لماذا بكى رسول الله (2)
حتى ابتلت الأرض؟!
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم –
رحمةً بأمّته وخوفًا عليها من عذاب الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم
في صحيحه، يوم قرأ قول الله عز وجل:
{إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
(المائدة: 118)،
ثم رفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى.
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفًا من أن يكون
ذلك اللقاء مؤذنًا بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم،
كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
(ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح)
رواه أحمد.
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب
الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى، قال تعالى:
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ }
(الأنفال: 67)
حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب،
كمثل أمه آمنة بنت وهب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة
بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وولده إبراهيم عليه السلام، أو فراق
غيرهم من أصحابه، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه.
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال:
(إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا
بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)
متفق عليه.
ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديدًا
حتى أبكى من حوله، ثم قال:
(زوروا القبور فإنها تذكر الموت)
رواه مسلم.
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبيًا لها يوشك أن يموت،
لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء، ولكنها
مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل، خصوصًا في اللحظات
التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه
الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه:
(هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)
رواه مسلم.
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد
وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة، حيث قال عليه
الصلاة والسلام:
(أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة
فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله)
رواه البخاري.
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهرًا
من مظاهر النقص، ولا دليلًا على الضعف، بل قد يكون علامةً على
صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة، بشرط أن يكون هذا البكاء
منضبطًا بالصبر، وغير مصحوبٍ بالنياحة، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى.
حتى ابتلت الأرض؟!
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم –
رحمةً بأمّته وخوفًا عليها من عذاب الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم
في صحيحه، يوم قرأ قول الله عز وجل:
{إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
(المائدة: 118)،
ثم رفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى.
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفًا من أن يكون
ذلك اللقاء مؤذنًا بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم،
كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
(ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح)
رواه أحمد.
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب
الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى، قال تعالى:
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ }
(الأنفال: 67)
حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب،
كمثل أمه آمنة بنت وهب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة
بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وولده إبراهيم عليه السلام، أو فراق
غيرهم من أصحابه، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه.
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال:
(إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا
بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)
متفق عليه.
ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديدًا
حتى أبكى من حوله، ثم قال:
(زوروا القبور فإنها تذكر الموت)
رواه مسلم.
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبيًا لها يوشك أن يموت،
لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء، ولكنها
مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل، خصوصًا في اللحظات
التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه
الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه:
(هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)
رواه مسلم.
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد
وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة، حيث قال عليه
الصلاة والسلام:
(أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة
فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله)
رواه البخاري.
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهرًا
من مظاهر النقص، ولا دليلًا على الضعف، بل قد يكون علامةً على
صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة، بشرط أن يكون هذا البكاء
منضبطًا بالصبر، وغير مصحوبٍ بالنياحة، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق