عَنْ قَبِيصَةَ بنِ الْمُخَارِقِ وَزُهَيْرِ بنِ عَمْرٍو قَالَا: لَمَّا نَزَلَت
{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قَالَ:
( انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ, فَعَلَا أَعْلَاهَا
حَجَرًا, ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ! إِنِّي نَذِيرٌ؛ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ
رَأَى الْعَدُوَّ, فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ, فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ, فَجَعَلَ يَهْتِفُ: يَا صَبَاحَاهْ! )(1).
شرح المفردات(2):
( الرَّضْمَة ) بِفَتْحِ الرَّاء وَإِسْكَان الضَّاد الْمُعْجَمَة, وَبِفَتْحِهَا لُغَتَانِ, وَالرَّضْمَة
وَاحِدَة الرَّضْم, وَالرِّضَام, وَهِيَ: صُخُور عِظَام بَعْضهَا فَوْق بَعْض,
وَقِيلَ هِيَ دُون الْهِضَاب.
( يَرْبَأ ): فَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاء وَإِسْكَان الرَّاء وَبَعْدهَا بَاء مُوَحَّدَة ثُمَّ هَمْزَة عَلَى
وَزْن يَقْرَأ, وَمَعْنَاهُ: يَحْفَظهُمْ وَيَتَطَلَّع لَهُمْ, وَيُقَال لِفَاعِلِ ذَلِكَ ( رَبِيئَة ) وَهُوَ
الْعَيْن وَالطَّلِيعَة الَّذِي يَنْظُر لِلْقَوْمِ لِئَلَّا يَدْهَمَهُم الْعَدُوّ, وَلَا يَكُون فِي الْغَالِب
إِلَّا عَلَى جَبَل أَوْ شَرَف أَوْ شَيْء مُرْتَفِع لِيَنْظُرَ إِلَى بُعْد.
( يَهْتِف ) فَبِفَتْحِ الْيَاء وَكَسْر التَّاء, وَمَعْنَاهُ: يَصِيح وَيَصْرُخ.
( يَا صَبَاحَاهُ ) كَلِمَة يَعْتَادُونَهَا عِنْد وُقُوع أَمْر عَظِيم فَيَقُولُونَهَا لِيَجْتَمِعُوا
وَيَتَأَهَّبُوا لَهُ، وخص هذا الوقت لأنه كان الأغلب لوقت الغارة فكأن المعنى
جاء وقت القتال فتأهبوا.
من فوائد الحديث:
1- مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى امتثال أمر ربه
بدعوة أهله وعشيرته، والبداءة بهم قبل غيرهم.
2- بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على عشيرته وقومه،
وحرصه على نجاتهم من عذاب الله تعالى وعقوبته.
3- فضل الدعوة إلى الله عز وجل وأنها من أفضل القربات إليه، قال تعالى
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )(3)،
وهي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وخواص أتباعهم، فعلى المسلم
أن يعنى بذلك وأن يجتهد في الدعوة إلى الله على علم وبصيرة
قدر وسعه وطاقته.
----------------
(1) - صحيح البخاري، برقم: (4801)،
وصحيح مسلم، برقم: (207)، واللفظ له.
(2) - شرح مسلم للنووي، 3/ 82.
(3) - صحيح البخاري، برقم: (3701)، وصحيح مسلم، برقم: (6376).
{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قَالَ:
( انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ, فَعَلَا أَعْلَاهَا
حَجَرًا, ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ! إِنِّي نَذِيرٌ؛ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ
رَأَى الْعَدُوَّ, فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ, فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ, فَجَعَلَ يَهْتِفُ: يَا صَبَاحَاهْ! )(1).
شرح المفردات(2):
( الرَّضْمَة ) بِفَتْحِ الرَّاء وَإِسْكَان الضَّاد الْمُعْجَمَة, وَبِفَتْحِهَا لُغَتَانِ, وَالرَّضْمَة
وَاحِدَة الرَّضْم, وَالرِّضَام, وَهِيَ: صُخُور عِظَام بَعْضهَا فَوْق بَعْض,
وَقِيلَ هِيَ دُون الْهِضَاب.
( يَرْبَأ ): فَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاء وَإِسْكَان الرَّاء وَبَعْدهَا بَاء مُوَحَّدَة ثُمَّ هَمْزَة عَلَى
وَزْن يَقْرَأ, وَمَعْنَاهُ: يَحْفَظهُمْ وَيَتَطَلَّع لَهُمْ, وَيُقَال لِفَاعِلِ ذَلِكَ ( رَبِيئَة ) وَهُوَ
الْعَيْن وَالطَّلِيعَة الَّذِي يَنْظُر لِلْقَوْمِ لِئَلَّا يَدْهَمَهُم الْعَدُوّ, وَلَا يَكُون فِي الْغَالِب
إِلَّا عَلَى جَبَل أَوْ شَرَف أَوْ شَيْء مُرْتَفِع لِيَنْظُرَ إِلَى بُعْد.
( يَهْتِف ) فَبِفَتْحِ الْيَاء وَكَسْر التَّاء, وَمَعْنَاهُ: يَصِيح وَيَصْرُخ.
( يَا صَبَاحَاهُ ) كَلِمَة يَعْتَادُونَهَا عِنْد وُقُوع أَمْر عَظِيم فَيَقُولُونَهَا لِيَجْتَمِعُوا
وَيَتَأَهَّبُوا لَهُ، وخص هذا الوقت لأنه كان الأغلب لوقت الغارة فكأن المعنى
جاء وقت القتال فتأهبوا.
من فوائد الحديث:
1- مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى امتثال أمر ربه
بدعوة أهله وعشيرته، والبداءة بهم قبل غيرهم.
2- بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على عشيرته وقومه،
وحرصه على نجاتهم من عذاب الله تعالى وعقوبته.
3- فضل الدعوة إلى الله عز وجل وأنها من أفضل القربات إليه، قال تعالى
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )(3)،
وهي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وخواص أتباعهم، فعلى المسلم
أن يعنى بذلك وأن يجتهد في الدعوة إلى الله على علم وبصيرة
قدر وسعه وطاقته.
----------------
(1) - صحيح البخاري، برقم: (4801)،
وصحيح مسلم، برقم: (207)، واللفظ له.
(2) - شرح مسلم للنووي، 3/ 82.
(3) - صحيح البخاري، برقم: (3701)، وصحيح مسلم، برقم: (6376).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق