السؤال
♦ الملخص:
فتاة تُفكِّر في الموت باستمرار، وتصيبها نوبات مختلفة متناقضة؛
مرة بالهم، ومرة بالسعادة، ولا تدري سبب هذه الحالة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني أَستَبْشِر بقُدوم الموت وقُربه، لكني لا أريد أن أموت إلا
وربي راضٍ عني! القضية هنا أنني أصبحتُ أفكِّر في طريقةِ موتي كثيرًا،
ويُسعدني هذا التفكير، فهل مِن سببٍ لهذا التفكير؟!
أعاني الآن مِن اضطرابات في شهيتي للطعام، فأحيانًا تكون زائدةً،
وأحيانًا لا أريد الطعام، كما أُعاني مِن نوبات الحزن والهَمِّ، وأحيانًا
أشعُر بهمةٍ عالية وسعادة، ويزيد شعوري وقتها بدنو أجلي.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن
ظنِّك بنا، وأن نكونَ لك خير مُعين بعد الله في تجاوُز ما تمرين به.
أقدارُنا كُتبتْ علينا قبلَ أن نولَد ونخرج إلى هذه الحياة؛ حيث كتَب
الله لنا رزقَنا وأجلَنا، وهل نحن سعداء أو أشقياء!
إذًا لماذا تُرهقين نفسك بالتفكير في شيءٍ قد انتهى؟!
إنَّ ما تعانين منه هو (الوسواس)، وهو ما وعَد به الشيطان أن يُغوي
به ابن آدم، وهو السبيلُ الوحيد له على الإنسان؛ ليُفسدَ عليه حياته،
ويُعطِّل أعماله، ويشغله عن دينه ودنياه؛ لذلك فإنَّ كل ما عليك هو
كثرة الاستعاذة بالله مِن الشيطان الرجيم، مع المحافظة على أذكارك
اليومية، وأداء الصلاة في وقتها، مع تخصيص جزءٍ مِن وقتك في
اليوم لقراءة القرآن الكريم، والحرص كل الحرص على إشغال وقت
فراغك بما ينفعك، وممارسة الأنشطة التي ترغبينَ فيها،
مع مصاحبة الأشخاص الإيجابيين المتفائلين.
إذا فعلتِ ذلك فستجدين بعد مدة مِن الزمن أنَّ تفكيرك قد تغيَّر،
وأصبحتِ تُحبين الحياة.
أُخيتي، الحياة جميلة بكلِّ تفاصيلِها وأقدارها، حتى وإن كانتْ أقدارُك
غير متوافقة مع رغباتك، فتأكَّدي أنها كلها خير لك، فالمؤمنُ دائمًا
صابرٌ على المصائب، وشاكرٌ على النِّعَم، فاطْمئِنِّي فإنَّ أمرَك كله خير.
ونحن جميعًا نتمنَّى مِن الله سبحانه ألا يأخذنا إلا وهو راضٍ عنا؛
لذلك يَجِب علينا أن نعملَ لهذه اللحظة، ونُحسن الظنَّ بالله عزَّ وجلَّ،
ونعبدُه حقَّ عبادته، مع التَّسليم بالقضاء والقدَر خيرِه وشرِّه.
وختامًا، أتمنَّى لك أُخيتي حياةً سعيدةً، وعونًا مِن الله سبحانه
على طاعتِه والعمَل لرِضاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق