شراء الأثاث المستعمل للزواج
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاةٌ مخطوبةٌ لشخصٍ يريد شراء أثاثٍ مستعملٍ للزواج، وهي ترفُض
هذا الأمر، وتذكُر أنه عنده القدرةُ لشراء أثاث جديدٍ، وهو يؤجِّل
ذلك لحين امتلاك بيتٍ، وقد أخبَرتْه أنها لن تتزوَّجَه إلا
بعد شراءِ أثاثٍ جديد، وتسأل عن صحة ما فعلتْه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاةٌ مخطوبة لشخصٍ، وسوف نشتري أثاثًا للزواج، ولكن خطيبي
لديه أفكار غريبة، مثلاً نحن سنَستأجر بيتًا لنَعيش فيه، وقد اقترَح
عليَّ شراءَ أثاثٍ مستعملٍ، لكن في صورة الجديد - علمًا بأنه يعمَل
في مهنة محترمة، ودَخْله جيد، ويستطيع شراء الجديد - فقلت له:
هل قيمتي عندك تساوي الأثاث المستعمل؟ فردَّ قائلًا:
قيمة الإنسان في ذاته لا في الأشياء، وليس
من العيب شراء أثاثٍ مستعملٍ، وعندما نشتري بيتًا خاصًّا بنا،
سوف نَشتري أثاثًا جديدًا، وهذا بالطبع لن يكون إلا بعد ١٠ سنوات على الأقل.
أنا لم أطلُب منه أثاثًا باهظَ الثمن، لكن على قدر الإمكان، خطيبي
لم يكن بخيلًا في أول الخطوبة، لكن عندما أصبَح يدَّخر المال للزواج،
أصبح بخيلًا نوعًا ما، علمًا بأن عائلته لن تقومَ بمساعدته في ترتيبات
الزواج، لكنه في الوقت ذاته يستطيع توفير مبلغٍ لأثاث جديدٍ بكل سَعةٍ!
أخبرتُه أنه إذا اشترى أثاثًا مستعملًا، فلن يراني إطلاقًا، فغضِب مني،
وهو مُتمسِّكٌ بقراره، فهل ما فعلتُه صحيح؟ وكيف أُقنعه بأن الإنسان
عليه أن يتوسَّط في كلِّ أموره، دون إفراطٍ أو تفريطٍ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
بُنيتي العزيزة حيَّاكِ الله، ذكرتِ أن لخاطبكِ بعض الأفكار الغريبة،
ثم لم تُمثِّلي لذلك إلا بمثالٍ واحدٍ لا ينبغي أن نَبنيَ عليه حُكمَنا،
ولا أن نُطلقَ عليه به صفةَ البُخل؛ إذ تتراكم الأعباءُ على الشاب المُقبل
على الزواج، وتتوالى المتطلبات بشكل قد يفوق طاقتَه، أو لا يتوقَّعه
قبل أن يَخوض غِمار ذلك الأمر، وتزيد المسؤولية، وربما تتراكم الهمومُ
فوق رأسه، مع امتناع أهله عن المساعدة؛ فالدَّخْلُ مهما ارتفَع،
فإنه يَصعُب أن يَفيَ بالاحتياجات كلها، والمجتمع والزوجة وأهل الزوجة
يطالبونه بالمزيد، وينتظرون منه المستوى اللائق بابنتهم، فلا يجد حلًّا
لمشكلته إلا بالبحث عن البدائل الممكنة التي تُيسِّر له بتوفيق الله
استيفاءَ كافة الأغراض، وتجهيز منزل الزوجية.
لستُ أرى فيما فعَل ما يستحق أن تُهدِّديه بالفِراق إن لم يتراجَع عنه،
وكان يَكفيكِ أن تطلُبي منه أن يشتريَ بعضَ الأثاث جديدًا كغرفة النوم مثلًا،
ثم تنظُري في سوق المستعمل إن كان على مستوى مناسب،
فلست أرى فيه مشكلةً، وإن لم يكن فحدِّثيه بلُطفٍ حول نوعية الأثاث
وخامته، وأطْلعيه على العيوب التي تَرَينها فيه،
وليس لمجرَّد أنه مستعمل يكون الرفضُ بهذه الصورة.
فالذي أراه الآن لتحسين الموقف هو أن تَقبلي الأمر بشرط أن تَطَّلعي
على الأثاث، وتنظُري في حالته، ولا أظُنه يَخفى عليكِ أن قيمةَ العروس
لم تكن أبدًا في سعر أثاث بيتها، وأن تلك المظاهر لا تَجلب السعادة،
ولا تشتري المحبةَ، بل تجعَل الزوج مقبلًا على حياته الزوجية
بنفسٍ منكسرة ورُوحٍ منهزمة، وديون تُثقل كاهلَه، فتَختفي وراءها
ابتسامتُه، وتتوارى فرحتُه، فينعكِس ذلك على البيت ومَن فيه.
وفَّقك الله، ويسَّر زواجكِ، وجعَل حياتكِ مُباركةً سعيدةً، والله الموفِّق،
وهو الهادي إلى سواء السبيل.
منقول للفائدة
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاةٌ مخطوبةٌ لشخصٍ يريد شراء أثاثٍ مستعملٍ للزواج، وهي ترفُض
هذا الأمر، وتذكُر أنه عنده القدرةُ لشراء أثاث جديدٍ، وهو يؤجِّل
ذلك لحين امتلاك بيتٍ، وقد أخبَرتْه أنها لن تتزوَّجَه إلا
بعد شراءِ أثاثٍ جديد، وتسأل عن صحة ما فعلتْه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاةٌ مخطوبة لشخصٍ، وسوف نشتري أثاثًا للزواج، ولكن خطيبي
لديه أفكار غريبة، مثلاً نحن سنَستأجر بيتًا لنَعيش فيه، وقد اقترَح
عليَّ شراءَ أثاثٍ مستعملٍ، لكن في صورة الجديد - علمًا بأنه يعمَل
في مهنة محترمة، ودَخْله جيد، ويستطيع شراء الجديد - فقلت له:
هل قيمتي عندك تساوي الأثاث المستعمل؟ فردَّ قائلًا:
قيمة الإنسان في ذاته لا في الأشياء، وليس
من العيب شراء أثاثٍ مستعملٍ، وعندما نشتري بيتًا خاصًّا بنا،
سوف نَشتري أثاثًا جديدًا، وهذا بالطبع لن يكون إلا بعد ١٠ سنوات على الأقل.
أنا لم أطلُب منه أثاثًا باهظَ الثمن، لكن على قدر الإمكان، خطيبي
لم يكن بخيلًا في أول الخطوبة، لكن عندما أصبَح يدَّخر المال للزواج،
أصبح بخيلًا نوعًا ما، علمًا بأن عائلته لن تقومَ بمساعدته في ترتيبات
الزواج، لكنه في الوقت ذاته يستطيع توفير مبلغٍ لأثاث جديدٍ بكل سَعةٍ!
أخبرتُه أنه إذا اشترى أثاثًا مستعملًا، فلن يراني إطلاقًا، فغضِب مني،
وهو مُتمسِّكٌ بقراره، فهل ما فعلتُه صحيح؟ وكيف أُقنعه بأن الإنسان
عليه أن يتوسَّط في كلِّ أموره، دون إفراطٍ أو تفريطٍ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
بُنيتي العزيزة حيَّاكِ الله، ذكرتِ أن لخاطبكِ بعض الأفكار الغريبة،
ثم لم تُمثِّلي لذلك إلا بمثالٍ واحدٍ لا ينبغي أن نَبنيَ عليه حُكمَنا،
ولا أن نُطلقَ عليه به صفةَ البُخل؛ إذ تتراكم الأعباءُ على الشاب المُقبل
على الزواج، وتتوالى المتطلبات بشكل قد يفوق طاقتَه، أو لا يتوقَّعه
قبل أن يَخوض غِمار ذلك الأمر، وتزيد المسؤولية، وربما تتراكم الهمومُ
فوق رأسه، مع امتناع أهله عن المساعدة؛ فالدَّخْلُ مهما ارتفَع،
فإنه يَصعُب أن يَفيَ بالاحتياجات كلها، والمجتمع والزوجة وأهل الزوجة
يطالبونه بالمزيد، وينتظرون منه المستوى اللائق بابنتهم، فلا يجد حلًّا
لمشكلته إلا بالبحث عن البدائل الممكنة التي تُيسِّر له بتوفيق الله
استيفاءَ كافة الأغراض، وتجهيز منزل الزوجية.
لستُ أرى فيما فعَل ما يستحق أن تُهدِّديه بالفِراق إن لم يتراجَع عنه،
وكان يَكفيكِ أن تطلُبي منه أن يشتريَ بعضَ الأثاث جديدًا كغرفة النوم مثلًا،
ثم تنظُري في سوق المستعمل إن كان على مستوى مناسب،
فلست أرى فيه مشكلةً، وإن لم يكن فحدِّثيه بلُطفٍ حول نوعية الأثاث
وخامته، وأطْلعيه على العيوب التي تَرَينها فيه،
وليس لمجرَّد أنه مستعمل يكون الرفضُ بهذه الصورة.
فالذي أراه الآن لتحسين الموقف هو أن تَقبلي الأمر بشرط أن تَطَّلعي
على الأثاث، وتنظُري في حالته، ولا أظُنه يَخفى عليكِ أن قيمةَ العروس
لم تكن أبدًا في سعر أثاث بيتها، وأن تلك المظاهر لا تَجلب السعادة،
ولا تشتري المحبةَ، بل تجعَل الزوج مقبلًا على حياته الزوجية
بنفسٍ منكسرة ورُوحٍ منهزمة، وديون تُثقل كاهلَه، فتَختفي وراءها
ابتسامتُه، وتتوارى فرحتُه، فينعكِس ذلك على البيت ومَن فيه.
وفَّقك الله، ويسَّر زواجكِ، وجعَل حياتكِ مُباركةً سعيدةً، والله الموفِّق،
وهو الهادي إلى سواء السبيل.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق