أحاديث منتشرة لا تصح
مع الشكر لموقع الدرر السنية
الحديث رقم( 416 )
فنظرتُ فإذا نهرٌ يجري مِن أصلِ الشَّجرةِ،
ماؤُه أشدُّ بياضًا مِنَ اللَّبنِ، وأحلَى مِنَ العسل، ومَجراهُ على
رَضْراضٍ دُرٍّ وياقوتٍ وزَبَرجَدٍ، حافَتاهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ، في بياضِ الثَّلجِ،
فقال: ألا ترى يا رسولَ اللهِ؟ هذا الَّذي ذكره اللهُ فيما أَنزل عليكَ:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
[الكوثر: 1]،
وهو تَسنِيمٌ، وإنَّما سمَّاهُ اللهُ تعالى تَسنيمًا؛ لأنَّه يَتسنَّمُ على
أهلِ الجَنَّةِ مِن تحتِ العرشِ إلى دُورهِم، وقصورِهم، وبيوتِهم،
وغُرَفِهم، وخِيَمِهم، فيَمزُجون به أشرِبَتِهم مِنَ
اللَّبنِ والعسلِ والخمرِ، وذلك قولُه تعالى:
{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}
[الإنسان: 6]،
أي يَقودُنها قوْدًا إلى منازِلهم وهي مِنَ الجَنَّة، ثمَّ انطلَقَ بي
يطوفُ في الجَنَّةِ، حتَّى انتهيْنا إلى شجرةٍ لم أَرَ في الجَنَّةِ مِثْلَها،
فلمَّا وقفتُ تحتَها رفعتُ رأسي، فإذا أنا لا أرَى شيئًا مِن خلْقِ
ربِّي غيرَها؛ لعَظَمتِها وتفرُّقِ أغصانِها، ووجدتُ منها ريحًا طيِّبةً
لم أَشَمَّ في الجَنَّةِ أطيبَ منها ريحًا، فقلَّبْتُ بصري فيها،
فإذا أوراقُها حُلَلٌ مِن طرائفِ ثيابِ الجَنَّةِ، ما بيْن الأبيضِ والأحمرِ
والأصفرِ والأخضرِ، وثمارُها أمثالُ القِلَالِ مِن كلِّ ثمرةٍ خلَقَ اللهُ
في السَّماءِ والأرضِ، مِن ألوانٍ شتَّى، وطعمٍ شتَّى، وريحٍ شتَّى،
فعجِبْتُ مِن تلكَ الشَّجرةِ وما رأيتُ مِن حُسْنِها، فقلتُ: يا جبريلُ،
ما هذه الشَّجرةُ؟ فقال: هذه الَّتي ذكرها اللهُ فيما نزَّل عليكَ،
وهو قولُه عَزَّ وجَلَّ:
{طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}
[الرعد: 29]،
فهذهِ طُوبى، لكَ يا رسولَ اللهِ ولكثيرٍ مِن أهلِكَ وأُمَّتِكَ، في ظِلِّها
أحسَنُ مُنقلَبٍ ونعيمٌ طويلٌ، ثمَّ انطلَقَ بي جبريلُ يطوفُ بي في الجَنَّةِ،
حتَّى انتهى إلى قصرٍ في الجَنَّةِ مِن ياقوتةٍ حمراءَ، لا آفةَ فيها ولا صَدْع،
في جَوفِها سبعونَ ألْفَ قصْرٍ، في كلِّ قصْرٍ منها سبعونَ ألْفَ دارٍ،
في كلِّ دارٍ منها سبعونَ ألْفَ بيتٍ، في كلِّ بيْتٍ منها سبعونَ ألْفَ
سريرٍ مِن دُرَّةٍ بيضاءَ، لها أربعةُ آلافِ بابٍ، يُرَى باطنُ تلكَ الخيامِ
مِن ظاهرِها، وظاهرُها مِن باطنِها؛ مِن شدَّةِ ضوئِها، وفي جوفِها
سُرُرٌ مِن ذهبٍ، في ذلكَ الذَّهبِ شُعاعٌ كشُعاعِ الشَّمسِ، تَحارُ الأبصارُ
دُونها، لولا ما قدَّرَ اللهُ لأهلِها، وهي مُكلَّلةٌ بالدُّرِّ والجوهرِ،
عليها فُرُشٌ بطائِنُها مِن إستبرقٍ، وظاهرُها دُرٌّ مُنضَّدٌ يَتلألأُ
فوقَ السُّرُرِ، ورأيتُ على السُّرُرِ حُلِيًّا كثيرًا، لا أُطيقُ صفتَهُ لكُم،
فوقَ صفاتِ الألسُنِ، وأماني القلوبِ، حَلْيُ النِّساءِ على حِدَةٍ،
وحَلْيُ الرِّجالِ على حِدَةٍ، قد ضُربَتِ الحِجالُ عليها دُونَ السُّتورِ،
وفي كلِّ قصرٍ منها وكلِّ دارٍ وكلِّ بيتٍ وكلِّ خيمةٍ شجرٌ كثيرٌ،
سُوقُها ذهبٌ، وغُصونُها جَوهرٌ، وورقُها حُلَلٌ، وثَمرُها أمثالُ
القِلالِ العِظامِ، في ألوانٍ شتَّى، وريحٍ شتَّى، وطعمٍ شتَّى،
ومِن خِلالِها أنهارٌ تَطَّرِدُ مِن تَسنيمٍ وعينِ كافورٍ وعينِ زَنجَبيلٍ،
طعمُها فوقَ وصْفِ الواصفينَ، وريحُها ريحُ المِسكِ، في كلِّ بيتٍ
فيها خَيمةٌ لأزواجٍ مِنَ الحُورِ العِينِ، لو دَلَّتْ إحداهُنَّ كفَّها مِنَ
السَّماءِ لأخفَى نورُ كفِّها ضَوءَ الشَّمسِ، فكيف بوجْهِها؟!
ولا يوصَفْنَ بشيءٍ إلَّا مِن فوقِ ذلكَ جمالًا وكمالًا، لكلِّ واحدةٍ منهُنَّ
سبعونَ خادمًا وسبعون غلامًا مِن خُدَّامها خاصَّةً، سوى خُدَّامِ زوجِها،
أولئكَ الخَدَمُ في النَّظافةِ والحُسنِ كما قال تعالى:
{إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}
[الإنسان: 19، 20].
ورأيتُ في ذلكَ القصرِ مِنَ الخيرِ والنَّعيمِ والنَّضارةِ والبَهجةِ
والسُّرورِ والنَّضرةِ والشَّرفِ والكرامةِ ما لا عيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ،
ولا خطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، مِن أصنافِ الخيرِ والنَّعيمِ، كلُّ ذلكَ مَفروغٌ منهُ،
يُنتظَرُ بهِ صاحبُه مِن أولياءِ الله تعالى، فتعاظَمَني ما رأيتُ مِن عجَبِ
ذلكَ القصرِ، فقلتُ: يا جبريلُ، هل في الجَنَّةِ قصرٌ مِثْلُ هذا؟ قال:
نعم يا رسولَ اللهِ، كلُّ قصورِ الجَنَّةِ مِثْلُ هذا وفوقَ هذا، قصورٌ
كثيرةٌ أفضلُ ممَّا ترَى، يُرى باطنُها مِن ظاهرِها، وظاهرُها مِن باطنِها،
وأكثَرُ خيرًا، فقلتُ: لمِثلِ هذا فلْيَعملِ العاملونَ، وفي نحوِ هذا فلْيَتنافَسِ
المُتنافِسونَ، فما تركتُ منها مكانًا إلَّا رأيتُه بإذنِ اللهِ، فأنا أعرَفُ
بكلِّ قصرٍ ودارٍ وبيتٍ وغرفةٍ وخَيمةٍ وشجرةٍ في الجَنَّةِ،
فهي منِّي بمثابةِ مسجدي هذا، ثمَّ أخرجني مِنَ الجَنَّةِ،
فمَررْنا بالسَّمواتِ نَنحدِرُ مِن سماءٍ إلى سماءٍ، فرأيتُ أبانا آدَمَ،
ورأيتُ أخي نُوحًا، ثمَّ إبراهيمَ، ثمَّ رأيتُ موسى، ثمَّ رأيتُ أخاهُ هارونَ،
وإدريسَ في السَّماءِ الرابعةِ مُسنِدًا ظهرَهُ إلى ديوانِ الخلائقِ الَّذي
فيه أمورُهم، ثمَّ رأيتُ أخي عيسى في السَّماء الثَّانيةِ، فسلَّمْتُ عليهِم كلِّهم،
وتَلقَّوْني بالبِشْرِ والتَّحيةِ، وكلُّهم سألوني: ما صنعْتَ يا نبيَّ الرَّحمةِ؟
وإلى أينَ انتُهيَ بكَ؟ وما صُنِعَ بكَ؟ فأُخبِرُهم، فيَفرَحون ويَستبشِرون
ويحمَدون اللهَ على ذلك، ويَدْعون ربَّهم، ويَسألونَ ليَ المَزيدَ والرَّحمةَ
والفَضلَ، ثمَّ انحدرْنا مِنَ السَّماءِ ومعي صاحبي وأخي جبريلُ، لا يَفوتُني
ولا أَفوتُه، حتَّى أورَدَني مكاني مِنَ الأرضِ الَّتي حمَلَني منها،
والحمدُ للهِ على ذلكَ، في ليلةٍ واحدةٍ بإذنِ اللهِ وقوَّتِه.
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
[الإسراء: 1]،
ثمَّ بعد ذلكَ حيثُ شاءَ اللهُ عزَّ وجلَّ، فأنا بنعمةِ اللهِ سيِّدُ ولَدِ آدَمَ
ولا فَخْرَ في الدُّنْيا والآخرةِ، وأنا عبدٌ مقبوضٌ عن قليلٍ، بعدَ الَّذي
رأيتُ مِن آياتِ ربِّيَ الكُبرى، ولَقِيتُ إخواني مِنَ الأنبياءِ، وقدِ اشتقْتُ
إلى ربِّي وما رأيْتُ مِن ثوابِه لأوليائِه، وقد أحببْتُ اللُّحوقَ بربِّي ولُقِيَّ
إخواني مِنَ الأنبياءِ الَّذين رأيتُ، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقَى.
الدرجة: موضوع
مع الشكر لموقع الدرر السنية
الحديث رقم( 416 )
فنظرتُ فإذا نهرٌ يجري مِن أصلِ الشَّجرةِ،
ماؤُه أشدُّ بياضًا مِنَ اللَّبنِ، وأحلَى مِنَ العسل، ومَجراهُ على
رَضْراضٍ دُرٍّ وياقوتٍ وزَبَرجَدٍ، حافَتاهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ، في بياضِ الثَّلجِ،
فقال: ألا ترى يا رسولَ اللهِ؟ هذا الَّذي ذكره اللهُ فيما أَنزل عليكَ:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
[الكوثر: 1]،
وهو تَسنِيمٌ، وإنَّما سمَّاهُ اللهُ تعالى تَسنيمًا؛ لأنَّه يَتسنَّمُ على
أهلِ الجَنَّةِ مِن تحتِ العرشِ إلى دُورهِم، وقصورِهم، وبيوتِهم،
وغُرَفِهم، وخِيَمِهم، فيَمزُجون به أشرِبَتِهم مِنَ
اللَّبنِ والعسلِ والخمرِ، وذلك قولُه تعالى:
{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}
[الإنسان: 6]،
أي يَقودُنها قوْدًا إلى منازِلهم وهي مِنَ الجَنَّة، ثمَّ انطلَقَ بي
يطوفُ في الجَنَّةِ، حتَّى انتهيْنا إلى شجرةٍ لم أَرَ في الجَنَّةِ مِثْلَها،
فلمَّا وقفتُ تحتَها رفعتُ رأسي، فإذا أنا لا أرَى شيئًا مِن خلْقِ
ربِّي غيرَها؛ لعَظَمتِها وتفرُّقِ أغصانِها، ووجدتُ منها ريحًا طيِّبةً
لم أَشَمَّ في الجَنَّةِ أطيبَ منها ريحًا، فقلَّبْتُ بصري فيها،
فإذا أوراقُها حُلَلٌ مِن طرائفِ ثيابِ الجَنَّةِ، ما بيْن الأبيضِ والأحمرِ
والأصفرِ والأخضرِ، وثمارُها أمثالُ القِلَالِ مِن كلِّ ثمرةٍ خلَقَ اللهُ
في السَّماءِ والأرضِ، مِن ألوانٍ شتَّى، وطعمٍ شتَّى، وريحٍ شتَّى،
فعجِبْتُ مِن تلكَ الشَّجرةِ وما رأيتُ مِن حُسْنِها، فقلتُ: يا جبريلُ،
ما هذه الشَّجرةُ؟ فقال: هذه الَّتي ذكرها اللهُ فيما نزَّل عليكَ،
وهو قولُه عَزَّ وجَلَّ:
{طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}
[الرعد: 29]،
فهذهِ طُوبى، لكَ يا رسولَ اللهِ ولكثيرٍ مِن أهلِكَ وأُمَّتِكَ، في ظِلِّها
أحسَنُ مُنقلَبٍ ونعيمٌ طويلٌ، ثمَّ انطلَقَ بي جبريلُ يطوفُ بي في الجَنَّةِ،
حتَّى انتهى إلى قصرٍ في الجَنَّةِ مِن ياقوتةٍ حمراءَ، لا آفةَ فيها ولا صَدْع،
في جَوفِها سبعونَ ألْفَ قصْرٍ، في كلِّ قصْرٍ منها سبعونَ ألْفَ دارٍ،
في كلِّ دارٍ منها سبعونَ ألْفَ بيتٍ، في كلِّ بيْتٍ منها سبعونَ ألْفَ
سريرٍ مِن دُرَّةٍ بيضاءَ، لها أربعةُ آلافِ بابٍ، يُرَى باطنُ تلكَ الخيامِ
مِن ظاهرِها، وظاهرُها مِن باطنِها؛ مِن شدَّةِ ضوئِها، وفي جوفِها
سُرُرٌ مِن ذهبٍ، في ذلكَ الذَّهبِ شُعاعٌ كشُعاعِ الشَّمسِ، تَحارُ الأبصارُ
دُونها، لولا ما قدَّرَ اللهُ لأهلِها، وهي مُكلَّلةٌ بالدُّرِّ والجوهرِ،
عليها فُرُشٌ بطائِنُها مِن إستبرقٍ، وظاهرُها دُرٌّ مُنضَّدٌ يَتلألأُ
فوقَ السُّرُرِ، ورأيتُ على السُّرُرِ حُلِيًّا كثيرًا، لا أُطيقُ صفتَهُ لكُم،
فوقَ صفاتِ الألسُنِ، وأماني القلوبِ، حَلْيُ النِّساءِ على حِدَةٍ،
وحَلْيُ الرِّجالِ على حِدَةٍ، قد ضُربَتِ الحِجالُ عليها دُونَ السُّتورِ،
وفي كلِّ قصرٍ منها وكلِّ دارٍ وكلِّ بيتٍ وكلِّ خيمةٍ شجرٌ كثيرٌ،
سُوقُها ذهبٌ، وغُصونُها جَوهرٌ، وورقُها حُلَلٌ، وثَمرُها أمثالُ
القِلالِ العِظامِ، في ألوانٍ شتَّى، وريحٍ شتَّى، وطعمٍ شتَّى،
ومِن خِلالِها أنهارٌ تَطَّرِدُ مِن تَسنيمٍ وعينِ كافورٍ وعينِ زَنجَبيلٍ،
طعمُها فوقَ وصْفِ الواصفينَ، وريحُها ريحُ المِسكِ، في كلِّ بيتٍ
فيها خَيمةٌ لأزواجٍ مِنَ الحُورِ العِينِ، لو دَلَّتْ إحداهُنَّ كفَّها مِنَ
السَّماءِ لأخفَى نورُ كفِّها ضَوءَ الشَّمسِ، فكيف بوجْهِها؟!
ولا يوصَفْنَ بشيءٍ إلَّا مِن فوقِ ذلكَ جمالًا وكمالًا، لكلِّ واحدةٍ منهُنَّ
سبعونَ خادمًا وسبعون غلامًا مِن خُدَّامها خاصَّةً، سوى خُدَّامِ زوجِها،
أولئكَ الخَدَمُ في النَّظافةِ والحُسنِ كما قال تعالى:
{إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}
[الإنسان: 19، 20].
ورأيتُ في ذلكَ القصرِ مِنَ الخيرِ والنَّعيمِ والنَّضارةِ والبَهجةِ
والسُّرورِ والنَّضرةِ والشَّرفِ والكرامةِ ما لا عيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ،
ولا خطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، مِن أصنافِ الخيرِ والنَّعيمِ، كلُّ ذلكَ مَفروغٌ منهُ،
يُنتظَرُ بهِ صاحبُه مِن أولياءِ الله تعالى، فتعاظَمَني ما رأيتُ مِن عجَبِ
ذلكَ القصرِ، فقلتُ: يا جبريلُ، هل في الجَنَّةِ قصرٌ مِثْلُ هذا؟ قال:
نعم يا رسولَ اللهِ، كلُّ قصورِ الجَنَّةِ مِثْلُ هذا وفوقَ هذا، قصورٌ
كثيرةٌ أفضلُ ممَّا ترَى، يُرى باطنُها مِن ظاهرِها، وظاهرُها مِن باطنِها،
وأكثَرُ خيرًا، فقلتُ: لمِثلِ هذا فلْيَعملِ العاملونَ، وفي نحوِ هذا فلْيَتنافَسِ
المُتنافِسونَ، فما تركتُ منها مكانًا إلَّا رأيتُه بإذنِ اللهِ، فأنا أعرَفُ
بكلِّ قصرٍ ودارٍ وبيتٍ وغرفةٍ وخَيمةٍ وشجرةٍ في الجَنَّةِ،
فهي منِّي بمثابةِ مسجدي هذا، ثمَّ أخرجني مِنَ الجَنَّةِ،
فمَررْنا بالسَّمواتِ نَنحدِرُ مِن سماءٍ إلى سماءٍ، فرأيتُ أبانا آدَمَ،
ورأيتُ أخي نُوحًا، ثمَّ إبراهيمَ، ثمَّ رأيتُ موسى، ثمَّ رأيتُ أخاهُ هارونَ،
وإدريسَ في السَّماءِ الرابعةِ مُسنِدًا ظهرَهُ إلى ديوانِ الخلائقِ الَّذي
فيه أمورُهم، ثمَّ رأيتُ أخي عيسى في السَّماء الثَّانيةِ، فسلَّمْتُ عليهِم كلِّهم،
وتَلقَّوْني بالبِشْرِ والتَّحيةِ، وكلُّهم سألوني: ما صنعْتَ يا نبيَّ الرَّحمةِ؟
وإلى أينَ انتُهيَ بكَ؟ وما صُنِعَ بكَ؟ فأُخبِرُهم، فيَفرَحون ويَستبشِرون
ويحمَدون اللهَ على ذلك، ويَدْعون ربَّهم، ويَسألونَ ليَ المَزيدَ والرَّحمةَ
والفَضلَ، ثمَّ انحدرْنا مِنَ السَّماءِ ومعي صاحبي وأخي جبريلُ، لا يَفوتُني
ولا أَفوتُه، حتَّى أورَدَني مكاني مِنَ الأرضِ الَّتي حمَلَني منها،
والحمدُ للهِ على ذلكَ، في ليلةٍ واحدةٍ بإذنِ اللهِ وقوَّتِه.
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
[الإسراء: 1]،
ثمَّ بعد ذلكَ حيثُ شاءَ اللهُ عزَّ وجلَّ، فأنا بنعمةِ اللهِ سيِّدُ ولَدِ آدَمَ
ولا فَخْرَ في الدُّنْيا والآخرةِ، وأنا عبدٌ مقبوضٌ عن قليلٍ، بعدَ الَّذي
رأيتُ مِن آياتِ ربِّيَ الكُبرى، ولَقِيتُ إخواني مِنَ الأنبياءِ، وقدِ اشتقْتُ
إلى ربِّي وما رأيْتُ مِن ثوابِه لأوليائِه، وقد أحببْتُ اللُّحوقَ بربِّي ولُقِيَّ
إخواني مِنَ الأنبياءِ الَّذين رأيتُ، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقَى.
الدرجة: موضوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق