السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة مصابة بأمراض بسبب تأثُّرها النفسيِّ بأختِها، وتريد بعض
النصائح التي تتخطَّى بها هذه المشكلة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 23 عامًا، لديَّ أختٌ متزوجة، وزوجُها سيئ الخلُق
والمعيشة، قام بطردِها وتهديدها وشَتْمِها، ومِن ثَمَّ أتتْ أختي للعيش
معنا في بيت الأهل وهي حامل!
ما مرَّتْ به مِن ظروفٍ نفسيةٍ في هذه الفترة ولَّدَ لديَّ حالة مِن القلَق
والتوتُّر والإرهاق النفسي، وأصبحتُ أسرع استجابة للتوتُّر والقلَق والعصبية،
وعندما كشفتُ أعطاني الطبيبُ دواءً مُهدئًا للمعدة،
وبعض المسكِّنات، وأصبحتُ أخاف لدرجة أني أخاف أن أفقدَ الوعي!
أصبحتُ أعاني أيضًا مِن اضطرابٍ في النوم، وأنام ساعات قليلةً
ومُتقطِّعة، وأُعاني مِن قلة التركيز، وحاليًّا آخذُ حبوبًا للدوخة
وأشعُر بالكراهية للعمل والتعامُل مع البشَر!
أصبحتُ انطوائيةً ألتزم الصمتَ، ولا أحبُّ مشاركة أهلي فيما أعاني،
فيَكفيهم ما هم فيه.
مشكلتي الثانية: يوجد لديَّ قريب يَصغرني بعامٍ، ازدادتْ علاقةُ الصداقة بيننا،
وأصبحتُ أشعُر بما يَشْعُر به؛ فإن كان مُتوترًا أتوتَّر معه،
وإن تَضايَق أشعُر بنفس الضيق.
فأخبِروني هل مِن الممكن أن أتسبَّب له في أذى؟
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكونَ لك خير
َ معينٍ بعد الله في تجاوُز مشكلتك.
أختي الكريمة، إنَّ هذه المشاعِر التي ذكرتِها ما هي إلا نتيجة للضغوط النفسية
التي تمرُّ بك، سواء ما تعلَّق بك أو عائلتك أو أختك، وبحكم
طبيعتك الحساسة المُرْهَفة - كما يَبدو لي - كانت استجابتُك لها سريعةً؛
مما أثَّر على علاقتك بمَن حولك، ونشَأَ عنها ما نشأ مِن اضطرابٍ
للنوم وقلقٍ وتوتُّر... إلى آخر ما ذكرتِ.
والآن أُخَيتي كل ما عليك فِعلُه أن تُواجِهي هذه الضغوط بكلِّ قُوتك؛
بمعنى: أن تقِفي وقفةَ تأمُّل مع نفسك، وتُحَدِّثيها بأن ما تمرُّ به أختُك
الآن هو شيءٌ قد كتبَه اللهُ عليها، وما أراده اللهُ دائمًا يكون خيرًا للإنسان،
وإن كان ظاهرُه عكسَ ذلك، فاللهُ سبحانه وتعالى سيُدبِّر الأمر، ويجب
عليك أن تتخذي هذا الموقف كتجربةٍ تستفيدين منها في حياتك المستقبلية
طبعًا بعد إبراز السلبيات ومُعالجتها، وتعزيز الإيجابيات والعمَل عليها.
أيضًا لعلك تُكثرين القراءة عن المشاكل الأسَرية التي تَمُرُّ بالعالَم مِن حولك؛
لتعلَمي أنَّ كل شخص لديه الكثير مِن الهموم والمشاكل،
وستجدين أن ما تمرين به لا يُمثِّل شيئًا أمام ما هو حولك،
وبهذا الوعي تستطيعين
التعامُل مع هذه الضغوط والمشاكل بسهولة ويُسرٍ.
أخيتي، كلما شعرتِ بالتوتُّر والقلق فرِّغي كل الشحنات والطاقات السلبية
الموجودة بداخلك، وابحثي عن مصدرٍ لسعادتك، وشيئًا يُريح بالَك.
مثلًا: أنتِ تحبين رياضة المشي وهي مِن الرياضات المهمة لتخفيف الضغوط،
أنت تحبين الكتابة، عبِّري عما بداخلك بها، ولو كان تعبيرًا
بسيطًا، وكأنك تحدِّثين أحدًا حولك.. وقيسي على ذلك.
أكْثِري مِن تمارين الاسترخاء، وستجدينها على (اليوتيوب)،
فهي مهمة جدًّا لِمِثْل حالتك، أيضًا أخيتي لا مانع مِن أن تُخالطي مَن
حولك، وتُحدِّثيهم فيما تحبين، وتناقشيهم في المواضيع التي تُعجبك،
وتُبدعي فيها، حتى وإن كانوا صديقات أو أشخاصًا في مكان عامٍّ.
تذكَّري أنَّ كرهك للبشر لا يجعلك تستقلين عنهم تمامًا، فالمعروفُ أن
الإنسان كائنٌ اجتماعي، لا يُمكنه العيش وحده، فاسمعي منهم،
وتحدَّثي لهم، واتبعي سياسة الفصل، فليس بالضرورة أنَّ كل
ما سمعتِه يَنطبق عليك، أو يشابه حالتك، وليس كل ما يُذكَر مِن هموم ومشاكل
يُسبِّب لك الحساسية الزائدة تجاه المواقف؛ لأنَّ الأشخاص تختلف
طبائعهم وأساليبهم، منهم مَن يحب التهويل والدراما والقصص الخيالية،
وغالبًا يتبعون هذا الأسلوب لتشويق السامع لكي ينجذبَ إليهم.
بالنسبة لعلاقتك بقريبك إن كان تعرض لنفس الموقف الذي تعرضتِ له،
فتذكَّري أن استجابتك للموقف تختلف عنه، وشخصيتك تختلف عنه
وقناعاتك كذلك، فلا يُؤثر عليك ما حصَل.
ولا أنسى أن أشيرَ إلى أنَّ الضغوطَ لها تأثيرٌ مباشر على الأمراض الجسَدية؛
كالتهاب المعدة، والصداع، والقولون، وغيرها، لذلك مِن باب أَوْلَى
أن نسعى للوقاية قبل أن نتعبَ في البحثِ عن العلاج.
وختامًا تمنياتي لك بحياة سعيدةٍ، ومستقبلٍ مُشرقٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق