ايمانيات
خُلق يرفع قَدرك
خلق الاعتذار ، الذي صار بين الناس شينة ، وأصبح حامله يوسم بالضعف والخوف ،
بعد أن كان شيمة ونبلا ، ودليلا على القدرة والشهامة .
وحديثي عن هذا الخلق لن يفهمه إلا أصحاب النفوس الكبيرة ،
الباحثون خلف راقي الأخلاق وكريم الصفات وسديد السلوكيات .
فالاعتذار قيمة كبيرة , وخلق نبيل قويم ,
ودليل على العلم والثقافة والفهم والأدب والرفعة وعلو القدر,
فلا يعتذر إلا الأدباء الفقهاء أهل الأخلاق والذوق ,
وإنما يهمله ويقصر فيه المتكبرون والجهال .
وهو فعل الفضلاء قدرا ومكانة , فالسافلون واسقاط المتاع من الناس
لا يأبهون بمن آلموهم أو آذوهم أو أخطؤوا في حقوقهم وتعدو عليهم .
و الاعتذار ليس مجرد قول باللسان , بل هو سلوك ,
وتصحيح للأخطاء , ورتق للفتق , وجبر للكسر بقدر الاستطاعة ,
أما مجرد الكلام بالاعتذار فهو غير مجد في كثير من الأحيان وغير شاف لآلام الأخطاء .
وأحق الناس بالاعتذار كبار القوم إذا أخطؤوا وقادتهم إذا زلوا ,
وعلماؤهم إذا غفلوا , ودعاتهم إذا قصروا ,
والعائلون إذا كسلوا أو فرطوا , فهؤلاء يكون اعتذارهم نشر للفضيلة وتقويم للمسيرة .
والاعتذار إقرار بالخطأ , ومن ثم فهو يحتاج صدقا مع النفس ,
ومجابهة شجاعة مع الذات , يراجع المرء فيها ذاته وسلوكياته ,
فيعرف سلبياته ونواقصه وامراضه , ومن ثم يعرف ما أخطأ فيه .
كما أنه يحتاج معرفة للحقوق والواجبات من نفسه للآخرين ومن الآخرين عليه ,
فلا يتصور نفسه دائما موضعا لآداء الحقوق , غافلا عن واجباته ,
وإنما يوازن بين ماله وما عليه , بل ويقدم ما عليه على ما له .
فمن أخطأ في حق الوالدين لزمه معرفة حقوقهما عليه حتى يقدر قدر الخطأ ,
وكذا القول في حق الصديق والجار والزوجة وغيره , ومن ثم يعلم أهمية الاعتذار
والاعتذار حق للناس علينا إن نحن أخطأنا معهم ,
إذ بالخطأ نضع أنفسنا موضع الظالم ونضع الناس موضع المظلوم ,
وقد يكون ذلك الخطأ مؤثرا آثارا سلبية على نفوس الناس أو علاقاتهم أو
معاشهم وارزاقهم , فلا يظنن أحد أن الاعتذار هو مجرد تفضل منه ,
أو أنه مجرد ذوق وأدب عابر ..
والاعتذار لا ينقص من منزلة المرء ولا يهز مقامه ,
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير
النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك:
"إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا،
فلا تؤاخذوني بالظن" رواه مسلم .
خُلق يرفع قَدرك
خلق الاعتذار ، الذي صار بين الناس شينة ، وأصبح حامله يوسم بالضعف والخوف ،
بعد أن كان شيمة ونبلا ، ودليلا على القدرة والشهامة .
وحديثي عن هذا الخلق لن يفهمه إلا أصحاب النفوس الكبيرة ،
الباحثون خلف راقي الأخلاق وكريم الصفات وسديد السلوكيات .
فالاعتذار قيمة كبيرة , وخلق نبيل قويم ,
ودليل على العلم والثقافة والفهم والأدب والرفعة وعلو القدر,
فلا يعتذر إلا الأدباء الفقهاء أهل الأخلاق والذوق ,
وإنما يهمله ويقصر فيه المتكبرون والجهال .
وهو فعل الفضلاء قدرا ومكانة , فالسافلون واسقاط المتاع من الناس
لا يأبهون بمن آلموهم أو آذوهم أو أخطؤوا في حقوقهم وتعدو عليهم .
و الاعتذار ليس مجرد قول باللسان , بل هو سلوك ,
وتصحيح للأخطاء , ورتق للفتق , وجبر للكسر بقدر الاستطاعة ,
أما مجرد الكلام بالاعتذار فهو غير مجد في كثير من الأحيان وغير شاف لآلام الأخطاء .
وأحق الناس بالاعتذار كبار القوم إذا أخطؤوا وقادتهم إذا زلوا ,
وعلماؤهم إذا غفلوا , ودعاتهم إذا قصروا ,
والعائلون إذا كسلوا أو فرطوا , فهؤلاء يكون اعتذارهم نشر للفضيلة وتقويم للمسيرة .
والاعتذار إقرار بالخطأ , ومن ثم فهو يحتاج صدقا مع النفس ,
ومجابهة شجاعة مع الذات , يراجع المرء فيها ذاته وسلوكياته ,
فيعرف سلبياته ونواقصه وامراضه , ومن ثم يعرف ما أخطأ فيه .
كما أنه يحتاج معرفة للحقوق والواجبات من نفسه للآخرين ومن الآخرين عليه ,
فلا يتصور نفسه دائما موضعا لآداء الحقوق , غافلا عن واجباته ,
وإنما يوازن بين ماله وما عليه , بل ويقدم ما عليه على ما له .
فمن أخطأ في حق الوالدين لزمه معرفة حقوقهما عليه حتى يقدر قدر الخطأ ,
وكذا القول في حق الصديق والجار والزوجة وغيره , ومن ثم يعلم أهمية الاعتذار
والاعتذار حق للناس علينا إن نحن أخطأنا معهم ,
إذ بالخطأ نضع أنفسنا موضع الظالم ونضع الناس موضع المظلوم ,
وقد يكون ذلك الخطأ مؤثرا آثارا سلبية على نفوس الناس أو علاقاتهم أو
معاشهم وارزاقهم , فلا يظنن أحد أن الاعتذار هو مجرد تفضل منه ,
أو أنه مجرد ذوق وأدب عابر ..
والاعتذار لا ينقص من منزلة المرء ولا يهز مقامه ,
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير
النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك:
"إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا،
فلا تؤاخذوني بالظن" رواه مسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق