الرضا (6)
قف عند هذا الكلام :
فأخواننا الكِرام, أقول لكم هذا الكلام إن شاء الله بإخلاص:
إذا إنسان ألزم نفسهُ بجلسة صباحية مع الله عزّ وجل, لا يجعل
الجلسة متعلّقة بالحال, أخي لم أشعر بشيء, اجلس هذه الجلسة في كُلِّ الأحوال،
لكَ جلسة ذِكر ولو ربع ساعة ألفين مرة الله، لكَ جلسة قرآن ولو خمس
صفحات أو 10 أو 15 أو 20، لكَ ركعتين قيام الليل قبل الفجر،
أنتَ اثبت على هذا أيام وأيام، أسابيع وأسابيع، بعدَ أن يراكَ اللهُ ثابِتاً,
وبعدَ أن يراكَ اللهُ صادِقاً ومُتشبثاً ومُصرّاً ومُلحّاً وصابِراً, عندئذٍ يفتحُ عليك،
الفتح لا يأتي من أول لحظة، من أول جلسة،
وحينما تقبَعُ صباحاً في جلسةٍ معَ اللهِ عزّ وجل.
أيها الأخوة الأكارم, لا يعلمُ إلا الله ثِمارَها في أثناء اليوم،
أول ثَمَرةَ تُحس أنكَ في حصن, بينكَ وبينَ المُخالفات مسافات بعيدة جداً,
أمّا إذا لم يكُن لكَ جلسة مع الله صباحاً, تُحس أنكَ على الحافة,
ممكن أن تغلط دائماً بكلامك، بحركاتك, بسكناتِك، كأنكَ على الحافّة,
على حرف، أمّا إذا كان لكَ معَ الله جلسة ذِكر، جلسة تِلاوة،
جلسة تفكُّر، جلسة صلاة، هذه الجلسة تنعكِسُ
على نهارِكَ كُلّهِ، أولاً الحفظ، ثانياً سواد في التفكير،
سلامة في القول، حصافة في القرار:
{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }
[سورة الطور الآية: 48]
لذلك:
( ا تعجز ابنَ آدم عن ركعتين قبلَ الفجرِ أكفِكَ النهارَ كُلَهُ, إن أعطيتني قبِلت،
وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت )
علامة الرضا العلم :
الإمام الجُنيد يقول: الرِضا هوَ صحةُ العِلمِ.
كما قُلت قبلَ قليل: علامة الرِضا العِلم, تعلم, انظر للراشد عِندَ طبيب الأسنان,
طبعاً يتألم جداً حينما يتلقى المُخدّر, ومع ذلك يسكت ويشكُر
الطبيب ويُعطيهِ الأجر، لأنهُ موقن أنَّ عملَ الطبيب لِصالِحهِ، فكُلما
ارتقى عِلمُك ارتقى رِضاك.
ماذا يعني هذا القول: الرضا والمحبة ليست كالرجاءِ والخوف يوم القيامة؟ :
الآن: الرِضا والمحبة ليست كالرجاءِ والخوف يومَ القيامة،
الرجاء والخوف يزول يوم القيامة، في رجاء يوم القيامة,
واحد دخل الجنة كانَ يرجوها في الدُنيا فدخلَها, انتهى الرجاء،
كانَ يخافُ النار فوقاهُ اللهُ مِنها, انتهى الخوف، فالخوف والرجاء
حالانِ من أحوالِ أهلِ الدُنيا, لكنَّ الرِضا والمحبّة
حالانِ مستمران إلى الآخرة, إلى الجنة.
وهم خاطىء :
في نقطة مهمة: في وهم كبير: يظُنُ بعض أخواننا أنَّ المؤمن العالي
الذي إيمانُهُ كبير لا يتألّم للمصيبة، هذا كلام غير واقعي,
هوَ يتألّم لكن لا يسخَطُ على الله، واحد ابنهُ مَرِض, يقال له:
أخي أنتَ لو كان إيمانك قوياً تفرح, لا, الكلام غير واقعي, المرض مؤلم، الألم ألم.
النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما ماتَ ابنُهُ ابراهيم,
ذرفت بعضُ دموعِهِ, فقالَ أحدُ أصحابِهِ:
(يا رسولَ الله أتبكي؟ فقالَ عليه الصلاة والسلام –بواقعيّة-:
إنَّ العينَ لتدمع, وإنَّ القلبَ ليخشع, ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرب,
وإنّا عليكَ يا ابراهيم لمحزونون )
فحتى الواحد يتوازن: ليسَ معنى الرِضا أن لا تتألمَ من المصيبة،
المُصيبةُ مُصيبة, والمُصيبة مؤلِمة, والذي يتألّم ما فعلَ شيئاً خِلافَ الشرع،
لكن هُناك ألم محفوف بالرِضا والتسليم لقضاء الله وقدرِهِ،
وهُناك ألم محفوف بالسُخط، فالعالِم يتألّم ويرضى,
والجاهل يتألّم ويسخَط, أمّا التألّم شيء واقعي.
ليست البطولةُ أن تنجوَ من كُلِّ مصائبِ الدُنيا, لا, لأنَّ اللهَ
عزّ وجل شاءت حِكمتَهُ أن تكونَ الدُنيا محفوفةً بالمكاره.
قف عند هذا الكلام :
فأخواننا الكِرام, أقول لكم هذا الكلام إن شاء الله بإخلاص:
إذا إنسان ألزم نفسهُ بجلسة صباحية مع الله عزّ وجل, لا يجعل
الجلسة متعلّقة بالحال, أخي لم أشعر بشيء, اجلس هذه الجلسة في كُلِّ الأحوال،
لكَ جلسة ذِكر ولو ربع ساعة ألفين مرة الله، لكَ جلسة قرآن ولو خمس
صفحات أو 10 أو 15 أو 20، لكَ ركعتين قيام الليل قبل الفجر،
أنتَ اثبت على هذا أيام وأيام، أسابيع وأسابيع، بعدَ أن يراكَ اللهُ ثابِتاً,
وبعدَ أن يراكَ اللهُ صادِقاً ومُتشبثاً ومُصرّاً ومُلحّاً وصابِراً, عندئذٍ يفتحُ عليك،
الفتح لا يأتي من أول لحظة، من أول جلسة،
وحينما تقبَعُ صباحاً في جلسةٍ معَ اللهِ عزّ وجل.
أيها الأخوة الأكارم, لا يعلمُ إلا الله ثِمارَها في أثناء اليوم،
أول ثَمَرةَ تُحس أنكَ في حصن, بينكَ وبينَ المُخالفات مسافات بعيدة جداً,
أمّا إذا لم يكُن لكَ جلسة مع الله صباحاً, تُحس أنكَ على الحافة,
ممكن أن تغلط دائماً بكلامك، بحركاتك, بسكناتِك، كأنكَ على الحافّة,
على حرف، أمّا إذا كان لكَ معَ الله جلسة ذِكر، جلسة تِلاوة،
جلسة تفكُّر، جلسة صلاة، هذه الجلسة تنعكِسُ
على نهارِكَ كُلّهِ، أولاً الحفظ، ثانياً سواد في التفكير،
سلامة في القول، حصافة في القرار:
{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }
[سورة الطور الآية: 48]
لذلك:
( ا تعجز ابنَ آدم عن ركعتين قبلَ الفجرِ أكفِكَ النهارَ كُلَهُ, إن أعطيتني قبِلت،
وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت )
علامة الرضا العلم :
الإمام الجُنيد يقول: الرِضا هوَ صحةُ العِلمِ.
كما قُلت قبلَ قليل: علامة الرِضا العِلم, تعلم, انظر للراشد عِندَ طبيب الأسنان,
طبعاً يتألم جداً حينما يتلقى المُخدّر, ومع ذلك يسكت ويشكُر
الطبيب ويُعطيهِ الأجر، لأنهُ موقن أنَّ عملَ الطبيب لِصالِحهِ، فكُلما
ارتقى عِلمُك ارتقى رِضاك.
ماذا يعني هذا القول: الرضا والمحبة ليست كالرجاءِ والخوف يوم القيامة؟ :
الآن: الرِضا والمحبة ليست كالرجاءِ والخوف يومَ القيامة،
الرجاء والخوف يزول يوم القيامة، في رجاء يوم القيامة,
واحد دخل الجنة كانَ يرجوها في الدُنيا فدخلَها, انتهى الرجاء،
كانَ يخافُ النار فوقاهُ اللهُ مِنها, انتهى الخوف، فالخوف والرجاء
حالانِ من أحوالِ أهلِ الدُنيا, لكنَّ الرِضا والمحبّة
حالانِ مستمران إلى الآخرة, إلى الجنة.
وهم خاطىء :
في نقطة مهمة: في وهم كبير: يظُنُ بعض أخواننا أنَّ المؤمن العالي
الذي إيمانُهُ كبير لا يتألّم للمصيبة، هذا كلام غير واقعي,
هوَ يتألّم لكن لا يسخَطُ على الله، واحد ابنهُ مَرِض, يقال له:
أخي أنتَ لو كان إيمانك قوياً تفرح, لا, الكلام غير واقعي, المرض مؤلم، الألم ألم.
النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما ماتَ ابنُهُ ابراهيم,
ذرفت بعضُ دموعِهِ, فقالَ أحدُ أصحابِهِ:
(يا رسولَ الله أتبكي؟ فقالَ عليه الصلاة والسلام –بواقعيّة-:
إنَّ العينَ لتدمع, وإنَّ القلبَ ليخشع, ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرب,
وإنّا عليكَ يا ابراهيم لمحزونون )
فحتى الواحد يتوازن: ليسَ معنى الرِضا أن لا تتألمَ من المصيبة،
المُصيبةُ مُصيبة, والمُصيبة مؤلِمة, والذي يتألّم ما فعلَ شيئاً خِلافَ الشرع،
لكن هُناك ألم محفوف بالرِضا والتسليم لقضاء الله وقدرِهِ،
وهُناك ألم محفوف بالسُخط، فالعالِم يتألّم ويرضى,
والجاهل يتألّم ويسخَط, أمّا التألّم شيء واقعي.
ليست البطولةُ أن تنجوَ من كُلِّ مصائبِ الدُنيا, لا, لأنَّ اللهَ
عزّ وجل شاءت حِكمتَهُ أن تكونَ الدُنيا محفوفةً بالمكاره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق