بـسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيمِ
{وَلِله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ}
الواحد الأحد
الأَصلُ الأوّل مِن أُصولِ الإيمَانِ معرفةُ اللهِ بأسمائهِ وصفاتهِ وأثرهَا على
الصحَّة النَّفسية ؛ والذي لَيسَ لَديهَ هَٰذا العِلم العَظيم يحصلْ لَهُ اضطراب
نَفسِي؛ فالاضطراب النَّفسي يَأتي من وساوِسِ الشَّيطاْن .
مِا مَعْنى الرِّجْز فِي القُرآنِ الكَريم؟؟
- مَعنى الرِّجز: "الزلزلة" ؛ الاضطراب؛ ووساس الشيطان ؛
- والرِّجز أصلُ صنمٍ من الأَصْنام ؛ وقيْل كنايةً عَنِ الذَنب.
مُا علاقة مَعنَى الرجز بِوَسَاوسِ الشَّيطَان ؟؟
لأنَّ وَساوِسَهُ تُسبِّب اضطرابات نَفسيَّة؛ تجعلُ الشَّخص مشوّش وغَير مُركِّز.
أمَّا الرِّجْس: فهِيَ القَذَارة؛ الشيئ المُستقْذَر ..
اسمُ اللهِ الواحد وردَ في القرآن الكريم في أكثر من
عِشرينَ مَوضِع وفي ذلك قولِه تعالى:
{ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
وقوله تعالى :
{ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ }
مَا أعْظَم هَٰذا الإسْم..! طَالما أنتِ تكرري اسمَ الله الواحد الأحد لا بُد أن َيدخُل
في قلبكِ أن قَلبي هَٰذا لا يَتحَرك عَن الواحد الأحَد يُمنةً ولا يُسرةً؛ ويَكون
كُل اهتمامكِ وعملكِ وكلمكِ وخروجكِ وَدُخولكِ للِواحِد الأحد.
وأمَّا اسمهُ الأحد فقَد ورد مَرة واحدة في القرآن الكريم في قولهِ تعالى:
{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ }
وكذلكَ جاءَ في السنَّة فِي قوله صلى الله عليهِ وسلم للرَّجل
الذي دَعَا بهٰذا الدُّعاء:
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ،
الأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
- فقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذَّي نَفْسي بِيَده لَقَد سَأل
- بإسمهِ الأعظم الذي إذا دُعيَ بهِ أجَاب وإذا سُأل بهِ أعطى. )
كُل كلمة يقولَها الرسول صلى الله عليهِ وسلم نسأل الله عز وجل
أن يَرزُقنا نُورهَا ؛ فهناكَ نورَين:
نُور القُرآن: يَأتي الْوَحي في صورة كلامِ الله عزَّ وجل :
{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِين عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}
ونُور السنّة: وهو كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وهو وحيٌ أيضاً؛ والدليل:
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ }
عِندما قال العبد اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ،فهنا
العبد يسأل الله بعمله وشهادته (هذا التوسل بالعمل الصالح).
والرسول عليه الصلاة والسلام في أكثر مِن حديث يقول أنَّ هٰذا الدُّعاء اسمُ
الله الأعْظَم، لكَي تعرفي أن التوسُّل بالأسماء والصفات شيئ
تقوم عليه حياتك.
مَعنَى الوَاحد الأحد في حَقِّ الله تعالى:
يقولُ الإمام ابن القيم رحمه الله:
- معنى الأحد : المُتَضمِّن لإنفرادهِ بالربوبية والإلهية ؛
مَا مَعْنَىٰ توحِيدُ الرّبُوبيَّة ؟؟
الربوبية هي أساسُ العقيدة ؛ وهي افرادُ الله بأفعالهِ؛ مِثل الخلق؛ الرزق؛
التدبير؛ الاحياء ؛ الاماتة؛ الامداد؛ النفع؛ الضر؛ الشفاء؛ القبض؛ البسط؛
الاعزاز والاذلال؛ العطاء والمنع.
--> يعني صاحب الجاه لا ينفعهُ جاههُ إلا اذا نفَّعهُ به الله عزَّ وجل؛
هَٰذه أفعالُ الربوبية.
أمُّا اتجاهُ القلبِ للواحد الأحد هَٰذا اسمهُ "توحيد ألوهية" ؛ فلمَّا يكون عندي
يَقين أنهُ لا يرزقني الا الله؛ لا يشفيني إلا الله ؛ لا يكشف ضري إلا الله ؛
سيتجهُ قَلبي للواحد الأحد فَيُصبح هَٰذا توحيدُ ألُوهية.
إذاً توحِيُد الألوهية: هُوَ افْرادُ اللهِ بجميعِ أعمالِ العبادة؛
أي اتجاهُ القلبِ للواحد الأحد.
وأصلُ التَّوحِيد: معرفةُ اللهِ بأسمائهِ وصفاتِه واسمُهُ ( توحيدُ المَعرفَة)؛
وتوحيد المعرفة يعطيكي توحيدُ الربوبية؛ فتصبحي نتيجة لمعرفتكِ بأسماءِ
الله وصِفَاته يتَعَلق قلبكِ بِه وَحدَهُ ؛ وهَٰذا ثمرةُ عِلمِك بأنُّه الوَاحد الأحَد
فِي أسْمَائِه وصِفَاتِه وأفْعَاله.
إِنَّ تَشَوّفْ القَلْبْ وَإتِّجَاهَهُ لِأحدٍ سِوى الله عزَّ وجل هذا خَطَأ في العقيدة..!
يعني تنتظري عطاءً من أحَد.
الواحد الأحد هو الفَردُ الذي لم يزل وحده ولم يكن مَعَهُ آخر ؛
المتفرد في ذاته سبحانه وتعالى
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ}
عطاء الله ليس كأي عطاء ؛
(يَدُ اللَّهِ مَلأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)
وسَمعهُ سبحانهُ ليْسَ كأي سمع؛ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء؛ لا فِي ألطافه
ولا في جَمالهِ ولا في بَصَره ؛ وشكرهِ سبحانه ليس كأي شكر ..
مِنْ عَظيمِ رَحمةِ اللهِ أنَّ الصَدَقة التي يتَصدَّق بها العَبد " لله"
فإنها تُربّى لهُ في كَفِّ الرحمَٰن فتكونُ مثل الجبل...!
لمَاذا تُصْبِح مِثلَ الجَبَل؟؟
• لأنَّ العبْد توجَّهَ في هَٰذه النيّة لواحد أحد ؛ فأتَىٰ بحقيقةَ الإخْلَاصْ..
إذاً الواحد الأحد هو المُتفرد في ذاته وصفاته ؛ صفات الله 'ليست كأي صفة'
؛ { كف الرحمن / يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ/ والإصبع ..}
هَٰذهِ كلها صِفَات ذاتيّة لله عز وجَل.
أمَّا الصِّفات الفعلية :
{ يعطي ؛ يمنع ؛ يقبض؛ يبسط؛ يعز ؛ يذل ....}
هو وحدهُ الذي يفعلُ هَٰذه الأفعال؛ وكيفيَّة فعلهِ ليسَ لهُ أحدٌ معهُ فِيها..
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد}..
كفوًا يعني مماثلاً أو شبيهاً.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
الواحد الأحد هو الذي توحَّد بجميعِ الكمالات ..
النَّاس التِّي ليْسَ لَديْها عِلم بأسْمَاءِ الله وصفاتِه ( مَذلُولِين للخَلق)
كمَا قَال النبي صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ.)
وُكّل: يعني تذلّل لهّ؛ فلذلك من رزقهُ الله هَٰذا العِلم يُعطيه عِزّة .
نُكمل قول السعدي: الواحد الأحد هُو الذي توحَّد بجميعِ الكمالات
وتفرَّد بكل كمال وجلال وجمال ..
نحن نعلم أن لدينا أسماء كمال وجلال وجمال..
أسماء الجلال مثل: الجبار ؛ القهار ؛ الواحد؛ الديان؛
المتعال؛ القادر ؛ القدير؛ المقتدر.
أسماء الجمال مثل: الودود ؛ الرؤوف؛ الرحيم ؛ الرحمن ؛ الشكور؛
المعطي؛ الحليم؛ القابض؛ الباسط.
أسماء الكمال تجمع معظم أسماء الله وصفاته ومنها: الله ؛
الرب؛ الصمد؛ العظيم؛ الأول؛ الآخر؛ الظاهر؛ الباطن.
إذاً الله سبحانه تفَرد بِكُل كمال وجلال وجمال وحمد وحكمة ورحمة وغيرها
من صِفات الكمال؛ فَليْس لهُ فيها نظير ولا مُناسب بوجهٍ من الوُجوه؛ فهو
الأحد في قيُّوميَّته؛ بلغَ غايةَ الكمال في كلِّ صفة؛ يَسمع جميعَ الأصوات
بجميع الحاجات ؛ بتفنُّن اللغاتِ في كل الأوقات ؛ لا أَحَد يَقُوم عَلىٰ خلْقِه
مثل قيوميته.
{ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ }
فهو سبحانه موصوف بغاية الكمال؛ فيجب على العبيد توحيده عقلاً وقولاً ؛
بأن يعترفوا بكمال قدرته وكمال إرادته وكمال مشيئته وكمال عدله وكمال
حكمته وكمال قدوسيَّتهِ.. وتفرده وحده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة.
ما مَعنى وَحْدانيَّةُ اللهِ عزَّ وجَل؟؟
• أي التوحيد بأنواعه الثلاثة
(توحيدهُ في ذاته وصفاتهِ؛ توحيدهُ في ربوبيتهِ؛ توحيدهُ في ألوهيتهِ)
- مثال: صفة الواحد الأحد " الوحدانية ؛ والقيومية من القيوم؛ وصفة
الرحمة من الرحيم؛ وصفة الربوبية من الرب وصفة الألوهية من الإله..
وتتجلى وحدانيَّةُ الله فيما يأتي:
أولًا في ذاتهِ وصفاتهِ فاللهُ لا مثيلَ له ولا نظير؛
لافي ذاته ولا في صِفاته ولذلك فإنه تعَالى وتقدّس لم يتخِذ .
{وَلِله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ}
الواحد الأحد
الأَصلُ الأوّل مِن أُصولِ الإيمَانِ معرفةُ اللهِ بأسمائهِ وصفاتهِ وأثرهَا على
الصحَّة النَّفسية ؛ والذي لَيسَ لَديهَ هَٰذا العِلم العَظيم يحصلْ لَهُ اضطراب
نَفسِي؛ فالاضطراب النَّفسي يَأتي من وساوِسِ الشَّيطاْن .
مِا مَعْنى الرِّجْز فِي القُرآنِ الكَريم؟؟
- مَعنى الرِّجز: "الزلزلة" ؛ الاضطراب؛ ووساس الشيطان ؛
- والرِّجز أصلُ صنمٍ من الأَصْنام ؛ وقيْل كنايةً عَنِ الذَنب.
مُا علاقة مَعنَى الرجز بِوَسَاوسِ الشَّيطَان ؟؟
لأنَّ وَساوِسَهُ تُسبِّب اضطرابات نَفسيَّة؛ تجعلُ الشَّخص مشوّش وغَير مُركِّز.
أمَّا الرِّجْس: فهِيَ القَذَارة؛ الشيئ المُستقْذَر ..
اسمُ اللهِ الواحد وردَ في القرآن الكريم في أكثر من
عِشرينَ مَوضِع وفي ذلك قولِه تعالى:
{ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
وقوله تعالى :
{ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ }
مَا أعْظَم هَٰذا الإسْم..! طَالما أنتِ تكرري اسمَ الله الواحد الأحد لا بُد أن َيدخُل
في قلبكِ أن قَلبي هَٰذا لا يَتحَرك عَن الواحد الأحَد يُمنةً ولا يُسرةً؛ ويَكون
كُل اهتمامكِ وعملكِ وكلمكِ وخروجكِ وَدُخولكِ للِواحِد الأحد.
وأمَّا اسمهُ الأحد فقَد ورد مَرة واحدة في القرآن الكريم في قولهِ تعالى:
{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ }
وكذلكَ جاءَ في السنَّة فِي قوله صلى الله عليهِ وسلم للرَّجل
الذي دَعَا بهٰذا الدُّعاء:
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ،
الأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
- فقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذَّي نَفْسي بِيَده لَقَد سَأل
- بإسمهِ الأعظم الذي إذا دُعيَ بهِ أجَاب وإذا سُأل بهِ أعطى. )
كُل كلمة يقولَها الرسول صلى الله عليهِ وسلم نسأل الله عز وجل
أن يَرزُقنا نُورهَا ؛ فهناكَ نورَين:
نُور القُرآن: يَأتي الْوَحي في صورة كلامِ الله عزَّ وجل :
{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِين عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}
ونُور السنّة: وهو كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وهو وحيٌ أيضاً؛ والدليل:
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ }
عِندما قال العبد اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ،فهنا
العبد يسأل الله بعمله وشهادته (هذا التوسل بالعمل الصالح).
والرسول عليه الصلاة والسلام في أكثر مِن حديث يقول أنَّ هٰذا الدُّعاء اسمُ
الله الأعْظَم، لكَي تعرفي أن التوسُّل بالأسماء والصفات شيئ
تقوم عليه حياتك.
مَعنَى الوَاحد الأحد في حَقِّ الله تعالى:
يقولُ الإمام ابن القيم رحمه الله:
- معنى الأحد : المُتَضمِّن لإنفرادهِ بالربوبية والإلهية ؛
مَا مَعْنَىٰ توحِيدُ الرّبُوبيَّة ؟؟
الربوبية هي أساسُ العقيدة ؛ وهي افرادُ الله بأفعالهِ؛ مِثل الخلق؛ الرزق؛
التدبير؛ الاحياء ؛ الاماتة؛ الامداد؛ النفع؛ الضر؛ الشفاء؛ القبض؛ البسط؛
الاعزاز والاذلال؛ العطاء والمنع.
--> يعني صاحب الجاه لا ينفعهُ جاههُ إلا اذا نفَّعهُ به الله عزَّ وجل؛
هَٰذه أفعالُ الربوبية.
أمُّا اتجاهُ القلبِ للواحد الأحد هَٰذا اسمهُ "توحيد ألوهية" ؛ فلمَّا يكون عندي
يَقين أنهُ لا يرزقني الا الله؛ لا يشفيني إلا الله ؛ لا يكشف ضري إلا الله ؛
سيتجهُ قَلبي للواحد الأحد فَيُصبح هَٰذا توحيدُ ألُوهية.
إذاً توحِيُد الألوهية: هُوَ افْرادُ اللهِ بجميعِ أعمالِ العبادة؛
أي اتجاهُ القلبِ للواحد الأحد.
وأصلُ التَّوحِيد: معرفةُ اللهِ بأسمائهِ وصفاتِه واسمُهُ ( توحيدُ المَعرفَة)؛
وتوحيد المعرفة يعطيكي توحيدُ الربوبية؛ فتصبحي نتيجة لمعرفتكِ بأسماءِ
الله وصِفَاته يتَعَلق قلبكِ بِه وَحدَهُ ؛ وهَٰذا ثمرةُ عِلمِك بأنُّه الوَاحد الأحَد
فِي أسْمَائِه وصِفَاتِه وأفْعَاله.
إِنَّ تَشَوّفْ القَلْبْ وَإتِّجَاهَهُ لِأحدٍ سِوى الله عزَّ وجل هذا خَطَأ في العقيدة..!
يعني تنتظري عطاءً من أحَد.
الواحد الأحد هو الفَردُ الذي لم يزل وحده ولم يكن مَعَهُ آخر ؛
المتفرد في ذاته سبحانه وتعالى
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ}
عطاء الله ليس كأي عطاء ؛
(يَدُ اللَّهِ مَلأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)
وسَمعهُ سبحانهُ ليْسَ كأي سمع؛ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء؛ لا فِي ألطافه
ولا في جَمالهِ ولا في بَصَره ؛ وشكرهِ سبحانه ليس كأي شكر ..
مِنْ عَظيمِ رَحمةِ اللهِ أنَّ الصَدَقة التي يتَصدَّق بها العَبد " لله"
فإنها تُربّى لهُ في كَفِّ الرحمَٰن فتكونُ مثل الجبل...!
لمَاذا تُصْبِح مِثلَ الجَبَل؟؟
• لأنَّ العبْد توجَّهَ في هَٰذه النيّة لواحد أحد ؛ فأتَىٰ بحقيقةَ الإخْلَاصْ..
إذاً الواحد الأحد هو المُتفرد في ذاته وصفاته ؛ صفات الله 'ليست كأي صفة'
؛ { كف الرحمن / يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ/ والإصبع ..}
هَٰذهِ كلها صِفَات ذاتيّة لله عز وجَل.
أمَّا الصِّفات الفعلية :
{ يعطي ؛ يمنع ؛ يقبض؛ يبسط؛ يعز ؛ يذل ....}
هو وحدهُ الذي يفعلُ هَٰذه الأفعال؛ وكيفيَّة فعلهِ ليسَ لهُ أحدٌ معهُ فِيها..
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد}..
كفوًا يعني مماثلاً أو شبيهاً.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
الواحد الأحد هو الذي توحَّد بجميعِ الكمالات ..
النَّاس التِّي ليْسَ لَديْها عِلم بأسْمَاءِ الله وصفاتِه ( مَذلُولِين للخَلق)
كمَا قَال النبي صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ.)
وُكّل: يعني تذلّل لهّ؛ فلذلك من رزقهُ الله هَٰذا العِلم يُعطيه عِزّة .
نُكمل قول السعدي: الواحد الأحد هُو الذي توحَّد بجميعِ الكمالات
وتفرَّد بكل كمال وجلال وجمال ..
نحن نعلم أن لدينا أسماء كمال وجلال وجمال..
أسماء الجلال مثل: الجبار ؛ القهار ؛ الواحد؛ الديان؛
المتعال؛ القادر ؛ القدير؛ المقتدر.
أسماء الجمال مثل: الودود ؛ الرؤوف؛ الرحيم ؛ الرحمن ؛ الشكور؛
المعطي؛ الحليم؛ القابض؛ الباسط.
أسماء الكمال تجمع معظم أسماء الله وصفاته ومنها: الله ؛
الرب؛ الصمد؛ العظيم؛ الأول؛ الآخر؛ الظاهر؛ الباطن.
إذاً الله سبحانه تفَرد بِكُل كمال وجلال وجمال وحمد وحكمة ورحمة وغيرها
من صِفات الكمال؛ فَليْس لهُ فيها نظير ولا مُناسب بوجهٍ من الوُجوه؛ فهو
الأحد في قيُّوميَّته؛ بلغَ غايةَ الكمال في كلِّ صفة؛ يَسمع جميعَ الأصوات
بجميع الحاجات ؛ بتفنُّن اللغاتِ في كل الأوقات ؛ لا أَحَد يَقُوم عَلىٰ خلْقِه
مثل قيوميته.
{ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ }
فهو سبحانه موصوف بغاية الكمال؛ فيجب على العبيد توحيده عقلاً وقولاً ؛
بأن يعترفوا بكمال قدرته وكمال إرادته وكمال مشيئته وكمال عدله وكمال
حكمته وكمال قدوسيَّتهِ.. وتفرده وحده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة.
ما مَعنى وَحْدانيَّةُ اللهِ عزَّ وجَل؟؟
• أي التوحيد بأنواعه الثلاثة
(توحيدهُ في ذاته وصفاتهِ؛ توحيدهُ في ربوبيتهِ؛ توحيدهُ في ألوهيتهِ)
- مثال: صفة الواحد الأحد " الوحدانية ؛ والقيومية من القيوم؛ وصفة
الرحمة من الرحيم؛ وصفة الربوبية من الرب وصفة الألوهية من الإله..
وتتجلى وحدانيَّةُ الله فيما يأتي:
أولًا في ذاتهِ وصفاتهِ فاللهُ لا مثيلَ له ولا نظير؛
لافي ذاته ولا في صِفاته ولذلك فإنه تعَالى وتقدّس لم يتخِذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق