ذوق الصلاة عند ابن القيم (56)
الحمد لله رب العالمين
فإذا قال:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله: «حمدني عبدي» (1) فإذا
قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} انتظر الجواب بقوله: «أثنى علي عبدي» فإذا قال:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} انتظر جوابه: «يمجدني عبدي» فيا لذة قلبه وقرة عينه
وسرور نفسه بقول ربه «عبدي» ثلاث مرات فوالله لولا ما على القلوب
من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحًا وسرورًا بقول ربها
وفاطرها ومعبودها: «حمدني عبدي، وأثنى علي عبدي، ومجدني عبدي».
ثم يكون لقلبه مجال من شهود هذه الأسماء الثلاثة التي هي أصول الأسماء
الحسنى وهي: الله والرب والرحمن، فشاهد قلبه من ذكر اسم الله تبارك
وتعالى إلهًا معبودًا موجودًا مخوفًا، لا يستحق العبادة غيره، ولا تنبغي إلا له،
قد عنت له الوجوه، وخضعت له الموجودات، وخشعت له الأصوات:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ
وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44].
و {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}
[الروم: 26]
وكذلك خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق الجن والإنس والطير
والوحش والجنة والنار، وكذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب، وشرع الشرائع،
وألزم العباد الأمر والنهي، وشاهد من ذكر اسمه (رب العالمين) قيومًا قام
بنفسه، وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى
على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها
إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع،
والخفض والرفع والإحياء والإماتة والتوبة والعزل، والقبض والبسط،
وكشف الكروب، وإغاثة الملهوفين، وإجابة المضطرين
{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ}
لا مانع لما أعطى، ولما معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره،
ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال أول النهار
وآخره عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها
قائمًا بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه.
(1) هذا وما يليه جزء من حديث رواه مسلم (39) في الصلاة، باب وجوب
قراءة الفاتحة في كل ركعة والموطأ (1/ 84، 85) في الصلاة: باب القراءة
خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة وأبو داود (821) في الصلاة: باب
من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي (2954) تفسير
القرآن، ومن سورة فاتحة الكتاب والنسائي (2/ 135، 136) في الافتتاح:
باب ترك قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في فاتحة الكتاب.
الحمد لله رب العالمين
فإذا قال:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله: «حمدني عبدي» (1) فإذا
قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} انتظر الجواب بقوله: «أثنى علي عبدي» فإذا قال:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} انتظر جوابه: «يمجدني عبدي» فيا لذة قلبه وقرة عينه
وسرور نفسه بقول ربه «عبدي» ثلاث مرات فوالله لولا ما على القلوب
من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحًا وسرورًا بقول ربها
وفاطرها ومعبودها: «حمدني عبدي، وأثنى علي عبدي، ومجدني عبدي».
ثم يكون لقلبه مجال من شهود هذه الأسماء الثلاثة التي هي أصول الأسماء
الحسنى وهي: الله والرب والرحمن، فشاهد قلبه من ذكر اسم الله تبارك
وتعالى إلهًا معبودًا موجودًا مخوفًا، لا يستحق العبادة غيره، ولا تنبغي إلا له،
قد عنت له الوجوه، وخضعت له الموجودات، وخشعت له الأصوات:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ
وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44].
و {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}
[الروم: 26]
وكذلك خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق الجن والإنس والطير
والوحش والجنة والنار، وكذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب، وشرع الشرائع،
وألزم العباد الأمر والنهي، وشاهد من ذكر اسمه (رب العالمين) قيومًا قام
بنفسه، وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى
على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها
إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع،
والخفض والرفع والإحياء والإماتة والتوبة والعزل، والقبض والبسط،
وكشف الكروب، وإغاثة الملهوفين، وإجابة المضطرين
{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ}
لا مانع لما أعطى، ولما معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره،
ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال أول النهار
وآخره عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها
قائمًا بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه.
(1) هذا وما يليه جزء من حديث رواه مسلم (39) في الصلاة، باب وجوب
قراءة الفاتحة في كل ركعة والموطأ (1/ 84، 85) في الصلاة: باب القراءة
خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة وأبو داود (821) في الصلاة: باب
من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي (2954) تفسير
القرآن، ومن سورة فاتحة الكتاب والنسائي (2/ 135، 136) في الافتتاح:
باب ترك قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في فاتحة الكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق