شرح الدعاء من الكتاب والسنة (24)
شرح دعاء ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .
هذه الدعوات هي في غاية الأهمية ، ذكرها ربنا تبارك وتعالى لأهل
الإيمان المخلصين من بعد الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين من التابعين
وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين ، دعوات تدلّ على المحبة والتآخي في
قلوب المؤمنين؛ فإن حقوق المؤمن على المؤمن كثيرة ، و منها الدعاء
له في غيبته : في حياته ، و بعد موته .
بعد أن أثنى اللَّه عز وجل على المهاجرين
{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّه
وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
ثم ثنَّى بالأنصار:
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ } .
ثم الصنف الثالث من المؤمنين الذين جاؤوا من بعدهم إلى يوم القيامة:
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،
فاستوعبت هذه الآيات جميع المسلمين، وليس أحدٌ إلاّ له فيها حق .
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ } :
ذكروهم في الثناء عليهم في محبتهم بالسبق بالإيمان ، اعترافاً بفضلهم ؛
لأن الأخوّة في الدين عندهم أعزّ و أشرف من أخوَّة النسب ، فجمعوا في
الدعاء بطلب المغفرة لهم و للسابقين ، وهذا من كمال الدعوات
و أحسنها و أنفعها.
قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه :
( وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين من السابقين من الصحابة، ومن قبلهم،
ومن بعدهم ، وهذا من فضائل الإيمان، أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض ،
و يدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان، المقتضي لعقد الأخوة
بين المؤمنين، التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم
بعضاً ؛ ولهذا ذكر اللَّه تعالى في هذا الدعاء نفي الغل في القلب الشامل
لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبّة بين المؤمنين) .
فجمعوا في هذه الدعوة المباركة بين سلامة القلب، وسلامة الألسن،
فليس في قلوبهم أي ضغينة، ولا وقيعة، ولا استنقاص لأحد بالذكر في اللسان،
دلالة على جماع المحبّة الصادقة للَّه ربِّ العالمين .
قال أبو مظفر السمعاني رحمه اللَّه :
( وفي الآية دليل على أن الترحم للسلف، والدعاء لهم بالخير، وترك
ذكرهم بالسوء من علامة المؤمنين ) .
شرح دعاء ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .
هذه الدعوات هي في غاية الأهمية ، ذكرها ربنا تبارك وتعالى لأهل
الإيمان المخلصين من بعد الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين من التابعين
وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين ، دعوات تدلّ على المحبة والتآخي في
قلوب المؤمنين؛ فإن حقوق المؤمن على المؤمن كثيرة ، و منها الدعاء
له في غيبته : في حياته ، و بعد موته .
بعد أن أثنى اللَّه عز وجل على المهاجرين
{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّه
وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
ثم ثنَّى بالأنصار:
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ } .
ثم الصنف الثالث من المؤمنين الذين جاؤوا من بعدهم إلى يوم القيامة:
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،
فاستوعبت هذه الآيات جميع المسلمين، وليس أحدٌ إلاّ له فيها حق .
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ } :
ذكروهم في الثناء عليهم في محبتهم بالسبق بالإيمان ، اعترافاً بفضلهم ؛
لأن الأخوّة في الدين عندهم أعزّ و أشرف من أخوَّة النسب ، فجمعوا في
الدعاء بطلب المغفرة لهم و للسابقين ، وهذا من كمال الدعوات
و أحسنها و أنفعها.
قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه :
( وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين من السابقين من الصحابة، ومن قبلهم،
ومن بعدهم ، وهذا من فضائل الإيمان، أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض ،
و يدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان، المقتضي لعقد الأخوة
بين المؤمنين، التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم
بعضاً ؛ ولهذا ذكر اللَّه تعالى في هذا الدعاء نفي الغل في القلب الشامل
لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبّة بين المؤمنين) .
فجمعوا في هذه الدعوة المباركة بين سلامة القلب، وسلامة الألسن،
فليس في قلوبهم أي ضغينة، ولا وقيعة، ولا استنقاص لأحد بالذكر في اللسان،
دلالة على جماع المحبّة الصادقة للَّه ربِّ العالمين .
قال أبو مظفر السمعاني رحمه اللَّه :
( وفي الآية دليل على أن الترحم للسلف، والدعاء لهم بالخير، وترك
ذكرهم بالسوء من علامة المؤمنين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق