بعد الأسرة عن الدين (1)
الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل
السؤال
♦ الملخص:
فتاة نشأتْ في أسرة بعيدة عن الدين؛ فأمُّها لا تُصلِّي،
وأبوها يسيء معاملتها ويضربها لأتفه الأسباب، فماذا تفعل؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عامًا، ملتزمة والحمد لله، ولكني نشأتُ
في أسرة بعيدة تمامًا عن الدين؛ فأُمِّي لا تُصلِّي وتُدخِّن،
وقد أرسلناها للعمرة؛ لعلَّها تتوب؛ لكن لم يتغيَّر شيءٌ، وأبي
مريض نفسيًّا؛ يضربني أنا وأخواتي، وتدور في خياله أشياء
لا ترضي الله، وعندما نفتح سجل الكمبيوتر نغلقه من خجلنا،
وعندما كان يُرافقني في أحد الأيام وأنا في طريقي إلى المدرسة
أخبرتُه أن أختي قالت إنها لا تريد أن تُصلِّي؛ لأن أُمِّي لا تصلي،
وهو يعلم ذلك فلم ينبس ببنت شفة، وعندما عُدْتُ فُوجئتُ بأنَّ
أُمِّي تسألني أمام أخواتي: أنا لا أُصلِّي؟ فعلمتُ أن أبي قد نقل
إليها حديثي، لا أذكر أن والدَيَّ عاملاني جيدًا؛ فأُمِّي كانت تضربني
أمام الناس وتُضحكهم عليَّ، وقد قاطعني والدي؛ لأنه علم أن لديَّ
حساب فيسبوك، فهو يمنعني من كل شيء رغم أنه لم يجد على
حسابي أي شيء يُغضِب الله؛ ولكنه قام بكسر هاتفي،
وقد قام بضربي؛ لأن لديَّ حسابًا دينيًّا، وكأنه لا يريد أن يكون
لأحدٍ منا عملٌ صالحٌ، أو أن نكون أحسن منه، دعوتُ اللهَ كثيرًا
أن يُخفِّف عني؛ لكن الله لم يستجب لي، فهل أنا عاصية؛
لذلك لا يستجيب لي الله؟ وأختي الكبيرة تزوَّجَتْ؛ لكي ترتاح من
ظُلْم والدي، وأبي كان يأخذ جزءًا من راتب أختي الأخرى رغمًا
عنها رغم أنه لم يكن يُعطيها مصروفًا للجامعة، ووضْعُنا المادي ممتاز،
وأُمِّي تُجبرني أن أشتري لها الدخان رغمًا عني، وإن لم أشتَرِ لها
الدخان تغضب عليَّ، فأنا أشتريه لها؛ لكي أتَّقي شرَّها،
تعبتُ كثيرًا، بدأتُ أُكثِرُ من العبادة والدُّعاء؛
لعلَّ ذلك يُخفِّف من همومي، فماذا عساي أن أفعل؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعند قراءتي لمشكلتك وجدتُها فيما يبدو لي من الابتلاء الذي يُبتلى
به بعضُ المؤمنين بسبب محبَّة الله سبحانه لهم، ولرفع درجاتهم،
وتكفير خطاياهم؛ ولذا مما يُعينك على حُسْن الصبر
والتحمُّل، ومن ثمَّ العلاج لمشكلتك الآتي:
أولًا:
تذكَّري أن ما أصابَكِ من والديك قضاءٌ وقدرٌ، كتبَه الله عليكِ قبل
خَلْق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ لقوله سبحانه:
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
[القمر: 49]؛
قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية:
"حتى وضْعُك يدَك على خدِّكَ، فهي بقَدَر الله".
وقال سبحانه:
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
[التغابن: 11]؛
قال علقمة رحمه الله في هذه الآية: "هو الرجل تُصيبُه المصيبة،
فيعلم أنها من الله، فيصبر ويحتسب".
الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل
السؤال
♦ الملخص:
فتاة نشأتْ في أسرة بعيدة عن الدين؛ فأمُّها لا تُصلِّي،
وأبوها يسيء معاملتها ويضربها لأتفه الأسباب، فماذا تفعل؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عامًا، ملتزمة والحمد لله، ولكني نشأتُ
في أسرة بعيدة تمامًا عن الدين؛ فأُمِّي لا تُصلِّي وتُدخِّن،
وقد أرسلناها للعمرة؛ لعلَّها تتوب؛ لكن لم يتغيَّر شيءٌ، وأبي
مريض نفسيًّا؛ يضربني أنا وأخواتي، وتدور في خياله أشياء
لا ترضي الله، وعندما نفتح سجل الكمبيوتر نغلقه من خجلنا،
وعندما كان يُرافقني في أحد الأيام وأنا في طريقي إلى المدرسة
أخبرتُه أن أختي قالت إنها لا تريد أن تُصلِّي؛ لأن أُمِّي لا تصلي،
وهو يعلم ذلك فلم ينبس ببنت شفة، وعندما عُدْتُ فُوجئتُ بأنَّ
أُمِّي تسألني أمام أخواتي: أنا لا أُصلِّي؟ فعلمتُ أن أبي قد نقل
إليها حديثي، لا أذكر أن والدَيَّ عاملاني جيدًا؛ فأُمِّي كانت تضربني
أمام الناس وتُضحكهم عليَّ، وقد قاطعني والدي؛ لأنه علم أن لديَّ
حساب فيسبوك، فهو يمنعني من كل شيء رغم أنه لم يجد على
حسابي أي شيء يُغضِب الله؛ ولكنه قام بكسر هاتفي،
وقد قام بضربي؛ لأن لديَّ حسابًا دينيًّا، وكأنه لا يريد أن يكون
لأحدٍ منا عملٌ صالحٌ، أو أن نكون أحسن منه، دعوتُ اللهَ كثيرًا
أن يُخفِّف عني؛ لكن الله لم يستجب لي، فهل أنا عاصية؛
لذلك لا يستجيب لي الله؟ وأختي الكبيرة تزوَّجَتْ؛ لكي ترتاح من
ظُلْم والدي، وأبي كان يأخذ جزءًا من راتب أختي الأخرى رغمًا
عنها رغم أنه لم يكن يُعطيها مصروفًا للجامعة، ووضْعُنا المادي ممتاز،
وأُمِّي تُجبرني أن أشتري لها الدخان رغمًا عني، وإن لم أشتَرِ لها
الدخان تغضب عليَّ، فأنا أشتريه لها؛ لكي أتَّقي شرَّها،
تعبتُ كثيرًا، بدأتُ أُكثِرُ من العبادة والدُّعاء؛
لعلَّ ذلك يُخفِّف من همومي، فماذا عساي أن أفعل؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعند قراءتي لمشكلتك وجدتُها فيما يبدو لي من الابتلاء الذي يُبتلى
به بعضُ المؤمنين بسبب محبَّة الله سبحانه لهم، ولرفع درجاتهم،
وتكفير خطاياهم؛ ولذا مما يُعينك على حُسْن الصبر
والتحمُّل، ومن ثمَّ العلاج لمشكلتك الآتي:
أولًا:
تذكَّري أن ما أصابَكِ من والديك قضاءٌ وقدرٌ، كتبَه الله عليكِ قبل
خَلْق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ لقوله سبحانه:
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
[القمر: 49]؛
قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية:
"حتى وضْعُك يدَك على خدِّكَ، فهي بقَدَر الله".
وقال سبحانه:
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
[التغابن: 11]؛
قال علقمة رحمه الله في هذه الآية: "هو الرجل تُصيبُه المصيبة،
فيعلم أنها من الله، فيصبر ويحتسب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق