبتُ مِن نظرات الناس!
أرجو نصائحكم كيف أخرج مِن هذه الدوامة؟
الجواب
الأخت الغالية، حفظك الله ورعاك.
نُرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونأمل أن نمدَّك بالنُّصح والإرشاد الذي
يُعينك على الخروج مِن حالة الوساوس التي أتعبَتْك.
المشكلة التي تعانين منها:
الوسواس القهري: ويَتَمَثَّل الوسواس في القيء فور تناوُل الطعام المُقَدَّم
من الآخرين، والمشكلةُ تُعدُّ اضطرابًا نفسيًّا ناجمًا عن القلق المبالغ فيه؛
كسائر مشكلات الوسواس القهري؛ حيث تسيطر عليك الأفكارُ والخيالات
الوسواسية المتراكمة حول نظافة الطعام وصلاحيته، مما يُحرِّض
المعدة على لفظ الطعام تلقائيًّا.
ومِن الأسباب التي تُساعد على تهيئة الظروف لتحفيز أعراض الوسواس -
إقدامك على الذهاب إلى الحمام والاختلاء بنفسك؛ مما يُضعف قدرتك
على مقاومة الوسواس، ثم الاستسلام للرغبة في التقيُّؤ!
أسباب المشكلة:
• أسباب بيئيَّة:
قد تعود حالة القلق التي أدَّتْ إلى وسواس الطعام لديك إلى عاداتٍ
سلوكيةٍ مكتسبة، نَتَجَتْ عن التكرار الخاطئ لتلك العادات،
وكذلك نمط الحياة المليء بالضغوط والتوتر.
• أسباب بيولوجية:
كأن يكون الوسواسُ مرتبطًا بعواملَ جينيَّة وراثية، أو تغيُّرات كيميائية
ظهرتْ بصورة مفاجأةٍ، وغالبًا ما تحدث خلال سنوات المراهقة إلى البلوغ.
• تراجُع نسبة إفراز هرمون السيروتونين:
وهو مِن الناقلات العصبية الذي يُؤدِّي نقصُها إلى زيادة حدة القلق،
مما يُؤدِّي إلى مضاعَفة أعراض الوساوس.
أما أساليب العلاج فتَكْمُن في العوامل التالية:
• الإرادة:
عليك التفكير في الأضرار التي تلحق بك؛ نتيجة الاستسلام لقهر
الوسواس، وما يتعلق به من أفكار جامحةٍ، وتحريض نفسك على
مقاومة تلك الأعراض بقوةٍ، والسيطرة عليها داخليًّا وعدم الاستسلام
لها، فالاستسلامُ للقيء بدأ يُعرِّضك للأذى العُضوي، والذي ظهر
مِن خلال خروج الدم من المعدة.
• ممارسة الرياضة وبذل المجهود البدني:
مما يُساعد على زيادة نسبة هرمون السيروتونين في الجسم، ويُقلِّل مِن
حدة القلق، ويُحفِّز الجسم على مقاومة الاستسلام لأعراض الوسواس.
• ممارسة تمارين التأمُّل والاسترخاء التي تُطلق الشحنات والأفكار
السلبية، وتُخلِّصك من الشعور بالقلق.
• الاستعاذة بالله مِن الشيطان الرجيم، والتوجُّه إلى الله بالدعاء والذِّكر والصلاة؛
لأنَّ الشيطان مصدرُ تلك الأفكار والوساوس السلبية،
التي تهدف إلى إضعافك وشغلك عن ممارسة نشاطك اليومي بكفاءةٍ.
العلاج السلوكي المعرفي
Cognitive behavioral therapy – CBT :
مِن خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي يُمكنك التخلص مِن الأفكار
السلبية حول الطعام المُقدَّم خارج نطاق الأهل، وإحلال أفكار إيجابية بشكلٍ تدريجيٍّ.
• مراجعة الطبيب المختص:
والذي بدوره سيُقدِّم لك علاجًا دوائيًّا مناسبًا لإيقاف تهيُّج المعدة
نتيجة القيء المتواصل، إضافة إلى حاجتك لبعض التوصيات العلاجية
الدوائية للتخلص من القلق المزمن المتسبب في الوسواس، والتي
ستعالج مشكلة النواقل العصبية في الدماغ إن لزم الأمر.
وأخيرًا ننصحك بما يلي:
لا شك أنَّ الأفكار السلبية حول نظافة الطعام المُقدَّم لك مِن قِبَل الآخرين
أفكارٌ مُلِحَّة، تظهر لك على أنها أقوى مِن التمكن من الخلاص منها؛
لذلك فأنت تستسلمين للفعل القهري، وهو الذهابُ إلى الحمام للقيء،
وإخراج الطعام للشعور بالارتياح؛ لذلك ننصحك بقطع الأفكار،
وطردها، وعدم التوجه للحمام؛ لأنَّ الخلاص مِن الوسواس يَكمُن في
قَطْع الأفكار، وعدم التمادي بها؛ لأنَّ قَطْع تلك الأفكار وتجاهُلها والعمل
ضدها بعدم الاستجابة لرغبتك في القيء سيُخلصك مِن القلق، وسوف
تبدئين بشكلٍ تدريجيٍّ بالشعور بالارتياح، وستضمر لديك تلك الأفكار القهرية.
نسأل الله لك الشفاء العاجل، والسعادة وراحة البال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق