سلسلة أعمال القلوب (06)
للشيخ : خالد بن عثمان السبت
ثانياً: منزلة القلب : كلكم يعلم أن القلب ملك الجوارح،
وهو كما يقول العز بن عبد السلام في [قواعد الأحكام 1 / 167]:
مبدأ التكاليف كلها وهو مصدرها، وصلاح الأجساد موقوف على صلاحه
وفساد الأجساد موقوف على فساده، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ]
رواه البخاري ومسلم.
أي: أنها إذا صلحت بالإيمان، ومعرفة حقائقه، ومحاسن الأحوال؛ فإن الجسد
يصلح بطاعة ربه ومولاه، وبالإذعان له. وإذا فسد هذا القلب بالشرك
والكفر، ومساوئ الأحوال، والأعمال القلبية السيئة من الكبر والعجب
والرياء وما إلى ذلك؛ فإن ذلك يفسد الجسد بالفسوق والعصيان والتمرد
على طاعة الله عز وجل، وتسخير الجوارح وتعبيدها لغير الله تبارك وتعالى،
ومع التعالي على الخلق، والترفع عنهم وظلمهم، والإفساد في الأرض،
كل ذلك يكون نتيجة طبيعية لفساد هذا القلب وتبدل أحواله ..
ويقول ابن رجب رحمه الله في شرح هذا الحديث:
[... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً]
يقول:' إن فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه
للمحرمات، واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه، فإن كان قلبه سليماً
ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشيته الوقوع فيما
يكرهه؛ صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات
كلها، وتوقي الشبهات حذراً من الوقوع في المحرمات. وإن كان القلب فاسداً
قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله؛ فسدت حركات
الجوارح كلها، وانبعث إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع الهوى
هوى القلب '
[جامع العلوم والحكم 1 / 210].
للشيخ : خالد بن عثمان السبت
ثانياً: منزلة القلب : كلكم يعلم أن القلب ملك الجوارح،
وهو كما يقول العز بن عبد السلام في [قواعد الأحكام 1 / 167]:
مبدأ التكاليف كلها وهو مصدرها، وصلاح الأجساد موقوف على صلاحه
وفساد الأجساد موقوف على فساده، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ]
رواه البخاري ومسلم.
أي: أنها إذا صلحت بالإيمان، ومعرفة حقائقه، ومحاسن الأحوال؛ فإن الجسد
يصلح بطاعة ربه ومولاه، وبالإذعان له. وإذا فسد هذا القلب بالشرك
والكفر، ومساوئ الأحوال، والأعمال القلبية السيئة من الكبر والعجب
والرياء وما إلى ذلك؛ فإن ذلك يفسد الجسد بالفسوق والعصيان والتمرد
على طاعة الله عز وجل، وتسخير الجوارح وتعبيدها لغير الله تبارك وتعالى،
ومع التعالي على الخلق، والترفع عنهم وظلمهم، والإفساد في الأرض،
كل ذلك يكون نتيجة طبيعية لفساد هذا القلب وتبدل أحواله ..
ويقول ابن رجب رحمه الله في شرح هذا الحديث:
[... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً]
يقول:' إن فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه
للمحرمات، واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه، فإن كان قلبه سليماً
ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشيته الوقوع فيما
يكرهه؛ صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات
كلها، وتوقي الشبهات حذراً من الوقوع في المحرمات. وإن كان القلب فاسداً
قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله؛ فسدت حركات
الجوارح كلها، وانبعث إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع الهوى
هوى القلب '
[جامع العلوم والحكم 1 / 210].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق