في لبن الإبل أسرار عظيمة
في لبن الإبل أسرار عظيمة وإعجاز إلهي بديع
يحضنا الخالق العليم - سبحانه وتعالى - بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً،
على التفكير والتأمل في خلق الإبل (أو الجمال)، باعتباره خلقاً دالاً على
عظمة الخالق وكمال قدرته وحسن تدبيره. وسوف نرى أن ما كشفه العلم
حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم
في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل على عظمة خالقه سبحانه
وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من
عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد سبق القرآن الكريم في ذكر فوائد الإبل والأنعام مؤكداً على القيمة الغذائية
العالية للبن الإبل، وما له من استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً
بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا
من فضل الله العظيم وفيضه العميم، حيث يعدًّ لبن الإبل أعجوبة
من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه لهذا الحيوان المعجز.
في تأكيد القرآن الكريم أن الله ـ تعالى ـ يخلق لنا اللبن في ضروع الحيوانات
اللبونة من بين فرث ودم، حقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان
إلا في القرن العشرين
ويتميز لبن الإبل بصفات خاصة إضافة لكونه مادة غذائية ممتازة حيث
ثبت أنه غذاء ودواء؛ لأنه يحتوي على مواد مثبطه لنشاط البكتريا ويحتوي
على نسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للأطفال
المولودين حديثاً. ويحتوي لبن الإبل على كمية عالية من فيتامين (c) مقارنة
بأنواع الحليب الأخرى وهذه رحمة ربانية في تعويض البدو في المناطق
الصحراوية حيث لا تتوفر الخضار والفاكهة.
وللبن الإبل فوائد ودواء وشفاء من أمراض الربو والسكر وعلاج نزلات
البرد والنزلات الشعبية، ولسرعة التئام الجروج، وفي قرحة المعدة ودواء
للسرطان، وأمراض الكبد والتهاباته، لاحتوائه على تراكيز عالية من فيتامين
"ج" والأملاح المعدنية المهمة لحيوية الجسم، فهو واق من كثير
من أمراض الجهاز التنفسي ودهونه لا تشكل على جدران الأوعية الدموية،
فالنسبة المنخفضة منه التي لا توجد لدى غير الإبل من بين الحيوانات
الأخرى اللبونة لا تؤثر في الجسم ولا تؤدي إلى مشكلات صحية، كما أن
تركيب الأحماض الأمينية في لبن الناقة يشبه تركيب هرمون الأنسولين مما
يجعله ذا فائدة لمرض السكر، كما ثبت أنه بإضافته إلى بول الناقة "بنسبة
الخمس من البول" يصير علاجاً فعالاً وناجحاً جداً من أمراض متعددة
من بينها أنواع من أمراض الكبد من تليّفه إلى تشمعه إلى التهاباته الفيروسية
وغيره، وعلى كل حال فإن محتوى الحديد فيه يحوي عشرة أضعاف
ما في غيره من ألبان، وينظر إليه كمقوّ جنسي ومنشط قوي مثير للشهوة،
وما زالت البحوث على قدم وساق في شأن لبن النوق.
- آية اللَّبن "مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ":
قال تعالى:
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ
مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ }
(النحل، آية: 66).
والفرث هو ما في الكرش، وقيل السرجين ما دام في الكرش. وذكر كثير
من المفسرين ما يتفق مع ما جاء به العلم الحديث من أن مكونات اللبن
تستخلص من الفرث ثم من الدم، وممن قال بذلك القرطبي وأبو السعود
وغيرهم، فقد هدى الله تعالى بعض المفسرين إلى الفهم الصحيح لمعنى
" مِن بَيْنِ", أنها تعني من بعض الفرث ثم من بعض الدم، على الرغم
من عدم معرفتهم للكيفية التي لم يطلع عليها البشر إلا بعد قرون من نزول
هذه الآية الكريمة. كما أن لفظ "خَالِصًا" في الآية دليل آخر على أن مواد
اللبن تخلص من بين الدم بعد أن خلصت من الفرث، وقد ألمح إلى هذا
المعنى الطبري بقوله: خلص من مخالفة الدم والفرث فلم يختلطا به.
فهذا اللبن الذي تدره ضروع الأنعام مستخلص من بين فرث ودم الكرش
بعد الهضم والامتصاص.
ففي تأكيد القرآن الكريم أن الله ـ تعالى ـ يخلق لنا اللبن في ضروع الحيوانات
اللبونة من بين فرث ودم، حقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان
إلا في القرن العشرين، فالدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن حركة الدم بين
معدة الاجترار "المحتوية على الفرث" وبين باقي أجزاء جسم الحيوان
من الأنعام هي التي يتخلق بها اللبن حتى يصل إلى الضرع وهي عملية
معقدة يتم خلالها ضخ حوالي خمسمائة لتر من الدم إلى الغدد اللبنية
في ضرع الحيوان من الأنعام الكبيرة كالإبل والبقر لتوفير المواد اللازمة
من البروتينات والكربوهيدرات، والدهون، والعناصر الفلزية وغير الفلزية،
والفيتامينات، والهرومونات اللازمة لرضعة واحدة أو لحلبة واحدة كاملة
والتي يستخلصها الدم من الفرث ثم يوصلها إلى الغدد اللبنية.
ما كان أحد يعلم قبل اكتشاف أجهزة التشريح في القرنين الماضيين أسرار
ما يجري في الجهاز الهضمي عند الحيوان والإنسان ووظائف ذلك الجهاز
المعقد وعلاقته بالدورة الدموية ومراحل تكون اللبن في بطون الأنعام،
فلما تكاملت صناعة الأجهزة والتجارب العلمية عبر قرون عرف الإنسان أن
مكونات اللبن تستخلص بعد هضم الطعام من بين الفرث وتجري مع مجرى
الدم لتصل إلى الغدد اللبنية في ضروع الإناث التي تقوم باستخلاص مكونات
اللبن من بين الدم دون أن يبقى أي آثار من الفرث أو الدم، وتضاف إليه
من حويصلات اللبن مادة سكر اللبن التي تجعله سائغاً للشاربين، هذه
الأسرار كانت محجوبة عن البشر فلم يكتشفوها إلا بعد رحلة طويلة
من التجارب والبحوث العلمية التي استغرقت قروناً واستعملت فيها أجهزة
صنعت لأول مرة على أيدي الباحثين لم يكن لها وجود عند البشر قبل ذلك،
ولكن القرآن الكريم كشفها أمام قارئيه بأجمل عبارة، وأوجز لفظ
قبل ألف وأربعمائة عام.
إن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة
ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء
والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك
الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام
بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر
به الله في قرآنه الكريم.
---------------------------
مراجع البحث:
د. علي محمَّد محمَّد الصَّلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي
في القرآن الكريم، براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، بيروت.
لبنان، 2013م، ص.ص (158 – 160).
عبد المجيد بن عزيز الزنداني، بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ومعجزاته، دار الإيمان، القاهرة، الطبعة الأولى، ص. ص 143 - 145.
د. زغلول النجار، مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة
النبوية المطهرة، دار المعرفة، بيروت. لبنان، الطبعة الأولى، 2009م،
ص 322.
هيثم جمعة هلال، روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية،
دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 2001م، ص 310.
في لبن الإبل أسرار عظيمة وإعجاز إلهي بديع
يحضنا الخالق العليم - سبحانه وتعالى - بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً،
على التفكير والتأمل في خلق الإبل (أو الجمال)، باعتباره خلقاً دالاً على
عظمة الخالق وكمال قدرته وحسن تدبيره. وسوف نرى أن ما كشفه العلم
حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم
في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل على عظمة خالقه سبحانه
وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من
عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد سبق القرآن الكريم في ذكر فوائد الإبل والأنعام مؤكداً على القيمة الغذائية
العالية للبن الإبل، وما له من استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً
بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا
من فضل الله العظيم وفيضه العميم، حيث يعدًّ لبن الإبل أعجوبة
من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه لهذا الحيوان المعجز.
في تأكيد القرآن الكريم أن الله ـ تعالى ـ يخلق لنا اللبن في ضروع الحيوانات
اللبونة من بين فرث ودم، حقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان
إلا في القرن العشرين
ويتميز لبن الإبل بصفات خاصة إضافة لكونه مادة غذائية ممتازة حيث
ثبت أنه غذاء ودواء؛ لأنه يحتوي على مواد مثبطه لنشاط البكتريا ويحتوي
على نسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للأطفال
المولودين حديثاً. ويحتوي لبن الإبل على كمية عالية من فيتامين (c) مقارنة
بأنواع الحليب الأخرى وهذه رحمة ربانية في تعويض البدو في المناطق
الصحراوية حيث لا تتوفر الخضار والفاكهة.
وللبن الإبل فوائد ودواء وشفاء من أمراض الربو والسكر وعلاج نزلات
البرد والنزلات الشعبية، ولسرعة التئام الجروج، وفي قرحة المعدة ودواء
للسرطان، وأمراض الكبد والتهاباته، لاحتوائه على تراكيز عالية من فيتامين
"ج" والأملاح المعدنية المهمة لحيوية الجسم، فهو واق من كثير
من أمراض الجهاز التنفسي ودهونه لا تشكل على جدران الأوعية الدموية،
فالنسبة المنخفضة منه التي لا توجد لدى غير الإبل من بين الحيوانات
الأخرى اللبونة لا تؤثر في الجسم ولا تؤدي إلى مشكلات صحية، كما أن
تركيب الأحماض الأمينية في لبن الناقة يشبه تركيب هرمون الأنسولين مما
يجعله ذا فائدة لمرض السكر، كما ثبت أنه بإضافته إلى بول الناقة "بنسبة
الخمس من البول" يصير علاجاً فعالاً وناجحاً جداً من أمراض متعددة
من بينها أنواع من أمراض الكبد من تليّفه إلى تشمعه إلى التهاباته الفيروسية
وغيره، وعلى كل حال فإن محتوى الحديد فيه يحوي عشرة أضعاف
ما في غيره من ألبان، وينظر إليه كمقوّ جنسي ومنشط قوي مثير للشهوة،
وما زالت البحوث على قدم وساق في شأن لبن النوق.
- آية اللَّبن "مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ":
قال تعالى:
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ
مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ }
(النحل، آية: 66).
والفرث هو ما في الكرش، وقيل السرجين ما دام في الكرش. وذكر كثير
من المفسرين ما يتفق مع ما جاء به العلم الحديث من أن مكونات اللبن
تستخلص من الفرث ثم من الدم، وممن قال بذلك القرطبي وأبو السعود
وغيرهم، فقد هدى الله تعالى بعض المفسرين إلى الفهم الصحيح لمعنى
" مِن بَيْنِ", أنها تعني من بعض الفرث ثم من بعض الدم، على الرغم
من عدم معرفتهم للكيفية التي لم يطلع عليها البشر إلا بعد قرون من نزول
هذه الآية الكريمة. كما أن لفظ "خَالِصًا" في الآية دليل آخر على أن مواد
اللبن تخلص من بين الدم بعد أن خلصت من الفرث، وقد ألمح إلى هذا
المعنى الطبري بقوله: خلص من مخالفة الدم والفرث فلم يختلطا به.
فهذا اللبن الذي تدره ضروع الأنعام مستخلص من بين فرث ودم الكرش
بعد الهضم والامتصاص.
ففي تأكيد القرآن الكريم أن الله ـ تعالى ـ يخلق لنا اللبن في ضروع الحيوانات
اللبونة من بين فرث ودم، حقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان
إلا في القرن العشرين، فالدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن حركة الدم بين
معدة الاجترار "المحتوية على الفرث" وبين باقي أجزاء جسم الحيوان
من الأنعام هي التي يتخلق بها اللبن حتى يصل إلى الضرع وهي عملية
معقدة يتم خلالها ضخ حوالي خمسمائة لتر من الدم إلى الغدد اللبنية
في ضرع الحيوان من الأنعام الكبيرة كالإبل والبقر لتوفير المواد اللازمة
من البروتينات والكربوهيدرات، والدهون، والعناصر الفلزية وغير الفلزية،
والفيتامينات، والهرومونات اللازمة لرضعة واحدة أو لحلبة واحدة كاملة
والتي يستخلصها الدم من الفرث ثم يوصلها إلى الغدد اللبنية.
ما كان أحد يعلم قبل اكتشاف أجهزة التشريح في القرنين الماضيين أسرار
ما يجري في الجهاز الهضمي عند الحيوان والإنسان ووظائف ذلك الجهاز
المعقد وعلاقته بالدورة الدموية ومراحل تكون اللبن في بطون الأنعام،
فلما تكاملت صناعة الأجهزة والتجارب العلمية عبر قرون عرف الإنسان أن
مكونات اللبن تستخلص بعد هضم الطعام من بين الفرث وتجري مع مجرى
الدم لتصل إلى الغدد اللبنية في ضروع الإناث التي تقوم باستخلاص مكونات
اللبن من بين الدم دون أن يبقى أي آثار من الفرث أو الدم، وتضاف إليه
من حويصلات اللبن مادة سكر اللبن التي تجعله سائغاً للشاربين، هذه
الأسرار كانت محجوبة عن البشر فلم يكتشفوها إلا بعد رحلة طويلة
من التجارب والبحوث العلمية التي استغرقت قروناً واستعملت فيها أجهزة
صنعت لأول مرة على أيدي الباحثين لم يكن لها وجود عند البشر قبل ذلك،
ولكن القرآن الكريم كشفها أمام قارئيه بأجمل عبارة، وأوجز لفظ
قبل ألف وأربعمائة عام.
إن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة
ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء
والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك
الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام
بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر
به الله في قرآنه الكريم.
---------------------------
مراجع البحث:
د. علي محمَّد محمَّد الصَّلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي
في القرآن الكريم، براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، بيروت.
لبنان، 2013م، ص.ص (158 – 160).
عبد المجيد بن عزيز الزنداني، بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ومعجزاته، دار الإيمان، القاهرة، الطبعة الأولى، ص. ص 143 - 145.
د. زغلول النجار، مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة
النبوية المطهرة، دار المعرفة، بيروت. لبنان، الطبعة الأولى، 2009م،
ص 322.
هيثم جمعة هلال، روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية،
دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 2001م، ص 310.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق