د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
أرجو منكم الإجابةَ عن سؤالي؛ لأنِّي في غاية القلق على ابني
الذي يبلغ من العمر 28 سَنة، وهو غيْر متزوِّج.
أراه في بعضِ الأحيان يتكلَّم مع نفسه، ويُعبِّر بوجهه وكأنَّ أحدًا أمامه،
كيف سأتغلَّبُ على هذه المشكلة؟ وهل هذا يؤثِّرُ على
مستقبل عمله وزواجه؟ وهل له علاجٌ فعَّال؟
إنَّ مِهنته تتطلَّب منه التفكيرَ في العمل.
أرجوكم ساعدوني؛ ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع المفيد والبنَّاء، وتحيَّاتي لكم جميعًا.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
للغاية، نحن نتحدَّث مع أنفسِنا طوالَ الوقت، وقد يأتي هذا الحديثُ
بصوتٍ عالٍ أو منخفض، فالأمر لا يدعو للقلق - إنْ شاء الله تعالى.
هناك بعضُ الحالات القليلة التي نَعتبِر فيها الحديثَ مع النفس غيرَ طبيعي،
ذلك إذا صاحبتْه أعراضٌ أخرى مهمَّة، مثل عدم الاهتمام بنظافة الجسَدِ
أو الملابس، أو حمْل اعتقاداتٍ غريبة لا يُمكِن تصديقُها،
أو توقفه عن الذَّهابِ إلى عمله والقيام بوظائفه الاجتماعيَّة والأُسَريَّة -
في هذه الحالة يجب أن نأخذَ الحديثَ مع النَّفْس على محملِ الجِدِّ،
ويلزم زيارة الطبيب النفسي؛ للمعاينة والتشخيص الصحيح.
الحديثُ مع النفْس أيضًا قد يدلُّ في بعضِ الأحيان على وجودِ القلق
العام الذي يجعل الإنسانَ يُكثِرَ التفكير والتوجُّسَ،
وحمْل الهم، فتجده قد يتحدَّث مع نفسه.
هناك أعراضٌ أخرى مهمَّة، كالقلق في النوم، والعصبية وضعْف التركيز،
هنا سيستفيد أيضًا ابنُك العزيز مِن زيارة الطبيب النفسي؛
للتأكُّدِ مِن التشخيص، ووضْع الخُطَّة العلاجية.
يجب ألاَّ ننسى دائمًا أنَّ وجودَ الضغط النفسي في حياةِ الشاب،
في مِثل هذا العمر، في عصرِنا هذا - أمرٌ شائِع، سيستفيد الشابُّ
كثيرًا مِن المساندة التي نُقدِّمها له عَبْرَ دعمه دون إجباره عن الإفصاح
عمَّا يشغل ذِهْنَه، بالإضافة إلى الاستماعِ إلى شكواه إذا أحبَّ الحديث،
ودَفْعه نحوَ الاستعانة بالله، والتوكُّل عليه، وتفويض أمره للخالق العظيم، والدعاء له.
كما يُمكن حثُّه على استشارةِ أهل الخِبرة ممَّن يمنحونه الرأي السديد،
الذي يُخفِّف عنه الشعورَ بالضغط والإحباط، وإرْسال بعضِ المقالات
عبْرَ البريد الإلكتروني (الإيميل)، وهي كثيرةٌ، والتي تتحدَّث عن الطرق
المفيدة للتعامُلِ مع الضغط النفسي، فقد تكون مفيدةً له.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق