أعاني من الوساوس والضغوط النفسية (1)
أ. رضا الجنيدي
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تعاني مِن وسواس المرض والموت، وتبكي كثيرًا، وقد تأخَّر
مستواها بعد أن كانت من المتفوقات، ولا تستطيع الصلاة
ولا قراءةَ القرآن، وتفكِّر في الانتحار، وتريد المساعدة.
♦ التفاصيل:
مشكلتي كبيرة جدًّا؛ حيث إنها بدأتْ مِن عدة سنوات، ولم تَنتهِ إلى الآن،
أصبحتُ في حالة غريبة من وسواس الموت والمرض، وكنتُ أبكي
وأخاف كثيرًا، ومِن شِدَّة الخوف كنتُ أدخُل في حالة إغماءٍ،
وكنت أشعُر أن الناس يقولون: أنتِ لم يُغْمَ عليك أنت كاذبةٌ!
أهملتُ دراستي بعدما كنتُ من المتفوقات، وكرهتُ الجلوس وحدي؛
لأني أتخيَّل أشياءَ، وأريد الانتحار من شدة الأفكار،
وكلما مرَّت الأيام صرتُ أكثر ضعفًا.
لم أكُن أنام، وكنتُ أشغل نفسي بالأكل للتغلب على الضغوط النفسية،
حتى زاد وزني كثيرًا، فاكتأبتُ أكثرَ وأكثر، وكرهتُ حياتي كثيرًا،
فرُحْتُ أشغل نفسي بالرياضة والأفلام والمسلسلات.
أنا طول الوقت أبكي في غرفتي، لكن لم أقل لأحدٍ؛ لأني بطبعي كتومة،
صرتُ لا أستطيع الصلاة ولا قراءةَ القرآن، أرجو المساعدة، جزيتُم خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الابنة الغالية، بارَك الله فيك، وأصلَح حالك، ورزَقك السكينة والسلام النفسي.
وأنا أقرأ كلماتك شعرتُ وكأن نبض قلبك هو الذي يكتُب هذه الرسالة،
يستغيث طالبًا الاستشارة، وشعرتُ بعُمقِ ما تشعرين به، وتفهَّمتُ
أسباب هذه الأعراض التي تَشعرين بها، وأرجو من الله أن نراك قريبًا
وقد ملأت السكينةُ النفسية حياتك، وغلَّف الهدوءُ الداخلي أركان قلبك!
ابنتي، في حياتنا نتعرض لضغوط عديدة ومتتابعة، بعضنا يتأقلم معها
تأقلمًا إيجابيًّا، وبعضنا لا يجد لديه القدرة النفسية الكافية لمواجهة
هذه الضغوط، فيبدأ في التأقلم السلبي معها، أو الهروب منها، أو التصادم
معها، وأنت يا بنتي يبدو أنكِ مررتِ ببعض الصعاب التي لم تَقْوَ نفسُك
على تحمُّلها، فكانت النتيجة ما أنت عليه الآن من توتُّر وقلق
نفسي شديد، تطوَّر حتى وصل بك إلى هذا الأمر.
أتدرين يا بنتي أننا حين نشعُر بالخوف الشديد - كما كنتِ تخافين من
الموت - نشعُر بشدة الاحتياج إلى أن يَمنحنا أقربُ الناس إلينا دفءَ
الأمان والاطمئنان، والحب والحنان والاحتواء والاهتمام، فيظهر هذا الاحتياج
على شكل بعض نوبات الإغماء!
ولأن من حولك لم يكُن يُدرك احتياجاتك تلك، خاصة أنك فتاة كتومة
لا تعبِّرين عن ذاتك ولا عن احتياجاتك، ولأن مَن حولك كذلك ليس
لديهم العلم بأسباب ما تمرين به، خاصة حين لا يجدون له تفسيرًا
عضويًّا، فإن بعضهم يفسِّره بأنه نوع من الكذب، أو يتجاهله،
وليس ذلك لعدم اهتمام بك، ولا لعدم تقديرٍ لك، لكن لعدم العلم بهذه
الزلازل التي تدور داخل نفوس مَن حولنا، مما يَجعل بعضنا لا يُدرك
كيف يتعامل مع الأعراض الخارجية لها، لذلك قد يرفضها
أو يتجاهلها، أو يفسِّرها تفسيرًا خاطئًا.
التفسيرات تلك جعلتْك أكثر كتمانًا لمشاعرك، ولا تجدين ملجأً للتنفيس
عنها سوى البكاء، حتى وصلت إلى مرحلة التشبُّع من الحزن والبكاء،
فصار بكاؤك بلا دموع، وصرتِ تشعرين بنوبات اكتئاب
كما يبدو في كلماتك، وكما تصفين أنتِ ذاتك!
منقول للفائدة
أ. رضا الجنيدي
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تعاني مِن وسواس المرض والموت، وتبكي كثيرًا، وقد تأخَّر
مستواها بعد أن كانت من المتفوقات، ولا تستطيع الصلاة
ولا قراءةَ القرآن، وتفكِّر في الانتحار، وتريد المساعدة.
♦ التفاصيل:
مشكلتي كبيرة جدًّا؛ حيث إنها بدأتْ مِن عدة سنوات، ولم تَنتهِ إلى الآن،
أصبحتُ في حالة غريبة من وسواس الموت والمرض، وكنتُ أبكي
وأخاف كثيرًا، ومِن شِدَّة الخوف كنتُ أدخُل في حالة إغماءٍ،
وكنت أشعُر أن الناس يقولون: أنتِ لم يُغْمَ عليك أنت كاذبةٌ!
أهملتُ دراستي بعدما كنتُ من المتفوقات، وكرهتُ الجلوس وحدي؛
لأني أتخيَّل أشياءَ، وأريد الانتحار من شدة الأفكار،
وكلما مرَّت الأيام صرتُ أكثر ضعفًا.
لم أكُن أنام، وكنتُ أشغل نفسي بالأكل للتغلب على الضغوط النفسية،
حتى زاد وزني كثيرًا، فاكتأبتُ أكثرَ وأكثر، وكرهتُ حياتي كثيرًا،
فرُحْتُ أشغل نفسي بالرياضة والأفلام والمسلسلات.
أنا طول الوقت أبكي في غرفتي، لكن لم أقل لأحدٍ؛ لأني بطبعي كتومة،
صرتُ لا أستطيع الصلاة ولا قراءةَ القرآن، أرجو المساعدة، جزيتُم خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الابنة الغالية، بارَك الله فيك، وأصلَح حالك، ورزَقك السكينة والسلام النفسي.
وأنا أقرأ كلماتك شعرتُ وكأن نبض قلبك هو الذي يكتُب هذه الرسالة،
يستغيث طالبًا الاستشارة، وشعرتُ بعُمقِ ما تشعرين به، وتفهَّمتُ
أسباب هذه الأعراض التي تَشعرين بها، وأرجو من الله أن نراك قريبًا
وقد ملأت السكينةُ النفسية حياتك، وغلَّف الهدوءُ الداخلي أركان قلبك!
ابنتي، في حياتنا نتعرض لضغوط عديدة ومتتابعة، بعضنا يتأقلم معها
تأقلمًا إيجابيًّا، وبعضنا لا يجد لديه القدرة النفسية الكافية لمواجهة
هذه الضغوط، فيبدأ في التأقلم السلبي معها، أو الهروب منها، أو التصادم
معها، وأنت يا بنتي يبدو أنكِ مررتِ ببعض الصعاب التي لم تَقْوَ نفسُك
على تحمُّلها، فكانت النتيجة ما أنت عليه الآن من توتُّر وقلق
نفسي شديد، تطوَّر حتى وصل بك إلى هذا الأمر.
أتدرين يا بنتي أننا حين نشعُر بالخوف الشديد - كما كنتِ تخافين من
الموت - نشعُر بشدة الاحتياج إلى أن يَمنحنا أقربُ الناس إلينا دفءَ
الأمان والاطمئنان، والحب والحنان والاحتواء والاهتمام، فيظهر هذا الاحتياج
على شكل بعض نوبات الإغماء!
ولأن من حولك لم يكُن يُدرك احتياجاتك تلك، خاصة أنك فتاة كتومة
لا تعبِّرين عن ذاتك ولا عن احتياجاتك، ولأن مَن حولك كذلك ليس
لديهم العلم بأسباب ما تمرين به، خاصة حين لا يجدون له تفسيرًا
عضويًّا، فإن بعضهم يفسِّره بأنه نوع من الكذب، أو يتجاهله،
وليس ذلك لعدم اهتمام بك، ولا لعدم تقديرٍ لك، لكن لعدم العلم بهذه
الزلازل التي تدور داخل نفوس مَن حولنا، مما يَجعل بعضنا لا يُدرك
كيف يتعامل مع الأعراض الخارجية لها، لذلك قد يرفضها
أو يتجاهلها، أو يفسِّرها تفسيرًا خاطئًا.
التفسيرات تلك جعلتْك أكثر كتمانًا لمشاعرك، ولا تجدين ملجأً للتنفيس
عنها سوى البكاء، حتى وصلت إلى مرحلة التشبُّع من الحزن والبكاء،
فصار بكاؤك بلا دموع، وصرتِ تشعرين بنوبات اكتئاب
كما يبدو في كلماتك، وكما تصفين أنتِ ذاتك!
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق