لماذا بكى رسول الله (1)
حتى ابتلت الأرض؟!
إعداد: أحمد صبحي.
ترى لماذا بكى رسول الله حتى ابتلت الأرض بدموعه الشريفة
صلى الله عليه وسلم ؟!
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده، قال تعالى:
{ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ }
(النجم: 43)،
فبه تحصل المواساة للمحزون، والتسلية للمصاب،
والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها.
ويمثّل البكاء مشهدًا من مشاهد الإنسانية عند رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة، فتهتزّ
لأجلها مشاعره، وتفيض منها عيناه، ويخفق معها فؤاده الطاهر.
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب؛
ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين، والشوق والمحبّة،
وفوق ذلك كلّه: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى.
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمه
ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديه يناجيه
ويبكي، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول:
( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز
المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه -)
رواه النسائي.
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفًا آخر فتقول:
قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال:
(يا عائشة ذريني أتعبد لربي)،
فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل
يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء
بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله،
تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له:
(أفلا أكون عبدًا شكورًا ؟)
رواه ابن حبّان.
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن الكريم،
روى لنا ذلك عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال:
قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ عليّ)، قلت: يا رسول الله،
أقرأ عليك وعليك أنزل؟، فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت
إلى هذه الآية:
{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا }
(النساء: 41)
فقال: (حسبك الآن)،
فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان ،)
رواه البخاري.
كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتبارًا بمصير الإنسان بعد موته،
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر
– أي طرفه - فبكى حتى بلّ الثرى،
ثم قال: (يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا)
رواه ابن ماجة، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه
على أهوال القبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر:
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا)
متفق عليه.
حتى ابتلت الأرض؟!
إعداد: أحمد صبحي.
ترى لماذا بكى رسول الله حتى ابتلت الأرض بدموعه الشريفة
صلى الله عليه وسلم ؟!
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده، قال تعالى:
{ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ }
(النجم: 43)،
فبه تحصل المواساة للمحزون، والتسلية للمصاب،
والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها.
ويمثّل البكاء مشهدًا من مشاهد الإنسانية عند رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة، فتهتزّ
لأجلها مشاعره، وتفيض منها عيناه، ويخفق معها فؤاده الطاهر.
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب؛
ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين، والشوق والمحبّة،
وفوق ذلك كلّه: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى.
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمه
ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديه يناجيه
ويبكي، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول:
( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز
المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه -)
رواه النسائي.
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفًا آخر فتقول:
قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال:
(يا عائشة ذريني أتعبد لربي)،
فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل
يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء
بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله،
تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له:
(أفلا أكون عبدًا شكورًا ؟)
رواه ابن حبّان.
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن الكريم،
روى لنا ذلك عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال:
قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ عليّ)، قلت: يا رسول الله،
أقرأ عليك وعليك أنزل؟، فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت
إلى هذه الآية:
{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا }
(النساء: 41)
فقال: (حسبك الآن)،
فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان ،)
رواه البخاري.
كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتبارًا بمصير الإنسان بعد موته،
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر
– أي طرفه - فبكى حتى بلّ الثرى،
ثم قال: (يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا)
رواه ابن ماجة، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه
على أهوال القبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر:
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا)
متفق عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق