بعد الأسرة عن الدين (3)
سادسًا:
اعلَمي رحمك الله أن ما يُصيب المؤمن تارةً يكون ابتلاءً لا علاقة
له بالمعاصي؛ بل محبة من الله للمؤمن، ولرفع درجاته
عند الله سبحانه، كما كان يحصُل من الابتلاءات للأنبياء،
وهم أفضَلُ الخَلْق؛ بل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غفَرَ الله له
ما تقدَّم من ذَنْبه وما تأخَّر، وتارة يكون بسبب ظُلْمٍ أو مَعاصٍ، أيًّا كان السبب.
سابعًا:
وصيَّتي لك هي وصية الله للمؤمنين بالإكثار من الاستغفار؛ قال سبحانه:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }
[نوح: 10، 12]،
فانظُري كيف جعل الله الاستغفار سببًا للرزق وتفريج الكرب.
ثامنًا:
أُوصيك أيضًا بكثرة الاسترجاع، فهو بلسَمٌ عظيمٌ،
وسببٌ قويٌّ لتفريج الكرب؛ قال سبحانه:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[البقرة: 155 -157].
تأمَّلي الحديث الذي في صحيح الإمام مسلم، قالت أمُّ سلمة
رضي الله عنها: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( ما من عبدٍ تُصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم آجِرني في مُصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها،
إلَّا آجره الله تعالى في مُصيبته، وأخلَفَ لهُ خيرًا منها )،
قالت: فلما توفِّي أبو سلمة، قلتُ: مَنْ خيرٌ من أبي سلمة؟ قلتُ:
ما أمرني به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخلَفَ اللهُ
لي خيرًا منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
تاسعًا:
ومما يُسلِّيكِ أن تتذكَّري أمرين مُهمَّينِ جدًّا:
الأول: أن هذه المصيبة أهون من غيرها؛ حيث لم تكن في دينكِ،
ولم تُذهِبْ دينَكِ أو عقلَكِ، فبقاؤك على الاستقامة مع حال الوالدين
غير المرضية كرامة لك ونعمة من الله سبحانه.
الثاني: أنك عندما تتذكَّرين مصائبَ غيركِ، تهونُ عليكِ مُصيبتُكِ.
عاشرًا:
أما دعاء والديك عليكِ، فأرجو ألَّا يُستجابَ لسبب واحد؛
وهو أنه بغير حقٍّ، ليس بسبب ظُلْمٍ ولا عقوق.
حادي عشر:
وعلى أقارب والديكِ مسؤولية مُناصحتهما وتخويفهما بعاقبة
تركهما للصلاة، فلا يجوز لهم السكوت عنهما وهم يرونهما يعملان
المنكرات، وعليهم تذكيرهما بعواقب الظُّلْم، وتذكيرهما بالموت والجنة والنار،
وبفضيلة التوبة، أو يُطلَب من خطيب الجامع أن يخطب عن هذه الأمور.
حفظكِ الله، وفرَّجَ كُربتك، وجعَلَها رِفعةً لكِ وتمحيصًا،
وهَدَى اللهُ والدَيكِ، وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمدٍ.
منقول للفائدة - أنتهى الموضوع
سادسًا:
اعلَمي رحمك الله أن ما يُصيب المؤمن تارةً يكون ابتلاءً لا علاقة
له بالمعاصي؛ بل محبة من الله للمؤمن، ولرفع درجاته
عند الله سبحانه، كما كان يحصُل من الابتلاءات للأنبياء،
وهم أفضَلُ الخَلْق؛ بل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غفَرَ الله له
ما تقدَّم من ذَنْبه وما تأخَّر، وتارة يكون بسبب ظُلْمٍ أو مَعاصٍ، أيًّا كان السبب.
سابعًا:
وصيَّتي لك هي وصية الله للمؤمنين بالإكثار من الاستغفار؛ قال سبحانه:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }
[نوح: 10، 12]،
فانظُري كيف جعل الله الاستغفار سببًا للرزق وتفريج الكرب.
ثامنًا:
أُوصيك أيضًا بكثرة الاسترجاع، فهو بلسَمٌ عظيمٌ،
وسببٌ قويٌّ لتفريج الكرب؛ قال سبحانه:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[البقرة: 155 -157].
تأمَّلي الحديث الذي في صحيح الإمام مسلم، قالت أمُّ سلمة
رضي الله عنها: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( ما من عبدٍ تُصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم آجِرني في مُصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها،
إلَّا آجره الله تعالى في مُصيبته، وأخلَفَ لهُ خيرًا منها )،
قالت: فلما توفِّي أبو سلمة، قلتُ: مَنْ خيرٌ من أبي سلمة؟ قلتُ:
ما أمرني به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخلَفَ اللهُ
لي خيرًا منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
تاسعًا:
ومما يُسلِّيكِ أن تتذكَّري أمرين مُهمَّينِ جدًّا:
الأول: أن هذه المصيبة أهون من غيرها؛ حيث لم تكن في دينكِ،
ولم تُذهِبْ دينَكِ أو عقلَكِ، فبقاؤك على الاستقامة مع حال الوالدين
غير المرضية كرامة لك ونعمة من الله سبحانه.
الثاني: أنك عندما تتذكَّرين مصائبَ غيركِ، تهونُ عليكِ مُصيبتُكِ.
عاشرًا:
أما دعاء والديك عليكِ، فأرجو ألَّا يُستجابَ لسبب واحد؛
وهو أنه بغير حقٍّ، ليس بسبب ظُلْمٍ ولا عقوق.
حادي عشر:
وعلى أقارب والديكِ مسؤولية مُناصحتهما وتخويفهما بعاقبة
تركهما للصلاة، فلا يجوز لهم السكوت عنهما وهم يرونهما يعملان
المنكرات، وعليهم تذكيرهما بعواقب الظُّلْم، وتذكيرهما بالموت والجنة والنار،
وبفضيلة التوبة، أو يُطلَب من خطيب الجامع أن يخطب عن هذه الأمور.
حفظكِ الله، وفرَّجَ كُربتك، وجعَلَها رِفعةً لكِ وتمحيصًا،
وهَدَى اللهُ والدَيكِ، وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمدٍ.
منقول للفائدة - أنتهى الموضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق