دكتور عبد الرحمن حماد يوضح
ارتباط السلوك العدوانى للأطفال بالإدمان
تناول المخدرات والإدمان من أكثر المشاكل التى تؤرق الأسر
وتثير قلقها وخوفها على أبنائها، ويتزايد التوتر لدى الأهالى خاصة
عند وجود مدمن بالأسرة، وذلك نظرًا لما قد يسببه من مشاكل كبيرة
داخل العائلة وخارجها نتيجة لتعاطى المخدرات
والإدمان التى ينتج عنها تغير فى السلوك.
الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية
وطب الإدمان والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية
بالعباسية، للوقوف على أسباب انتشار تعاطى المخدرات بين الشباب
والأطفال أيضًا، ولتوضيح الدوافع التى تولد تلك الرغبة لديهم،
خاصة مع تنوع الأسباب والدوافع ليكون الشخص عرضه للإقبال على الإدمان.
إذ كشف عن وجود بعض الأطفال مدمنين، مؤكدًا أن برامج الوقاية الحديثة
من تعاطى المخدرات والإدمان تهتم الآن بالأطفال بداية من عمر سنتين
و3 سنوات، بعد رصد أمر فى غاية الأهمية يطلق عليه "السلوك العدوانى المبكر"،
الذى يبدأ فى الظهور ابتداءً من سن 3 سنوات.
وأوضح مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الادمان أن هناك
بعض الأسر ترسل طفلها إلى الحضانة فى سن مبكر، فى حين أن
الطفل يكون فى المنزل بمكان أمن بالنسبة له ما يجعله بعيدًا عن
السلوك العدوانى، نظرا لأنه أصبح معتاد على شكل الأب والأم وجميع أفراد أسرته،
لكن هذا الأمر يختلف تمامًا فى الحضانة، حيث يبدأ فى رؤية وجوه
جديدة عليه، مثل المعلمة وأطفال آخرين، وفى ذلك الحين يبدأ فى
تلقى تعليمات من معلمته بالحضانة مثل مطالبته الجلوس والالتزام
وعدم إصدار أصوات وما خلاف ذلك من الأمور المعتاد عليها،
فى حين أن الطفل لا يكون على علم ودراية كافية فى هذه السن
بالتعليمات الموجهة إليه، مضيفًا أنه ينصح الأسر بعدم إلحاق
الأطفال فى السن المبكرة بالحضانات، وذلك لحمايته،
وإذا كان هناك اضطرار لذلك يجب اتخاذ كل الاحتياطات".
وأضاف الدكتور عبد الرحمن حماد، أن الطفل فى عمر 3 سنوات
يكون فى مرحلة اللعب واكتشاف الهوايات وممارستها، وبالتالى
عند ذهابه إلى الحضانة يشعر بأنه غير آمن وغير مطمئن،
لذلك يبدأ فى ممارسة بعض العنف وضرب الأطفال بالحضانة،
ويترتب على ذلك قيام المدرسة فى الحضانة بمعاقبته، ومن ثم يجد نفسه
مرفوضا من زملائه بالحضانة وغير مرغوب فيه
من أصدقائه والمعلمة وأسر أصدقائه.
وأشار مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان إلى أنه
يترتب على السابق أن ينضم الطفل فى عمر 5 سنوات إلى نفس الأشخاص
المشابهين له من غير المرغوب فيهم من المحيطين بهم، الأمر الذى
يترتب عليه هروبهم من المدرسة، وبداية ممارسة التدخين، مؤكدًا أن
السلوك العدوانى المبكر هو الدافع الأساسى الذى يبحث عنه الأطفال فى هذا السن.
وأكد الدكتور عبد الرحمن حماد أن يجب الانتباه لهذا الأمر فى مرحلة
مبكرة حتى يتم علاجها، لأنه حال تجاهل ذلك وعدم الالتفات إليه،
سيبدأ الطفل فى الدخول بمشاكل كبيرة أقلها التدخين، يليها تناول
المخدرات والرغبة فى ممارسة الجنس فى سن مبكر، إضافة إلى نمو
الميول العدوانية لديه، وبالتالى يبدأ فى القيام
بممارسات فيها شكل من أشكال الأجرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق