فوائد من سير السلف (34)
قال مطرف: دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت فقلنا: يا أبا حازم
كيف تجدك؟ قال: أجدني راجيا لله حسن الظن به. ثم قال: إنه والله ما يستوي
من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه، فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به
الموت حتى يقدم عليها، ومن غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع
إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب. وقال: لئن نجونا من شر ما أصابنا
من الدنيا ما يضرنا ما زوي عنا منها.
قال أبو حازم : لا تكون عالما حتى تكون فيك ثلاثة خلال: لا تبغ على
من فوقك، ولا تحقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا. وقال: كان العلماء
فيما مضى إذا لقي العالم منهم من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة،
وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق