زوجتي تريد الفراق
أ. أسماء حما
السؤال
♦ الملخص:
رجل متزوِّج طلبتْ منه زوجتُه أن تذهَب إلى بيت أهلها؛ لأنها مُتعبة فوافَق، وبعد ذلك طلبتْ منه الطلاق،
فكلَّم أباها وأمَّها؛ ثم قابَلها وكلَّمها، فذكرتْ له أنها حاوَلتْ كثيرًا أن تُعدِّل من شأنه لكنه لم يَستجِب،
فحاوَل تطييبَ خاطرها كثيرًا، لكنها رفضَت، وهو يُحبُّها ولا يريد فِراقَها، ويريد حلًّا.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا متزوِّج منذ شهورٍ، وقبل ذلك كانت فترة الملكة التي استمرَّت 5 أشهر، وكانت زيارات واتصالات، وأشياءَ مِن هذا القبيل، وبعد الزواج سافرتُ أنا وزوجتي إلى محافظة أخرى في بلدي، وبعدها رجعتُ إلى منطقتي، وسكنتُ أنا وهي في شقة صغيرةٍ في بيت أهلي، ومرَّت الأيامُ.
أعمَل في شركة غير حكومية، أُحاول النوم مبكرًا كي أستيقظَ مبكرًا، خلافًا لزوجتي التي لا تنام الليل، منذ أسابيع لاحظتُ أن زوجتي تعاني تعبًا نفسيًّا، ولا أدري سببَ ذلك، ثم إنها لم تُحدِّثْني في شيءٍ، وقد طلبتْ مني أن تذهَب إلى أهلها، وقالتْ أنها ستتأخَّر عند أهلها؛ لأنها مُتعبة، فوافقتُ ولم أعترِضْ، فأخذتْ أغراضَها وذهبتْ، ولم أَشُكَّ في كلامها إطلاقًا، وبعد أسبوع مِن ذَهابها أرسلتْ إليَّ رسالةً قالت فيها: أُريد الانفصال لعدة أسباب؛ منها: عدم التقبُّل، وعدم التوافق، وأنها منذ مدة وهي تفكِّر في هذا الأمر، فاتصلتُ عليها، فلم تَرُدَّ، وكلَّمتُها عبر الواتس فحظَرتْني، فذهبتُ إلى أهلها معتذرًا
ولم أستطِع مقابلتها، فردَّ عليّ أبوها قائلًا: انتظِر فترةً لنرى، وبإذن الله تُحَل الأمور، وقد حوَّلتُ لها مبلغًا من المال تطييبًا لخاطرها وتَرْضِيَةً لها، وانتظرتُ أسبوعًا ثم كلمتُ أُمَّها، وطلبتُ منها مقابلة زوجتي، فقالت:
زوجتُك ترفُض مقابلتك، ولكن سنَجعلها تُكلِّمُك، وبعد ذلك كلَّمتُها وهي
مُجبرةٌ على الكلام معي، فقلتُ لها: ما الأسبابُ التي دفَعتْك إلى ذلك؟
أنا مستعد أن أُرضيك بما تريدين، قالت: أنا أريد الانفصال؛ لأني كلما
قلتُ لك شيئًا تؤخِّره، ولأنني حاولتُ أن أُصلحَ مِن شأنك وأنت لم تَستجِب، فقلت لها: سوف أُعدِّل من نفسي، وأفعَل ما تريدين، قالت: لا، الله سيَرزُقُك أفضلَ مني، قلت: لا يوجد أفضلُ منك، وأنا لا أُريد إلا أنت، فقالت: أنا مشغولة، وأغلقَت في وجهي, في اليوم الثاني أتيتُ لها بهَديةٍ وطاقةٍ مِن الوردِ، لكني لم أُقابلْها، فأعطيتُ أُمَّها هذه الأشياءَ، وقلت: أَعطِيها زوجتي، فقالت الأم: زوجتُك لن ترجِعَ إلا وهي مقتنعةٌ، فقلت لها: الأمرُ يسيرٌ، وبإذن الله سيُحَلُّ، فقالت: الوضع ليس يسيرًا، وقد أرجعتْ إليَّ أمُّها المبلغ الذي أعطيتُه ابنتَها سابقًا، وقالت: زوجتُك رفَضت أخْذَه، فكلَّمتُ أباها، فقال: انتظِر، وأنا سأُكَلِّمُك، وبعد ذلك ستَهدأ الأمور.
ما رأيكم فيما حدَث؟ أريد حلًّا؛ لأني تعبتُ نفسيًّا، وأُحِبُّ زوجتي ولا أستطيع فِراقَها
الجواب
السلام عليكم، نشكُر لك انضمامَك لها، داعين الله تعالى أن يُسدِّدنا في
تقديم ما ينفعك.
أما بعدُ، فإن المشكلات الزوجية واردةٌ بشكل كبيرٍ جدًّا في السنة الأولى من الزواج، ولكن ما حدَث أن اكتفتْ زوجتُك بالصمت، ولم تُثر المشكلات، ولم تُشعرك أن لديها انتقاداتٍ لك بوصفِك زوجًا، أو ربما لعائلتك، وتوقَّعتْ أن تتداركَ الأمرَ بنفسك، فتتغيَّر وحدَك دون أن تتحدَّث معك، وتُخبرك بما تشعُر به أو تُعانيه وحدَها، وهذا خطأٌ وقعتْ فيه، يضع الخطيبان أحيانًا تصورات في ذهنهما عن واقع حياتهما بعد الزواج، وقد تكون هذه التصورات مثالية وخيالية، فيتفاجآن بعكسها، فتَنهار أحلامُهما، وهذا خطأٌ يقعان فيه، فلا يوجد من البشر أحدٌ كامل ومثالي، مهما تصوَّر الآخر وجودَه، لذلك على الزوجين أن يَلتمِسا الإيجابيات في بعضهما، ويَغُضَّا الطرف عن السلبيات، فربما تَختفي مع الوقت، وربما يعتادان وجودَها.
لذا أقترح عليك التالي:
1- أن تُعيد الاتصال بزوجتك، واستَحْلِفْها بالله أن تُخبرك بما أزعَجها منك؛ حتى تتداركَه فتُغيِّرَه، فما أسباب نفورها المفاجئ؟ هل وجدتْ منك سلوكًا ما أزعَجها ولم تستطع تقبُّلَه، ولم تستطع إخبارَك؟ هل لم تعبِّر لها عن مشاعرك بشكلٍ واضحٍ؟ هل اكتفيتَ بإشباع نفسك منها ولم تَعرِف كيف تُشبعها؟ هل وجدتْ ما يُضايقها من عائلتك، فصمَتتْ وفضَّلت الانفصالَ؟
2- أن تعتني بنظافتك؛ من خلال الاستحمام قبل العلاقة الزوجية، وتنظيف أسنانك، وحُسن مظهرك، فالمرأة تهتمُّ وتُحِبُّ مِن زوجها أن يَعتني بنفسه لأجلها، كما تعتني بنفسها لأجله.
3- أن تُحاور أهلك؛ لتَعرِف إن صدَر منهم ما يُزعج زوجتك.
4- أن تُرسل إليها رسالةً مكتوبة على ورقةٍ، اسْأَلْها: ما الذي ضايَقها منك؟ ويُمكنها الإجابةُ بالطريقة التي تُريحها.
5- أن تُخبرها أن السنة الأولى للزواج من الطبيعي أن يَحصُل فيها خلافٌ وسوءُ تفاهمٍ بين الزوجين، وعدمُ انسجامٍ، فكلا الزوجين خرَج من بيئةٍ مختلفة عن الآخر، وليس من السهولة أن يتكيَّف مع شريكه وينسجِم بسرعةٍ، فلا بد مِن الوقت والصبر، وعدم تدمير المؤسسة الزوجية بتفكير وسلوكٍ متهوِّر.
6- أن تُرسل إلى زوجتِك بعض المقالات التي تَخص العلاقة الزوجية.
سائلين المولى عز وجل لكما صلاحَ الحال، ولكَ مِنا صالح الدعوات
بالتوفيق والسعادة.
منقول للفائدة
أ. أسماء حما
السؤال
♦ الملخص:
رجل متزوِّج طلبتْ منه زوجتُه أن تذهَب إلى بيت أهلها؛ لأنها مُتعبة فوافَق، وبعد ذلك طلبتْ منه الطلاق،
فكلَّم أباها وأمَّها؛ ثم قابَلها وكلَّمها، فذكرتْ له أنها حاوَلتْ كثيرًا أن تُعدِّل من شأنه لكنه لم يَستجِب،
فحاوَل تطييبَ خاطرها كثيرًا، لكنها رفضَت، وهو يُحبُّها ولا يريد فِراقَها، ويريد حلًّا.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا متزوِّج منذ شهورٍ، وقبل ذلك كانت فترة الملكة التي استمرَّت 5 أشهر، وكانت زيارات واتصالات، وأشياءَ مِن هذا القبيل، وبعد الزواج سافرتُ أنا وزوجتي إلى محافظة أخرى في بلدي، وبعدها رجعتُ إلى منطقتي، وسكنتُ أنا وهي في شقة صغيرةٍ في بيت أهلي، ومرَّت الأيامُ.
أعمَل في شركة غير حكومية، أُحاول النوم مبكرًا كي أستيقظَ مبكرًا، خلافًا لزوجتي التي لا تنام الليل، منذ أسابيع لاحظتُ أن زوجتي تعاني تعبًا نفسيًّا، ولا أدري سببَ ذلك، ثم إنها لم تُحدِّثْني في شيءٍ، وقد طلبتْ مني أن تذهَب إلى أهلها، وقالتْ أنها ستتأخَّر عند أهلها؛ لأنها مُتعبة، فوافقتُ ولم أعترِضْ، فأخذتْ أغراضَها وذهبتْ، ولم أَشُكَّ في كلامها إطلاقًا، وبعد أسبوع مِن ذَهابها أرسلتْ إليَّ رسالةً قالت فيها: أُريد الانفصال لعدة أسباب؛ منها: عدم التقبُّل، وعدم التوافق، وأنها منذ مدة وهي تفكِّر في هذا الأمر، فاتصلتُ عليها، فلم تَرُدَّ، وكلَّمتُها عبر الواتس فحظَرتْني، فذهبتُ إلى أهلها معتذرًا
ولم أستطِع مقابلتها، فردَّ عليّ أبوها قائلًا: انتظِر فترةً لنرى، وبإذن الله تُحَل الأمور، وقد حوَّلتُ لها مبلغًا من المال تطييبًا لخاطرها وتَرْضِيَةً لها، وانتظرتُ أسبوعًا ثم كلمتُ أُمَّها، وطلبتُ منها مقابلة زوجتي، فقالت:
زوجتُك ترفُض مقابلتك، ولكن سنَجعلها تُكلِّمُك، وبعد ذلك كلَّمتُها وهي
مُجبرةٌ على الكلام معي، فقلتُ لها: ما الأسبابُ التي دفَعتْك إلى ذلك؟
أنا مستعد أن أُرضيك بما تريدين، قالت: أنا أريد الانفصال؛ لأني كلما
قلتُ لك شيئًا تؤخِّره، ولأنني حاولتُ أن أُصلحَ مِن شأنك وأنت لم تَستجِب، فقلت لها: سوف أُعدِّل من نفسي، وأفعَل ما تريدين، قالت: لا، الله سيَرزُقُك أفضلَ مني، قلت: لا يوجد أفضلُ منك، وأنا لا أُريد إلا أنت، فقالت: أنا مشغولة، وأغلقَت في وجهي, في اليوم الثاني أتيتُ لها بهَديةٍ وطاقةٍ مِن الوردِ، لكني لم أُقابلْها، فأعطيتُ أُمَّها هذه الأشياءَ، وقلت: أَعطِيها زوجتي، فقالت الأم: زوجتُك لن ترجِعَ إلا وهي مقتنعةٌ، فقلت لها: الأمرُ يسيرٌ، وبإذن الله سيُحَلُّ، فقالت: الوضع ليس يسيرًا، وقد أرجعتْ إليَّ أمُّها المبلغ الذي أعطيتُه ابنتَها سابقًا، وقالت: زوجتُك رفَضت أخْذَه، فكلَّمتُ أباها، فقال: انتظِر، وأنا سأُكَلِّمُك، وبعد ذلك ستَهدأ الأمور.
ما رأيكم فيما حدَث؟ أريد حلًّا؛ لأني تعبتُ نفسيًّا، وأُحِبُّ زوجتي ولا أستطيع فِراقَها
الجواب
السلام عليكم، نشكُر لك انضمامَك لها، داعين الله تعالى أن يُسدِّدنا في
تقديم ما ينفعك.
أما بعدُ، فإن المشكلات الزوجية واردةٌ بشكل كبيرٍ جدًّا في السنة الأولى من الزواج، ولكن ما حدَث أن اكتفتْ زوجتُك بالصمت، ولم تُثر المشكلات، ولم تُشعرك أن لديها انتقاداتٍ لك بوصفِك زوجًا، أو ربما لعائلتك، وتوقَّعتْ أن تتداركَ الأمرَ بنفسك، فتتغيَّر وحدَك دون أن تتحدَّث معك، وتُخبرك بما تشعُر به أو تُعانيه وحدَها، وهذا خطأٌ وقعتْ فيه، يضع الخطيبان أحيانًا تصورات في ذهنهما عن واقع حياتهما بعد الزواج، وقد تكون هذه التصورات مثالية وخيالية، فيتفاجآن بعكسها، فتَنهار أحلامُهما، وهذا خطأٌ يقعان فيه، فلا يوجد من البشر أحدٌ كامل ومثالي، مهما تصوَّر الآخر وجودَه، لذلك على الزوجين أن يَلتمِسا الإيجابيات في بعضهما، ويَغُضَّا الطرف عن السلبيات، فربما تَختفي مع الوقت، وربما يعتادان وجودَها.
لذا أقترح عليك التالي:
1- أن تُعيد الاتصال بزوجتك، واستَحْلِفْها بالله أن تُخبرك بما أزعَجها منك؛ حتى تتداركَه فتُغيِّرَه، فما أسباب نفورها المفاجئ؟ هل وجدتْ منك سلوكًا ما أزعَجها ولم تستطع تقبُّلَه، ولم تستطع إخبارَك؟ هل لم تعبِّر لها عن مشاعرك بشكلٍ واضحٍ؟ هل اكتفيتَ بإشباع نفسك منها ولم تَعرِف كيف تُشبعها؟ هل وجدتْ ما يُضايقها من عائلتك، فصمَتتْ وفضَّلت الانفصالَ؟
2- أن تعتني بنظافتك؛ من خلال الاستحمام قبل العلاقة الزوجية، وتنظيف أسنانك، وحُسن مظهرك، فالمرأة تهتمُّ وتُحِبُّ مِن زوجها أن يَعتني بنفسه لأجلها، كما تعتني بنفسها لأجله.
3- أن تُحاور أهلك؛ لتَعرِف إن صدَر منهم ما يُزعج زوجتك.
4- أن تُرسل إليها رسالةً مكتوبة على ورقةٍ، اسْأَلْها: ما الذي ضايَقها منك؟ ويُمكنها الإجابةُ بالطريقة التي تُريحها.
5- أن تُخبرها أن السنة الأولى للزواج من الطبيعي أن يَحصُل فيها خلافٌ وسوءُ تفاهمٍ بين الزوجين، وعدمُ انسجامٍ، فكلا الزوجين خرَج من بيئةٍ مختلفة عن الآخر، وليس من السهولة أن يتكيَّف مع شريكه وينسجِم بسرعةٍ، فلا بد مِن الوقت والصبر، وعدم تدمير المؤسسة الزوجية بتفكير وسلوكٍ متهوِّر.
6- أن تُرسل إلى زوجتِك بعض المقالات التي تَخص العلاقة الزوجية.
سائلين المولى عز وجل لكما صلاحَ الحال، ولكَ مِنا صالح الدعوات
بالتوفيق والسعادة.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق